المخيزيم: 30% من الكويتيين مصابون بارتجاع المريء

وأكد د. خالد المخيزيم، ضرورة الكشف المبكر عن حالات ارتجاع المريء، والبدء في العلاج، خاصة أن هناك أدوية قادرة على العلاج والتحكم في أعراض المرض. وحذر من بعض العادات التي تضر بالقولون والمريء بشكل كبير، خاصة عند تناول الشاي والقهوة والتدخين على معدة خاوية، والإكثار من الطعام الدسم، والنوم بعد الأكل مباشرة، وقلة ممارسة الرياضة، وفي ما يلي نص الحوار:
ما هو مرض ارتجاع المريء وأسبابه؟ وما مدى انتشاره في الكويت تبعاً للعمر والجنس؟
ــــ ارتجاع المريء هو صعود الحمض أو الطعام من المعدة الى المريء، مما يسبب تهيجا وحرقة بالمريء «الحارج»، نتيجة لضعف عضلات فم المعدة أو لأسباب اخرى، مثل أنماط الحياة أو السلوكيات الخطأ، مثل التدخين والسمنة والكحول والجلوس في أوضاع غير صحية، وللأسف ينتشر عند اكثر من %30 من الكويتيين ويصيب مختلف الأعمار.
هل هناك أعراض مبكرة تشير لإصابة الشخص بارتجاع المريء؟
ــــ هناك أعراض شائعة وأخرى غير نمطية، والأعراض الأكثر شيوعاً تتمثل في الحموضة أو الحارج، القيء، التجشؤ، صعوبة أو ألم بالبلع، اللعاب الزائد، الغثيان، ألم بالصدر، وفيما يتعلق بالأعراض غير النمطية، فتتمثل في السعال المزمن، وخصوصاً اثناء النوم وعند الاستيقاظ، التهاب الجيوب الأنفية، رائحة كريهة بالفم، تسوس الأسنان والتهاب اللثة، الربو.
حدثنا عن علاجات المريء المتاحة حالياً؟
ــــ عند الشكوى من الارتجاع لأول مرة يعطى المريض أدوية لعلاج الحموضة، ويتابع مع الطبيب بعدها، فى حال تكرار الأمر، يتم عمل منظار للمعدة والمريء، وعمل فحص «مانومتري» للتعرف على الأسباب وطرق العلاج المناسبة. ومن العلاجات المنتشرة من فترات طويلة التدخل الجراحي بعملية اللف Fundoplication، وفي السنوات الأخيرة تم استخدام تقنية «ستريتا» بديلاً عن الجراحة، وذلك لسهولتها للمريض مع الحصول على أعلى نتائج مرجوة.
ما هي تقنية «ستريتا»؟ وما مدى نجاحها في التخلص من الحموضة أو ارتجاع المريء؟
ــــ عملية «ستريتا» يتم استخدامها عن طريق منظار المعدة والمريء، حيث تحتوي على 4 ابر تطلق موجات Radiofrequency في أماكن مختلفة من عضلة أو صمام فم المعدة، مما يؤدي إلى استعادة وظيفته الطبيعية والقضاء على ارتجاع المريء. تتم العملية تحت مخدر عام، ويغادر المريض المستشفى بعدها في خلال ساعتين، ويمارس حياته الطبيعية من اليوم الثاني بعدها.
كم يستغرق وقت إجراء عملية «ستريتا»؟ وهل لديكم أرقام عن عدد العمليات التي أجريتموها في الكويت؟
ــــ تستغرق العملية نصف ساعة تقريباً، وبعدها تستغرق الإفاقة من تأثير المخدر العام أقل من ساعة، ويمكن للمريض مغادرة المستشفى في خلال ساعتين من بعد العملية، وتم عمل اكثر من 1200 حالة ستريتا بالكويت خلال السنوات الأربع السابقة.
ما هي التحضيرات التي على المريض اتباعها قبل العملية، والتعليمات بعد العملية خاصة في ما يتعلق بنمط الأكل؟
ــــ لا توجد تحضيرات خاصة لعمل «ستريتا»، فقط مجرد صيام 6 ساعات قبل موعد العملية، ولمدة يوم أو يومين يتناول المريض أطعمة لينة مثل الشوربة، الروب، الجيلي وما شابه، وبعد ذلك يتناول كل ما لذ وطاب له.
ما هي الحالات التي تنصحها بالإجراء الجراحي؟
ــــ هناك بعض الحالات التي لا تناسبها طريقة «ستريتا»، مثال الحالات التي لديها فتق بالحجاب الحاجز حجمه أكثر من 3 سنتيمترات، أو وجود ضيق بصمام فم المعدة، أو عدم حركية المريء أو ضعف الحركة بصورة كبيرة أو حالات الأكاليزيا، وجميع هذه الحالات يتم التأكد منها بعمل فحص «المانومتري» أو اختبار حركة المريء.
هل من الممكن عودة ارتجاع المريء بعد إجراء العملية الجراحية؟
ــــ الكمال لله وحده، تتميز «ستريتا» بنسبة نجاح مرتفعة جداً، فأكثر من 86 %من الحالات تشعر بتحسن كبير، لكن مع بعض الحالات النادرة قد يحدث ارتداد لبعض الأعراض سواء عند استخدام تقنية «ستريتا»، أو الجراحة العامة.
