ضحاياها صغار

هم أطفال صغار لا يعرفون شيئاً سواء الحب واللعب والعفوية، فلماذا نجعلهم ضحايا لكلمات قيلت لهم في الصغر؟!
هل ندرك بأن هذه الكلمات أصبحوا ضحاياها عند الكِبر!!
(لا تستطيع / لا نريدك / أنت غبي / اذهب فنحن لا نحب وجودك بيننا … إلخ).
كلمات تبدو للكبار حروف قليلة تجمعت لتكون كلمة ذكرت بموقف معين وتنسى بعد لحظات التي قيلت بها، إن كانت تلك الكلمات بقصد أم بغير ذلك.
فإما للصغار لم تبدو كذلك؛ فهي كلمات نقشت على ذاكرة من حجر تسترجع لهم حينما أرادوا أن يقتربوا لحلم راودهم طويلاً، فتكرارك لهذه الكلمات تعني ثباتها لهم حتى وإن لم تتواجد بهم.
فما أكبر هذه الكلمات وما ضخامتها إن قيلت من شخص قريبٌ منهم.
((فرفقاً بصغار أصبحوا كبار أسرت بهم هذه الكلمات)).
أما أنتم الذين أصبحتوا ضحايا لهذا الماضي ولهذه الكلمات، أعتذر منكم كثيراً وأطلب منكم المسامحة لكل ما قيل لكم.
وأتمنى بألا تجعلوا أنفسكم ضحية لهذا الماضي لأنكم كنتم به مجبرون وليس مخيرون، فقد يكون الماضي لهم، ولكن …! الحاضر لا يكون إلا لكم ولأنفسكم.
فلا تأسروا نفسكم بكلمات ذكرت لتحارب ما هو عليه أنتم اليوم.
فقط! كونوا لأنفسكم، ولطموحكم، ولمستقبلكم .. ولا تكونوا لشيء ذهب ولن يعود، فأنتم في اليوم وليس في الأمس.
فإن اليوم هو الحاضر الذي تحررتم به، و الأمس هو الماضي الذين حاولوا أن يأسروكم به
فحاولوا أن تجملوا ماضيكم المخير … لتجبروا مستقبلكم على الأجمل.
فلا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا عدداً زائداً في المجتمع، ولا ترضوا أن تكونوا أحداً ليس له أية أهمية فوجوده مثل عدمه.
فكونوا أنتم الأشخاص الذين لا يأسرهم شيئاً سواء الطموح والمستقبل الذي حلمتم به، ولا تتنازلوا عن مبدأ وضعتموه لكم .. فأنتم أحق للمجتمع خيراً وأعرفكم بأنفسكم.
**
نوف عبد الواحد الناقه – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Nouf_alnaqah