«الصليب الأحمر»: توقف مظاهر الحياة في ميانمار

أفادت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» اليوم (الأربعاء) بأن مظاهر الحياة توقفت في ولاية راخين في شمال ميانمار، حيث لا يزال 180 ألفاً من الروهينغا يعيشون في خوف، بعد عنف دفع 650 ألفاً للفرار إلى بنغلادش.
وقال مدير العمليات باللجنة دومينيك ستيلهارت، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام قامت بها بعثة من اللجنة إلى المنطقة النائية، إن «استمرار التوترات في صفوف الطائفتين المسلمة والبوذية التي تمثل الغالبية يمنع التجار المسلمين من إعادة فتح المتاجر والأسواق».
وأضاف للصحافيين: «الوضع في راخين استقر بالتأكيد وتقع حوادث متفرقة جداً، لكن التوترات شديدة بين الطائفتين». وتابع «ينتابك شعور على الأخص بأن كلاً من الطائفتين لديه خوف شديد من الآخر. ما فاجئني هو حقيقة أن المجتمعات المسلمة ليست فقط هي الخائفة، بل إن الآخرين أيضاً خائفون فعلاً».
وزار ستيلهارت كلا من مونغداو، وبوتيدونغ، وراتيدونغ في شمال راخين، حيث تقدم اللجنة الدولية الغذاء والماء ومساعدات أخرى لحوالى 150 ألف شخص.
وأشار إلى أن اللجنة تأمل أن تتمكن بحلول نهاية العام من توصيل المساعدات إلى كل الروهينغا في المنطقة «الحساسة سياسيا» الذين تقدر عددهم بحوالى 180 ألفا.
وأضاف «تسافر عبر الريف، فترى حقيقة قرى مدمرة بالكامل على جانبي الطريق. يبدو الأمر كما لو أن الحياة توقفت والناس لا يتحركون والأسواق مغلقة في بلدة مونغداو».
وأصدر جيش ميانمار تقريرا الشهر الماضي نفى فيه كل الاتهامات الموجهة إلى قواته بارتكاب أعمال اغتصاب وقتل ضد الروهينغا.
ووقعّت ميانمار وبنغلادش اتفاقاً الشهر الماضي يسمح بالعودة الطوعية لمئات الآلاف من الروهينغا من بنغلادش خلال أشهر. وأكد ستيلهارت «العودة يجب أن تكون طوعية وآمنة»، مضيفاً أنه «لا يتوقع رؤية عودة أعداد كبيرة قريباً».
وأشار نقلا عن إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن الروهينغا لا يزالون يفرون بمعدل حوالى 300 شخص يومياً. وأكد أن اللجنة تزور محتجزين في راخين بينهم أشخاص من الروهينغا اعتقلوا منذ 25 آب. وقال إن «عدداً قليلاً جداً اعتقلوا على نحو يعد مفاجئاً».
وشن جيش ميانمار حملة في راخين وصفتها الأمم المتحدة بأنها «تطهير عرقي»، ردا على هجمات شنها مسلحون من الروهينغا على مواقع أمنية في 25 آب (أغسطس) الماضي.