صحف عربية: سوريا “عراق جديد”
توافقت صحف عربية صدرت الأربعاء، وخاصة العراقية، على أوج التشابه بين التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة لسوريا وبين الحرب الدولية بعد الاتهامات التي وجهت لنظام صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل، والتي ثبت عدم صحتها بعد احتلال العراق.
وترى صحيفة الصباح العراقية أن “منطقة الشرق الأوسط ستكون مجددا على موعد قريب مع ضربة عسكرية واسعة أو محدودة من قبل الدول الغربية بقيادة أميركية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأنه المتهم الرئيس أخيرا في الهجوم بالسلاح الكيماوي على مناطق الغوطة بريف العاصمة دمشق”.
وتؤكد الجريدة أنه “بالمقارنة بين تجربة حكم صدام حسين في العراق، وتجربة حكم الأسد في سوريا، فإن نظام الأسد غير بعيد عن احتمال تكرار بعض التفاصيل الخاصة بالسيناريو الذي جرى تنفيذه واستهدف نظام صدام، ويتضمن شن غارات جوية وصاروخية لتدمير مواقع عسكرية حيوية في سوريا”.
مما يعني، حسب “الصباح”، “أن التدخل العسكري الغربي قريب المنال، كما أن الغرب ربما يذهب إلى خيار آخر، وهو إبرام اتفاق دولي مع نظام الأسد لنزع الأسلحة المحظورة التي بحوزة الجيش السوري النظامي بذريعة أن النظام فقد السيطرة على هذه الأسلحة، وهذا أمر فعال لأنه يشكل ضمانة لأمن إسرائيل، وأمن حلفاء الولايات المتحدة من العرب”.
وتتطرق جريدة “المشرق” إلى المردود الاقتصادي لهذه لضربة المحتملة مؤكدة أنها “ستعود بالفائدة على العراق وموازنته كونه يعتمد بالدرجة الأولى على النفط في إعدادها”.
أما جريدة المدى العراقية فتتنبأ بأنه “بعد التفتيش في الغوطة، ستتغير الصورة مجددا، فإن ثبت استخدام النظام لأسلحته الكيماوية، فإن المطالبة بتفتيش كامل الأراضي السورية، ستكون واحدة من النتائج، وسيكون على روسيا حينها، الخضوع لإرادة المجتمع الدولي”.
“وفي حال لم يتم التدخل العسكري خلال أيام، فإن المجتمع الدولي سيكون قد وضع يده على ملف الكيماوي السوري، وستكون العقوبات جاهزة، وأشدها تأثيرا على نظام الأسد، إجباره على حضور مؤتمر جنيف الثاني ليقدم فيه تنازلات جوهرية بمباركة روسيا، التي لن تعادي العالم لسواد عيون الأسد”، حسب الصحيفة.
وترى “الصباح” التونسية أنه “مع بعض الفوارق الطفيفة، يبدو أن نفس السيناريو الذي تم اعتماده من قبل الدول الغربية التي شاركت في غزو العراق بصدد التكرار الآن في سوريا”.
وتضيف أن “ذات الحملة وذات الأسلوب والمنطق نراها اليوم تعاود الظهور من خلال نفس اللاعبين الذين تسببوا في المأساة التي عرفها وما زال يعاني من ذيولها وتبعاتها الشعب العراقي، والتي كان من نتائجها المباشرة إدخال كامل منطقة الخليج والشرق الأوسط في مرحلة من اللاستقرار والاضطرابات وانتشار التطرف والإرهاب”.
أما “الوطن” الجزائرية فقالت “لا لتكرار سيناريو العراق”.
“الوطن” الليبية من جانبها ترى أن الأسد انتهز فرصة “انشغال الإعلام بالثورة المصرية الثانية وما تلاها من تغير موازين القوى الدولية” حتى يبدأ “عمليات ما اسموها التطهير (…) واستمر بشار الأسد وجيشه بملاحقة الثوار وقتلهم وآخرها استخدام الكيماوي ضدهم”.
ومن جهتها قالت صحيفة “المصري اليوم” أن “العالم يترقب الجزء الثاني من فيلم العراق” متسائلة “هل سيتكرر سيناريو صدام مع الأسد؟”
وتقول الصحيفة المصرية “تستعد الولايات المتحدة لحرب جديدة ضد سوريا بعد تلويحها بتوجيه ضربة عسكرية، على خلفية هجوم كيماوي يعتقد أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قامت بتوجيه منه بشنه ضد شعبه”.
وتوصف الصحيفة هذا السيناريو بأنه “إطلاق للجزء الثاني من فيلم العراق”، في إشارة إلى الاحتلال الأميركي للعراق، الذى شكل، في رأي الصحيفة “أكبر عملية برية أميركية بهدف إسقاط نظام صدام حسين، حيث ادعت أميركا وبريطانيا امتلاك العراق أسلحة دمار شامل تشكل تهديدا لها، وللدول الحليفة”.