قلم الإرادة

الأغنية إحساس عميق

الأغنية إحساس عميق. مشاعر فياضة. وأحياناً تصبح ملحمة شعب وأحياناً مغامرة قلب وأحياناً جرح عمر. في طياتها نبذ للعنف ورقي وتهذيب للنفوس. ذات قيمة فنية وإبداعية إن كانت مقترنة اللحن بالصدق الذى هو معيار النجاح فكل ما يخرج من القلب يدخل القلب، الكلمة الصادقة والجملة البسيطة هي من أهم شروط نجاح الأغنية وإن كانت عاطفية أو وطنية
الأغنية رسالة تعبر الحدود تبقى بقاء الأوطان وهي كحمامة للسلام والوئام والفرح وكثيرة منها ما علقت بأذهان الناس لأنها عبرت بصدق عنهم. وقدمها عمالقة الطرب الذين أدركوا باختياراتهم بأن عملقتهم تكمن في مدة حياة أغانيهم  التي قدموها، وأعمالهم الفنية التي استمرت لسنوات عديدة، ولجيل بعد جيل ذات كلام ولحن سلس يسكن فكر المستمع وذاكرته ونبض قلبه، وتَعلَق بذهن هذا الأخير فيكررها كخلفية موسيقية ترافق أوقات فراغ تفكيره.
كأعمال المعجزة وديع الصافي، والرحابنة، وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وغيرهم. وكثيراً ما نخلط بين الأغنية الوطنية والأغنية السياسية فهناك خيط رفيع ما بين الاثنين فالأولى تخدم قضايا الوطن بأكمله وتمجد قادتها وانتصاراتها أما الأخرى وهي السياسية فهي متنوعة كالأغاني التي تغنى للأحزاب والتيارات المختلفة أو تخدم أجندات سياسية وثورات وهناك نوع آخر يندرج تحت مسمى الأغاني الهجائية أو الاستفزازية أو ربما تحريضية وهدفها الفتنة أو شحن النفوس والهمة ضد قوميات أخرى لهدف سياسي معين.
والأغاني الوطنية لم تكن أغانٍ مناسباتية تخضع للزبائنية الفنية– السياسية، ومغنوها لم يكونوا خطباء يردّدون ما يُهمس بآذانهم ،وبالتالي لم تُنس اغانيهم  بعد أيام من انتهاء عرضها على الشاشات وإذاعتها في الراديوات وظلت حتى يومنا هذا. على عكس الاغاني ذات التصنيفات الاخرى التي تندرج تحت مسمى السياسية .فالعمل الفني والأدبي عمل ذاتي بالدرجة الأولى، وبمقدار ما تكون هذه الذات متفاعلة مع الآخرين وحقوقهم وهمومهم ومطالبهم وبعيدة عن الاستفزاز، يصل الإنتاج الفني بصدق الى الناس.
و التنافس الوطني في حب الوطن وتمجيده والعلو من شانه
هو حق مشروع و طموح اي فنان محب لأرضه بشرط ألا يستخدم الصراعات في كتابة اغاني وقتية ستزول ولن تذكر كما كان الهدف عند سيّد درويش في( بلادي بلادي) التي اصبحت فيما بعد نشيد وطني للبلاد هو فخر صناعة الاغنية الوطنية الحقيقيه والانسانية منذ بزوغ فجر الاغنية السياسية ذات الهدف السامي.والامثلة كثيرة كالشيخ الامام ،احمد فؤاد نجم ،علي الحجار ،جوليا بطرس ،مارسيل خليفة ،الرحابنة وإيمان البحر درويش أيضا لاننسى من تغنى من فناني الخليج  كعبداللطيف ومحمود الكويتي ومن بعدهم شادي الخليج،سناء الخراز ،عبدالله رويشد ،نبيل شعيل ،عبدالكريم عبدالقادر ،نوال وحسين الجسمي الذي اجمع الكل على حبه بل حبهم لجمال الكلمه والنغم وتوحيدهم للشعوب بسلاح الحب ومشاركه افراح الامم وأحزانها ورسم البهجة على مسامع عشاق الطرب الأصيل وبرغم المراحل المختلفة التي مرت بها الاغنية الوطنية السياسية  الحقيقية  الا ان كلماتها تعيش وتبقى لأن الفنان ادى بها رسالة ساميه ليست لحظيه او وقتيه بل حارب بها وناضل لقضية انسانية و لأجل محبة الشعوب وليس لأجل المادة او طمعا بشيء ،غنى حبا وليس رغما او كرها ضد احد  غنى بخالص مشاعرة واحاسيسة الصادقة النابعة من صلاح نواياه ليعم السلام وتتوحد الصفوف.

**

 

فاطمة الطباخ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى