لماذا الحياد الكويتي؟

ستةُ أشقاءٍ في أرضِ الجزيرةِ العربية،
تجمعهم نفسُ الظُّروفِ الموضوعية،
وتواجِههُم ذاتُ القضايا المصيرية،
استحسنوا فكرتنا الكويتية،
التي دعت إلى تأسيس منظمةٍ خليجية،
تُمهِّدُ لوحدةٍ كونفدرالية،
فتحفظُ مصالحَنا الجماعية،
وتبحثُ عن سياساتٍ تكاملية،
يَكُونُ دستورها احترامُ الكبيرِ وتقديرُ الصغيرِ والتوافقية،
حتى نفثَ نافثٌ دعواهُ الشيطانية،
فوقعت في عُقَدِ شقيقتنا القطرية،
ثم انسعرت واستعرت سياساتُها بالعدوانية،
فضرَّت وانضرَّت بتسليطِ جزيرتها الإخبارية،
لتأليبِ وتقليبِ وتخريبِ البحرينَ والعوامية،
حتى فَزِعَ الأشقاءُ فقرروا سياساتٍ احترازية،
ثم تدخلَ تُركيٌ فأشعلَ نيراناً تصعيدية،
ينفخُ فيها يومياً عجوزٌ فارسية،
هذا تلخيصٌ أدبيٌ لحالتنا الـمَـرَضِيَّة،
فما يا تُرى تكونُ وصفتُنا العلاجية ؟
لا أدَّعي حلاً لا أعرفهُ،
لكن أدَّعي أن جُرحاً واقعُنا سيُخَـلِّـفُهُ،
ألزَّمانِ وعمائمِ ايرانِ نترُكُهُ ؟
أم نأتي بأحدنا حتى إذا ما الجُرحُ قد طَهُرَ يُخيِّطُهُ ؟
لا أَعْلَمُ جريحاً يعرفُ طبيبهُ ويقتلهُ،
إلا شقيقاً يُرِيدُ من الكويتِ موقفاً لأحد الطرفينِ تُحـيِّـزهُ،
فيَـبْـطُـلَ طِـبُّنا ويعجزَ طبيبُنا عنهُ،
ثم تأتي السباعُ لجُرحِنا وجريحنا فتنهشَـهُ،
ألا ليتَ قومي يَعْلَمُونَ مخاطِـرَهُ.
نعم بأرضهِ ودماء شعبهِ ومالهِ قد ضحَّى الفهد،
نعم هو فضلٌ علينا لا يُنكرهُ أحد،
لكن أذلك يعني أن ننحاز ونترُكَ الجُرحَ يفتِكُ بِنَا للأبد؟
حُباً بوحدتنا وحفظاً لقدرِ كلِّ بلد،
أخذنا على عاتِقنا تفليلَ وحلِّ العُقد،
فإما رجوعٌ يُعيدُ البسمةَ والسَّعد،
وإما جهودٌ لا تَكَلُّ وإن طال الأمد.
نعم كانت قد ضرَّتنا قنواتُ قطر،
نعم كانوا يُـهَـوِّلُـونَ ويأججونَ كلَّ خبر،
وَنَحْنُ أولى من يُقاطعُهم ولكن يَشَاءُ القدر،
أن يكونَ دورنا من يعفو ويُصلحُ ويصطبر،
عسى عقباها وحدةٌ وصلاحٌ ويَصغُرَ ما قد كَبُر.
أختم المقال بعبارة مُلهمة لـ Martin Luther King
وهي تمثل لسان حال الكويت:
” I have a dream ”
كيان كونفدرالي خليجي عربي موحد
قوي ومتماسك ومتفاهم ومتكامل
يخرج من رحم صحراءنا الساحلية
ويمارس دوراً إقليماً وعالمياً إيجابياً
يليق بحجمه وإمكاناته الموحدة.
**
عبد الله بن خالد الغانم – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @akalghanim11