أوباما هو الأسد!
لولا خطاب الرئيس قبل قليل لما كان العنوان هو ذلك؛ لأن كلمته قبل الأخيرة كانت ركيكة ومتناقضة نوعاً ما، ولا أعلم ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك! ولكني أعتقدها نظرة عالمية غير مقتصرة، أو جس للنبض بطرح كافة الخيارات حتى إن عاد عن توجيه الضربة لا يحسب أي شيء عليه خصوصاً من الجانب الروسي بتصغير حجم وعود الولايات المتحدة!
استدرك الرئيس بعد الكلمة قبل الأخيرة بأنه فقد الكثير من مؤيدي سياسته لظهورها بهذا الغموض؛ لأنه أكد في هذه الكلمة ـ قبل الأخيرة ـ بأنه لم يتخذ القرار ولكنه متأكد ليس كل التأكيد بأن نظام الأسد هو الذي استخدم الكيمياوي في الغوطة متراجعاً ومتقدماً وخائضاً في كل شيء، حتى خرج العالم بعد هذا الخطاب “من المولد بلا حمص”!
أدى استدراكه باعتقادي إلى العودة بخطاب حازم وشديد يؤكد قوة الولايات المتحدة الأميركية بعد تراجع بعض الدول عن المشاركة في توجيه الضربة للأسد ومنها بريطانيا وألمانيا، وهذا ما حدث بالفعل، فخطابه قبل قليل وضع كل النقاط على كل الحروف بأنه لن يتراجع عن ذلك وأن الضربة لا مفر منها وحتمية وأن الولايات المتحدة الأميركية لابد أن توفي بوعودها والتزاماتها من باب المصداقية.
خطاب الرئيس الأخير انتشل أوباما من صورته المشوهة ونقلها لصورة الرجل المناضل صاحب الكلمة الحازمة في الحق ولو اختلف معي الكثير. لا ننسى كذلك أن الحزب الديمقراطي لا يريد أن يشوه سمعته ـ وهذا ما ينظر له أوباما ـ كما تشوهت سمعة الحزب الجمهوري في حربي أفغانستان والعراق؛ فهناك انتخابات قادمة قد تضر الحزب الديمقراطي بانتهاجه نفس النهج بإدارة أوباما، والرهان اليوم هو على كيفية نجاح إدارة أوباما بتوجيه الضربة بأكبر نجاح دولي دون الخوض في سقوط الضحايا، ولهذا فالضربات ستكون جوية بلا تدخل بري يسقط الكثير من الضحايا سواءً الأميركان أو جنود الأسد أو معارضي نظام الأسد.
إن نجح أوباما في الضربة والخروج بأقل الخسائر سواءً على مستوى الضحايا أو الدمار الإقليمي فسيكون أوباما هو “الأسد” الذي يعرف كيف يدير العالم.
**
نبرة:
ـ غريب ذلك الذي يؤازر الشعب السوري ويرفض توجيه الضربة الأميركية للأسد؛ وكأن الأسد صلاح الدين الأيوبي ويحارب ضد الصليبيين!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah