قلم الإرادة

القيل والقال

قيــل وقــــال ليســــت مجـــرد همســـات بالأذان وانـــما فـــعل مـــاض مــنصــوب بالإشـــاعة مخـــتوم بالنمــيمــة وإثــارة الــخذلان! هـــذه الــــعادة كـــــونـــها تفـــشت وصـــارت وســــام شجـــاعـــة عــلى ألسنة اصدقائنا احــبابنا واهالينا! لم تعد مجـــرد حـــكايــة تحـــكى او حديـــث يـــروى وإنـــما تـــزويـــر ونـــفـــاق يــدب فـــي العـــلاقـــات الانســانية كــكل وارهقــت
كـــاهــلــنا  ومـــا تخـــلق ســـوى الوســـاوس والــخــوف مـــن الــــذات بمـــعنـــى فـــقـــدان الــثقـــة وبالـــتالــي التـــــردد
فالتـــلمــيذ صـــار يـــرفـــرف فـــي الافــق ملـــوحا بــراية الاستـــسلام كيـــف لا وقـــد سمــع ان نتــائجه الفصلـية لا تفرح لكـــن قـــبل صــــدورهـــا! والـــمقــــاول ألــــغى اكـــبر صفـــقاته لأن العـــمارة انـهارت لكن عن طريق القيل والقال فهو لم يشـــرع حــتـــى في بــــناءها والطـــبيـــب فـــقــد انـــسانـــيته وخـــبرتـــه فـــلــم يـــعـــد يــقــدر علـى معلجة فرخ او اوزة! لان القـــيل والقـــال مرغــت سمــعتــه بالــتــراب ،،،،
وبيـــن هــــذا وذاك نــــلتــــمس نــــوع خـــاص مــــن القيـــل والـــقال ليـــس بـــين الاصــدقاء وليس بين الاهل وانما بين
الكـــيـــان الاجـــتماعـــي حـــكومـــات وســلطات وادارات ومـــؤســســـات وأُســـر…  كــكل  مـــن الــوزيــر إلى الغفير فهذا
النـــوع وحـــشـــي لا يـــرحــم ولا يُــروض ! انـــها أقــــاويل الصــــحافة ، فالانـــبــــاء والاخبـــار والتعـــليقات والتحلــيلات يا ليتـــها كانـــت مجـــرد كتــــابـــات وتــجمـــيــع للــمعلـــومــات ، لـكنــها تجــاوزت الحروف لتبلغ الانوف وتسحق الالُوف فكـــم مـــن شخـــص راح ضــــحية اشاعــــة ! وكـــم من حـــرب اهلـــية اشـــتعلت وأُوقـــدت عــن طريــق القيـــل والقـال وما
يـــبثـــه الخـــبــر والــمقـــال فـــي صحـــافـــتنا المــوقرة ، وكم من صحفـــي في ذاته صار غبار لانـــه قيل عنـه ! وقال عن ! والصـــورة اوضـــح اذا ربـــطنـــاهــا بالنــميـــمة والاشـــاعـــة واثـــارة الفــتن ، فـــكأنـــنا صرنا نحكي عن مؤامرة قد حصلت فـــي غـــابـر الزمـــان او غــزوة مــا لكـــن هيـــهات انـــها نـــقمة الصحافة! ،فقد ابتعدت عن كونــها وسيـلة اعلامية اتصالية
تربــط ثقـــافـــات الــناس تــنشــر اخــبارهــم ، تفـــيــدهم وتعــطيهم اسلاك للربط الى مقاص لقــطع العلاقات وتحطيم الصداقات
وتــدمــير الحــــكومـات والسيـاسات فلـــم تعـــد سلـــطة رابـــعة ولا خـــامـــسة بـــل آفـــة نتمــنى دحرها وهذا مستحيل ، فلماذا؟ لا نصــلحــها ، لـــيس بالـــدعــوات ولا المـــقالات وانـــما بالاســـتهـــلاك فـــي حــد ذاتــه، والغريب في الامر ان القيل والقال نـــراها مــــزخـــرفــة فـــي اولـــى الصـــفحات وبـــأدق العـــبارات والقارئ يتلهف ويعشق فطـريا هذه النطرات والهفوات حبا
في خلـــق الــفـــراغــات واثـــارة البلبـــلات لـــذا قلــت ان الحل في الاســـتهلاك وبالضـــبط في قرائنا الكرام .
فلنــضـــع ضـــوابـط لاطــــلاعنـــا ومعايـــير لامتصــاصنا حتــى لا نكون منشفة او اسفنجة ترتوي حتى الشبـع ! فليس كل مهو
اخـــضــر عـــشـــب ولـــيس كـــل مــن يــكشـــر عـــن اسنـــانـــه مــبـــتســــم ، فاحـــذروا صحــــافة السُـــم فـــي الـــعســــل.

**
سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏
‏Email: [email protected]

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى