النهاية تعكس البداية

لكل منّه قصة قصيرة تختلف تفاصيلها عن الآخرين
لكنها تجتمع بشيئاً واحد وهو “الخذلان”.
فالقصة القصيرة تنتهي بذلك، ولكنها بالبداية تكون أجمل من ما انتهت لذا يقال بأن البدايات أجمل.
فالبدايات تبدأ الأفكار تتراقص على حوارات وقصص ظنت بأنها ستستكمل بذلك الطريق، لكنها فوجأت بتغير، فلا تصدق أصحاب البدايات حتى يصلوا إلى النهايات، فلو كانوا خيراً بذلك لبدؤا طرح القصة من النهاية ثم جعلوها تنطلق للبداية، حتى يكون الصدق مدافع لهم في النهاية الطريق.
وعند مجيئ أصحاب الخذلان يقف الجميع أمامه بصمت واحترام، لا يكون ذلك الاحترام لشخص أو لصفة الخذلان لكنه يكون احتراماً للذات، أو بالمعنى أصح عتاباً للذات لكننا لا نعترف بذلك مهما طال الأمر بيننا؛ لأننا بمجتمع تربى على أن يكون كاذباً لذاته وصادق للآخرين فذلك أكبر كذبة يعيشها البعض، وعند خذّل شخصاً ما له يقف منبهراً وكأنه شيئاً غريب عليه، وإن طيبته هي التي جعلته ضحية لهؤلاء الأشخاص، لكن ذلك مضحك للغاية لدرجة أنه يجعلني أفكر هل الطيبة تستطيع أن تجتمع مع الكذب بشخصٍ واحد!!
فباختصاراً لهم ولنا ذلك الطبع لا يقف عند شخص معين، ولا يقف عند حد القرب والبعد بين الأشخاص لأننا إذ رأينا حياتنا سنجد بأننا خذلنا أنفسنا مراراً وتكراراً منذ أن بدأنا، إذ كان لأنفسنا أم للأشخاص الذين نحيط بهم، والخذلان يستمر في دائرة ذاته ليس بها نقطة للبداية أو النهاية وكل من يأتي داخل الدائرة يجبر بأن يبدأ وينتهي من حيث لا يعلم لأنه أراد أن يضع نفسه داخل الدائرة.
وعندما نقف قليلاً عند هؤلاء الأشخاص وننظر لهم ولأعينهم بشكل خاص، سنشاهد بأنهم أصدق من ما نظن لأنهم لم يجعلوا للنهاية ختام أو إجبار لشيء لا نريد فعله، لكنهم جعلوها اختيار لنا ولرغباتنا ولما نريد، ولكن من المضحك بأننا نعاتبهم على شيء نحن نخطئ له بأقدامنا دائماً حتى وأننا نعلم بحقيقتهم، نخطئ لهم بعذر أننا نستطيع تغيرهم لأننا نريدهم ولأننا مجبرين على الإصلاح المجتمع الذي نعيش فيه، ولكننا لا نشاهد ذلك بأنفسنا ونشاهده بغيرنا، لأن بالطبع المرء أول ما يراه بالآخرين وينتقده هو صفاته السيئة لكنه لا يعترف بذلك، فيجبرهم على التغير قبل أن يقوم بتغيير نفسه، فكيف يغير نفسه وهو لا يشاهد ولا يعترف بذلك به!!
فنحن لسنا مجبرين على تغير أشخاص صادقين، نحن فقط مجبرين على تغيير أنفسنا ونكون أكثر صدقاً لذاتنا، ولا نصدق ونلتصق بعبارة بأننا ضحايا لهم ونحن فقط ضحايا لأنفسنا، فمن يكون بذلك أصدق للآخر نحن أم هم؟!
**
نوف عبد الواحد الناقه – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Nouf_alnaqah