مجلس الوزراء يكلف محمد الخالد برئاسة فريق استكمال الإجراءات الضرورية
بعد ثبوت مؤشرات حقيقية على قرب الاتفاق على قرار توجيه ضربة عسكرية لسورية عقابا على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء في ريف الغوطة، اتخذ مجلس الوزراء في جلسته أمس برئاسة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك إجراءات عملية لحماية الكويت على صعيد الأمن القومي من اي تداعيات للضربة العسكرية المتوقعة والحفاظ على امن وأمان المواطنين والمقيمين.
وأكدت مصادر وزارية ان اهم خطوة الآن في هذه الظروف الاستثنائية هي صمود وقوة الجبهة الداخلية ممثلة في الوحدة الوطنية بين ابناء الكويت «فهم الدرع الواقية لسياج الدولة ضد اي تداعيات خارجية».
وشددت المصادر على المقيمين بضرورة الالتزام بقوانين الدولة، موضحة استمرارية أجهزة الدولة المختصة في تنفيذ قوانين ابعاد اي من الوافدين في حالة الاعتصام أو التظاهر.
وردا على سؤال حول ميزانية استكمال الإجراءات الضرورية وتنفيذ الخطط المعتمدة، أجابت المصادر: الحكومة ستقر الميزانية الخاصة المطلوبة لتأمين جميع الاحتياجات وتوفير الخدمات الاعتيــــادية للمواطنين والمقيمين.
وأوضحت المصادر ان الفريق الذي يرأسه نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بناء على تكليف الحكومة له أمس يتولى التنسيق مع الفرق واللجان بالوزارات والجهات المختصة لتأمين والتأكد من توافر الأقنعة الواقية من الغازات، وتشكيل فرق متخصصة للكشف عن تأثيرات الأسلحة الكيماوية، وتأمين الملاجئ في المدارس، وتأمين منظومة الإنذار المبكر، وصفارات الإنذار، وبصفة عامة التأكد من توافر متطلبات خطة طوارئ محكمة لمواجهة اي اخطار محتملة. وقالت المصادر: نطالب المواطنين والمقيمين بالتأكد التام من جهوزية الوزارات والجهات الحكومية بالدولة للتعامل مع اي تأثيرات أو تداعيات للضربة العسكرية المتوقعة.
وكان مجلس الوزراء قد عقد اجتماعا استثنائيا صباح امس في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء في قصر السيف برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
وبعد الاجتماع صرح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة الشيخ محمد العبدالله بأن المجلس تدارس التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة في أعقاب تصاعد الأنباء عن عملية عسكرية وشيكة في سورية على خلفية جريمة استخدام أسلحة كيماوية في الغوطة بريف دمشق في الأسبوع الماضي راح ضحيتها المئات من المدنيين والأبرياء وهو عمل إجرامي تحرمه المواثيق والقوانين الدولية وينتهك قيم المبادئ والأعراف الإنسانية ويهدد بسقوط غيرهم من الضحايا ما لم يقم المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية في مواجهة مثل هذه الأعمال الإجرامية واتخاذ إجراءات عملية رادعة لمنع تكرارها.
وقد استمع المجلس إلى عدد من التقارير التي قدمها الوزراء، كل حسب اختصاصه، تناولت الاستعدادات التي قامت بها مختلف الأجهزة المعنية في مجال التدابير الاحترازية لمواجهة كافة الاحتمالات على الصعيد الأمني وكل ما يتصل بتأمين الخدمات الأساسية الأخرى وتوفير جميع الاحتياجات والمواد والسبل الكفيلة بتأمين مقومات الأمن والاستقرار وتسهيل سير أعمال وخدمات مصالح المواطنين.
وكلف مجلس الوزراء فريقا برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ليتولى استكمال كافة الإجراءات الضرورية لمتابعة تطورات الأحداث والمستجدات وتنفيذ الخطط المعتمدة في مواجهة حالات الطوارئ المختلفة والتعامل معها واتخاذ كل ما من شأنه حفظ الأمن والاستقرار في البلاد وتأمين جميع الخدمات والاحتياجات للمواطنين والمقيمين. وحث مجلس الوزراء الاخوة المواطنين على ممارسة دورهم المسؤول في تجسيد وحدتهم الوطنية والعمل على تقديم العون المطلوب للأجهزة الحكومية لتكريس الأمن والاستقرار في البلاد والحفاظ على سلامتهم وتيسير خدماتهم ومصالحهم. وفي هذا الصدد، أكد مجلس الوزراء وقوف الكويت ومؤازرتها للشعب السوري الشقيق في محنته الإنسانية التي يتعرض لها، داعيا المولى القدير أن ينعم على الشعب السوري الشقيق بالأمن والاستقرار وأن يتمتع فيه بالحرية والكرامة والسلام، متمنيا أن تؤدي الجهود الدولية المبذولة لحقن دماء الأشقاء في سورية وإنهاء الواقع المأساوي الأليم والمعاناة الإنسانية المريرة التي يعيشونها.
وطالب مجلس الوزراء المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية في مواجهة الأعمال الإجرامية التي تحصل في سورية واتخاذ إجراءات عملية رادعة لمنع تكرارها.