حلمي المدلّل هو … طفلي الصغير

حلمي هو رؤية صغيرة مشوشة غير واضحة، تجعلني أسعىٰ دائما للوصول إليها، والوصول إلى الوضوح التام ولنهايتها …
هكذا أرى حلمي الصغير …
أرى بأنه جنيني المختبأ بأحشائي يخشىٰ أن يظهر أو يشاهده أحد فإنه يخشى من ذلك كثير، ولكنه سيترك ذلك في يوما ما، وسيظهر عندما يكتمل نضجه حتى لا يشكك به أحداً لا يعرفه.
ثم يكبر ويولد ويصبحُ طفلي المدلل الذي طالما حلمت بأن أضعه وأحمله بين يدي من شدة فرحي و فخري به.
فهكذا هو ابني المدلل ..
وهكذا هو حلمي …
حلمي الذي يُصلني إلىٰ أعلىٰ درجات رضا ذاتي رغم أنني لم أبدأ به حتى الآن، ولكنه حلم وعدت نفسي بأنه سيولد على أرض الواقع ذات يوم، وسأكون به راضية وفخورة بما وصلت إليه، من واقع الذي كان بيوم يشبه جنيني المدلل.
ولكن !!
أحياناً يضطر المرئ على أن يتراجع عن ذلك الجنين تلك الأحلام والطموح بسبب تشكيك البعض بقداته التي لا تزال بداخله مختبأة، وأنها لم تظهر لأحد حتى الآن، فكيف يكون للمجتمع حق بذلك التقييم؟
هل هذا هو العدل!!
أسفي على مجتمعٍ لا يعرف سوى الإحباط والاعتراض والتشكيك، ونادراً ما يعرف لغة التشجيع و التحفيز لِـ تلك الطموح.
فلماذا أصبح المجتمع هكذا!!
يجد الناجح فاشلاً .. والفاشل هو الناجح ويكرم.
لكن لن أهتم بذلك فأنني أعرف نفسي وطموحي وحلمي جيداً كما أعرف جنيني.
أعرف من أكون فلن يهمني ذلك بعد الآن، فإنني إذا أردتُ شيئاً بشدة تمسكت به وآمنت به وآمنت بقدراتي وبما لدي، حتى أغلقت عيناي وأذني عما يقال، فلن أبدأ أنا بالجدال؛ وسأبدأ الطريق، ولن أنظر إلى الوراء حتى لا أضيع، وسأجعل ما يقال عني حافزاً وإصراراً لي لأدل به الطريق ولما أريد، فلن أيأس وسأستكمل ما بدأت به حتى أصل إلى نهاية الطريق.
ثم سأفتح عيني وأذني لما يقال وأنظر إليهم بكل فخر واعتزاز وسأخبرهم وأنا ابتسم عما أريد ..
قائلة بأنني وصلت إلى ما أريد وسيكون لي بداية من جديد لذلك الطريق، فماذا عنكم !! هل ستخبروني ما الذي حصل بكم؟
هل ما زلتم تنظرون إلي؟ وتخبرون المجتمع عني بأنني لا أستطيع؟
أم أصبحتم تتبعوني حتى أدلكم على ذلك الطريق؟
فتباً لمجتمع لا يعرف إلا انعكاس صورهم على الآخرين، وانشغالهم بهم بدلاً من أنفسهم حتى لا يترك المجال لأحد أن يخبرهم بما هو فيه وعليه.
رفقاً بنا أيها الأقرباء فإنكم لم تعرفوننا حتى الآن.
فمن كان لديه حلم وطموح بصورة غير واضحة ليقترب منها حتى تصل إلى الكمال، دون أن ينظر إلى الوراء ويسمع ويشاهد ما يقال … فإن كان لذلك خيراً لقيل إلى الأمام.
فإذا قيل أمامك فاعلم بأن ذلك المجتمع صادق وصريح ويحاول أن يدلك على الطريق.
ولكن لن يتقدم ما يقال إلى الأمام فسيضل إلى الوراء.
لذلك لا تنظر .. وابني لنفسك الطريق وحاول أن تصل إليه حتى إن كان لذلك عثرات تصعب تخطيها ولكن حاول مره وثانية وثالثة حتى تصل لما تريد.
وأحذر أن تكون متكئاً على مجتمع لا يعرف لنفسه ماذا يريد!!
**
نوف عبد الواحد الناقه – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Nouf_alnaqah