البعض ممن يتناولون الدواء لمعالجة الحموضة تختفي الأعراض مؤقتاً، ومن ثم تعود من جديد، فما الأسباب؟
ــــ هناك فرق بين علاج العرض وعلاج المرض، تحسن المريض المؤقت هو أبسط دليل على عدم التشخيص الكامل أو متابعة العلاج مع المريض، قد تحدث حموضة زائدة نتيجة للتوتر أو الشد العصبي، أما حالات ارتجاع المريء فهي أمر مختلف تماماً.
ما أكثر العادات ضرراً بالقولون والمريء؟
ــــ التوتر العصبي والعادات الصحية الخطأ، مثل تناول الشاي والقهوة والتدخين على معدة خاوية، الإكثار من الطعام الدسم، النوم بعد الأكل مباشرة، تناول الطعام حتى التخمة، قلة ممارسة الرياضة، زيادة الوزن المفرطة. علاوة على عدم القيام بالفحص الدوري عند الطبيب المختص عند الشعور بالتعب.
ما رأيك في وصفات العطار المتداولة لعلاج مشاكل القولون وارتجاع المريء؟
ــــ استمرار معاناة المريض أو تدهور حالته مع هذه الوصفات، هو ردي البسيط على هذا السؤال.
ما نصيحتكم للمصابين بارتجاع المريء أو مرضى القولون والمعدة؟
ــــ المعدة هي بيت الداء، فحافظوا على العادات الغذائية السليمة، ولا تكثروا من استخدام المسكنات الا عند الضرورة وتحت اشراف طبيب، ابتعدوا عن تناول الطعام بثلاث ساعات على الأقل قبل النوم، الممارسات السيئة مثل التدخين والقهوة والكحول تؤدي إلى تفاقم الأعراض، وتذكروا دائما أن انقاص الوزن يمنحك صحة افضل.
أهمية تنظير القولون
تنظير القولون هو فحص منظاري للقولون والجزء الأعلى من الأمعاء الدقيقة بواسطة كاميرا فحص القولون أو كاميرا الألياف البصرية. وتتضمن مؤشرات تنظير القولون نزيف المعدة والأمعاء، والتغيرات غير المبررة في بنية الأمعاء أو اشتباه في مرض سرطاني. وتستخدم عمليات تنظير القولون في تشخيص سرطان القولون، وتستخدم أيضاً في تشخيص مرض التهاب الأمعاء. وفي المرضى من كبار السن وأحيانا الأصغر سناً، يحدث هبوط في مستوى «الهيماتوكريت» ــ أحد أعراض فقر الدم ــ كمؤشر لإجراء عملية تنظير القولون، وعادة مع تنظير استئصال المعدة والقولون، حتى وأن لم يكتشف دم في البراز.
العلاقة بين القولون العصبي والسرطان
هل هناك علاقة بين القولون العصبي والسرطان؟
ــــ لا توجد علاقة وثيقة بين سرطان القولون والقولون العصبي، ومرضى القولون العصبي ليسوا أكثر عرضة لسرطان القولون مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالقولون العصبي، بينما نجد أن جميع الأسباب التي تؤدي إلى حدوث إمساك تهيئ لحدوث السرطان، والسبب في ذلك أن بقاء البراز لفترة طويلة يعني تعرضها للسموم لفترة أطول. ولتجنب سرطان القولون يجب عدم الإكثار من اللحوم الحمراء، وتقليل الدهون والمواد الدسمة، والإكثار من الألياف، والخضار، والفواكه ومنتجات الحبوب الكاملة والبقول، وممارسة الرياضة وزيادة النشاط البدني، علاوة على الفحص الدوري ومراجعة الطبيب عند حدوث أي عرض، وإجراء الفحص المبكر عبر فحص البراز للدم الخفي و«منظار القولون».
متى نحتاج لغسل القولون؟
ــــــ يشكو كثيرون من آلام القولون، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة في الجهاز الهضمي، وتتمثل مسؤوليته في امتصاص ما تبقى من المواد الغذائية والماء من بقايا الطعام الذي تناوله الإنسان. يعمل القولون أيضاً على تأمين الوسط المناسب الذي من خلاله يتم نمو البكتريا المعوية المفيدة في هضم الطعام وتصنيع العديد من الفيتامينات. وينصح بغسل القولون للأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر، والامساك، والتعب والارهاق، ورائحة النفس الكريهة، والالتهابات، ومشاكل البشرة، والغازات، والشعور بالانتفاخ، والاسهال، ومشاكل الذاكرة والنسيان، وذلك بعد تشخيص ونصيحة الطبيب المختص. وتتم عملية غسل القولون من خلال خضوع الشخص لجلسة لمدة 45 دقيقة، ومن الأفضل أن يكون الشخص قد تناول وجبة خفيفة مغذية قبل ساعتين من بدء عملية الغسل. تتضمن عملية الغسل ضخ الماء النقي في داخل القولون، وهذا الماء يتميز بقدرته على غسل وامتصاص السموم الخطيرة في القولون والتخلص من الرواسب الصلبة والكيماوية.