قلم الإرادة

تباين وتناقض

لعل الحياة بتسارع أحداثها وتباين بل وتناقض هذه الأحداث في أحيان كثيرة جعلنا نردد بلا وعي العديد من المفردات البسيطة دون محاولة فهم أبعادها ومدلولاتها… وإن كان هذا حالنا مع مكونات لغتنا ومفاتيح مخزوننا المعرفي فإننا لسنا بأحسن حال مع رموزنا الممثلين والمجسدين لذاك التراث وتلك الحضارة التي يسعى كل المخلصين لتعميق مفاهيمها وإثبات شمولية أحكامها وتعاليمها وصلاحيتها لكل زمان ومكان.. لن أضطر إلى طرح أمثلة بعيدة كما أني لن أستنجد بالتاريخ ليمدني بشخصيات ذات قامات شامخة بالإنسانية وكل ما يمثلها من حس مرهف وتلمس واضح لحاجة الإنسان دون خوف أو رجاء إلا من خالق الأرض والسماء.
أما الإعلام الخليجي والإقليمي والعالمي فإنه يضخِّم صورة الحدث محاولا تشويه الصوره الأشمل.
إن هذه المقدمة الطويلة تقودني الى موضوع قد يقول البعض مال هذا بهذا ولكن ان ارتبطت الكلمات تساوى المعنى.
في كثير من الأحيان، حينما يحتدم الصراع بين طرفين، يفضل البعض البقاء على الحياد، بعيداً عن اتخاذ المواقف وتأييد أحد الأطراف، بحجة أن الحياد أسلم، وأنه الحل الآمن للخروج من التعصب لهذا الطرف أو ذاك.
ليس الحياد بأمر سلبي بحت، بل قد يكون الحياد مطلوباً في أمور، ومرفوضاُ في حالات عدة، وهذا يتحدد بناء على الحالات والظروف والمواقف ،إلا أن البعض يصرّون على جعل الحياد أسلوب حياة، تحت ذريعة البعد عن الفتنة، واعتزالها.
ان الصراع بين الحق والباطل، أو بين الظالم والمظلوم، ليس وليد الحاضر بل يمتد بامتداد الزمان ماضيه وحاضره ومستقبله وهنا نقول ان استنفذنا السبل للإصلاح والوفاق وجائنا متعنت اصم لا يسمع الا بأمر ولا يتحرك الا بخيوط فان الحياد وعدم نصرة الحق هو نوع من أنواع مناصرة الباطل والوقوف معه؛ لأنه يضعف الحق، وينفر البعض عن نصرته، مما يقوي الباطل ويزيد في ظلمه وعدوانه. ويتجلى هذا الامر، ما يحدث في ساحات وميادين أمتنا، في فلسطين، وسوريا، ومصر وليبيا وغيرها والآن في خليجنا العربي.
ليس من العيب أن نقول للمحسن أحسنت، ونقف معه، ونقول للمسيء أسأت ونقف ضده ونردعه عن ظلمه وهذا تماماً وبكل حذافيره يمكن إسقاطه على العلاقات الدولية ودور القادة.
وقبل أن أودعكم أيها الأعزاء أقول: إننا أمة ذات رسالة وان كل مواطن سفير لبلده بأقواله وافعاله واعماله لرفعة وترسيخ مبادئنا الاسلامية العربية الاصيلة وهذا أوجب على الجميع قاده ومواطنين.

 

**

 

سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏

Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى