قلم الإرادة

يحق لي أن أكون عنصرية إن شئتم

أنا لست عنصرية حينما أقول نحن أولى بخيرات بلادنا من غريب مرتحل إذا نادى المنادي.

‏حينما أضع طفلاً فأنا أضعه باسم هذه الأرض التي أبايعها على روحه ودمه، نقسم بالولاء والطاعة لحكامها، ونفديها بأرواحنا ودمائنا؛ فهل بعد هذا ما يدعو للنقاش أو الجدل أو الشك؟ في أولويتنا في الوظائف.

‏نحن بنات هذا الوطن لنا إخوان وأبناء وآباء وهبوا أرواحهم لهذا الوطن دون تردد أو نقاش؛ أفلا يكون لي الحق أن أكون أماً عنصرية أو أختاً عنصرية إن شئتم ذلك؛ فأنا أدافع عن حقوقي وخيرات وطني الأم من غريب قد يتأدب ويرحل أو يبقى ليسب ويشتم.

‏الحب لله ثــــم الحب للوطـــــــــن
‏ حكاية الناس في الدنيا وفي الزمن

‏نحن الثكالى، نحن الأمهات، نحن الأيتام، نحن الأرامل، نحن العذارى، نحن من أعطى هذا الوطن الدروع، نحن من قامت على سواعد أبنائه الحدود، نحن من أرخص فلذات أكبدهن له، نحن من تمزقت قلوبنا حين نودع عوائلنا لتلبية النداء، نحن من تشتت أفكارنا هناك على حد الموت وهنا مع لقمة العيش، نحن من غزا الشيب مفارقنا ولم نبلغ من الكبر عتياً،

‏نحن من صلبت أفراحنا ليلة العيد وتوقف زمانها على باب شهيد.

‏إني لأبذل أنفاسي بلا ثمنٍ
‏ حتى أراك كما أهواك يا وطني

‏نتذكر أخاً فتسقط دمعة، ننادي ابناً ونبتلع حسرة؛ فتنقلب أفراحنا كومة من الحزن المتلاطم، فنتذكر أن وطننا مازال بخير فنتنفس الحياة تارة أخرى.

‏ألا يحق لي أن أكون عنصرية وأنا أمشي دون عصا اتكئ بها بعد أن وهبت وطني عصاي ليستند إليها ويقف رافع رايته بين الشعوب.

‏وطني هو الجسد وأرواحنا وهبناها له ليحيا دون انكسار، دون انهزام، دون احتضار.

‏فلا تحدثوني عن العنصرية؛ فعلاقتنا بأوطاننا علاقة جسد وروح، وكل ما في الجسد ملك للروح؛ إن ماتت مات، وأن عاشت عاش.

‏لا تحدثونا عن خيرات بلادنا وعنصريتنا في ما هو ملك لنا.

 

**

سارا علي – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: ‪@saaraali_14 ‬

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى