قلم الإرادة

بدون إنسانية

صعقنا بوفاة الشاب البدون بحرق نفسه ويتبادر إلى الذهن لحظتها ما هي الضغوطات التي تؤدي بإسان لأن يرخص في حياته لأنه لم يعد قادر على تحملها، نعتذر لهذا الشخص الذي رحل لأننا وقفنا جميعا متفرجين (لأن الحكومة أبخص)، ناس وإن ظلموهم أهلهم بعدم الإفصاح عن جناسيهم ومات هذا الجيل ورحل فتحمل وزر ذاك أجيال وأجيال، وقفت الدولة عاجزة أو متناسيتهم لأن ليس لديهم ذلك الصك الذي يحمي لهم إنسانيتهم، طلباتهم واضحة “يعاملون بإنسانية”، الدولة حتى لم تقم باستثمار طاقاتهم، وجود الآلاف من هذه الفئة وعلى الرغم بما يشكلونه من عبء على الدولة إلا أنهم ما زالوا يعيشون بيننا، ما دور الدولة في ذلك؟ أبن الاستثمار البشري وإحلالهم محل الوافدين في الجمعيات والمدارس ومحطات البنزين والبائعين في المحلات؟ هذه الفئة لا يوجد لديها ولاء ولا يعرف إلا لهذه الأرض وسيموتون عليها وجميعنا نحمل أزرهم، لم يطلبوا إلا أقل حقوقهم الإنسانية واعتراف الدولة في وجودهم، توثيق عقود زواجهم واستثمار في صغارهم وتوظيف في الوظائف التي ملأها الوافدين ففي النهاية الوافد سوف يرجع لبلاده، في حين البدون يعيش مرتاح في وطن لم يعرف غيره، تتساءل عن نسبة الجرائم والسجون المكدسة وترمي عليهم بأصابع الاتهام فكيف لهذه الفئة أن تعيش إذا لم يجد له من يسد جوعه أو ينتظر المحسنين بالإحسان عليه، تضغطهم في أبسط ظروفهم المعيشية وتطلب بأن يكونوا شعب صالح محب مخلص للوطن، أين لجنة متابعة أوضاع البدون منهم ومن مطالبهم، بالنهاية ما أراها إلا ورقة سياسية يلعب فيها المرشحين وقت الانتخابات لاستدرار عطف الناس وهذه الفئة ما زالت تنتظر.

**
المحامية/ أسما العبد الرحمن – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
‏Twitter: ‪@kookitaavocate ‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى