معركة يبرود.. دلالة الحسم
تكمن أهمية مدينة يبرود في كونها أكبر مدينة في جبال القلمون وتسمى ايضا عاصمة القلمون وهي قريبة من الحدود اللبنانية. وتقع على الطريق الدولي السريع الذي يربط دمشق بوسط البلاد أي بمدينة حمص والذي بدوره يصل الى الساحل الغربي.
ويرى خبراء عسكريون أن الحكومة السورية بسيطرتها على يبرود تكون قد أمنت الحدود اللبنانية بشكل كبير وهي طريق الإمدادات التي يأتيها من الغرب عن طريق حليفها حزب الله كما أنها تكون بذلك حصرت أيضا تدفق المساعدات التي تأتي للمعارضة من الشمال اللبناني عبر بلدة عرسال بشكل رئيسي.
وتحتل يبرود أهمية كبرى لدى حزب الله اللبناني، إذ تمثل عمقا استراتيجيا له ومعبرا لتزويد عناصره المقاتلة داخل سوريا بالإمدادات، ومن ثم مواصلة عملياته العسكرية هناك. ويقود حزب الله المعركة في يبرود، ويضطلع بدور كبير في العمليات العسكرية.
ويشير الخبراء إلى أن يبرود تشكل تهديدا للقوات السورية المتمركزة في الغوطتين الشرقية والغربية وبلدات ريف دمشق بأسرها، وتؤثر في العمليات العسكرية في القطاع الجنوبي.
ويماثل حسم معركة يبرود في تداعياته ونتائجه الأمنية والسياسية والميدانية، المعركة التي حسمها حزب الله مع القوات الحكومية في القصير في شهر يونيو الماضي.
فمدينة يبرود كانت ملاذا لعدد كبير من المقاتلين الذين انسحبوا من القصير عقب معارك أفضت إلى سيطرة الحكومة في دمشق عليها.
وتعني السيطرة الحكومية على يبرود وهروب المقاتلين المعارضين إلى عرسال، أن الأراضي اللبنانية أصبحت فوق برميل زيت قابل للاشتعال، فأي احتكاك بين هؤلاء المسلحين وبين العشائر في البقاع اللبناني سينقل المعركة إلى لبنان.