قلم الإرادة

الرجوع عن الخطأ

لا يوجد احد معصوم من الخطأ، فليس المشكلة في الخطأ نفسه بل في آليات التعامل مع هذا الخطأ فهناك من يخطئ و يوجِد لنفسه المبرات المختلف وهناك من يعترف بخطئه ويصححه و يستفيد منه .
أن الاعتراف بالخطأ دليل على نُبلٍ في النفس، ونُضج في العقل، وسماحة في الخُلق، اما والتماشي مع الاستكبار والاستغلاق عن الفهم، حتى تنتهي بصاحبها إلى ذلك الفريق الذي تأخذه العزة بالإثم، فلا يفكر في اعتراف ولا الاعتذار وهذا حال البعض اليوم.
أن الاستفادة من أخطاء الماضي هي الحكمة من دراسة التاريخ، وإلا فلا داعي منها إن كانت الأخطاء ستتكرر ويستمر المخطئ على خطئه.. إن القدرة على التنبه للخطأ يحتاج إلى فن ومهارة، بل الأفضل ليس في اكتشافه فحسب، وإنما العمل الفوري على معالجته.

الخطأ في حياة الناس أمر وارد الحدوث ، ولا يستطيع إنسان أن يدعي العصمة مهما كان شأنه فيقول أنا لا أخطئ إلا الأنبياء والمرسلين ، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال ” كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون”
والخطأ الحقيقي هو تمادي البعض في خطئهم ، وعدم اعترافهم به ، والإصرار عليه ، والجدال عنه بالباطل ، واعتبار الرجوع عنه نقيصة.
صغار النفوس لا يُفضلون استشارة من حولهم أو الاستئناس برأيهم حول قضية من القضايا ، خشية أن يُظهر ذلك عدم كفاءتهم أو عجزهم عن اتخاذ القرارات أو لتكبر جبلت عليه نفوسهم.
أما الكبار فيحرصون على الشورى ، ويلتمسون فيها الخير والبركة ، ولا مانع عندهم من العودة في آرائهم متى رأوا الصواب في غيرها.
الإسلام لا يُنكر ما يُمكن أن يحدث بين الأخوين المتحابين في لحظات الضعف البشري ، من اختلاف في القلوب ، ومشاحنات في الصدور ، وأحياناً تخاصم وتنافر ، والرسول صلى الله عليه وسلم دل على انه لا يجوز أن يهجر الأخ أخاه فوق ثلاث ، وما هذه المهلة الممنوحة إلا ليُراجع كل واحد منهما نفسه من جديد ، وما تعليق أعمالهما عندما تُعرض يومي الإثنين والخميس حتى يصطلحا إلا مزيداً من الفرص كي يُراجعا نفسيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ لْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَاأَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَاأَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا”
وفي رواية عند الترمذي ” تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله شيئا إلا المهتجرين يقال ردوا هذين حتى يصطلحا”
وكما قال الشاعر “والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ . . . . وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ
وقد ترى كافراً في الناسِ تحسَبُهُ . . . . جهنمياً ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ
وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه . . . . وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ ففي . . . . طياتِه السرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ”
خلاصه ما تقدم مما ناقشناه اننا نامل ان نسمع ابداع جديد للحوار الذي يثمر استخلاص للنقاشات اليومية بما يخدم هدف الحوار اليومي يحترم الساعات التي تضيع من اعمارنا في النقاشات التي لاتزيدنا سوا خلاف وتباعد، فنحن نسير فوق مركب واحد وهدفنا الوصول الى شاطئ واحد وان كان البعض مستعجل للوصول دون مبالاة بعوائق الطريق ، والاستمرار في ركب اهواء الخطاء والبعض يقول البحر طويل والامواج تتصارع فلنبحث عن طاقم السفينة الماهر ونترك لهم اختيار كيفية الوصول للشاطئ ليصل الجميع بالسلامة، حتى لايغرق المركب فيغرق بالجميع..

 

**

سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏

Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى