إقليمي وعالمي

اليرموك.. شبح الموت جوعا ما زال قائما

يتحدث سكان مخيم اليرموك، جنوبي العاصمة السورية دمشق، عن استمرار معاناتهم الانسانية رغم الأخبار الإيجابية التي نقلت انسحاب مقاتلي المعارضة من المخيم إيذانا ببدء وصول المساعدات إلى سكانه الذين مات عدد منهم جوعا نتيجة الحصار وعدم قدرة إيصال المساعدات.

وحسب شهود عيان من داخل المخيم، فإن المسلحين لم يختفوا تماما من المخيم، كما نفدت مساعدات الأمم المتحدة التي أدخلت إلى المخيم قبل أسبوعين.

ويقيم في اليرموك قرابة 20 ألف شخص، وسط ظروف مأساوية منذ يونيو 2013، إثر فرض القوات الحكومية حصارا على المخيم الذي سيطر المقاتلون المعارضون على غالبية أحيائه.

وانسحب غالبية مقاتلي المعارضة السورية الأحد من المخيم الذي شهد عمليات قصف عنيفة في الآونة الأخيرة في مقابل أن تسمح الحكومة بدخول المساعدات الغذائية والطبية.

ويقول الناشط الحقوقي خليل أبو سلمى:” نفدت المساعدات.. وعدنا إلى الجوع مجددا”.

حياة الناس

وفوجئ أبو سلمى الذي يعمل مديرا لمجموعة من المدارس باستغاثة إحدى الأمهات طالبة منه أن يقنع أطفالها بتناول بعض العشبيات لسد رمقهم بعدما “أضربوا عن الطعام”.

ففي المخيم الفلسطيني الواقع تحت حصار القوات السورية الذي لا يجد سكانه الطعام الكافي الذي يعينهم على مواصلة حياتهم، ما دفعهم للجوء إلى الأعشاب وحشائش الأرض كبديل لا يسمن ولا يغني من جوع لكن قد ينجو البعض به من الموت.

واندهش أبو سلمى من طلب السيدة، “فكيف يضرب أحد عن الطعام، ناهيك عن أنهم أطفال، في هذا المخيم الجائع؟”. ولم تزل الدهشة حين قالت الأم إن أطفالها “رأوا جيران يذبحون قطة بالشارع من أجل طبخها، وهو ما جعل الأطفال يعزفون عن الطعام”.

وبحسب أبوسلمى، تمنع الأمراض وخاصة مرض الجفاف الأطفال من الذهاب للمدرسة. ولا يتمتع المدرسون بحال أفضل، فكثير منهم لا يستطيع مواصلة دوره بسبب الإصابة بأمراض مختلفة لا يجدون لها أدوية في ظل الحصار.

ولا يوجد في المخيم سوى ثلاثة أطباء، وهم غير مختصين في كثير من الأمراض التي تصيب السكان، مثل اليرقان وأمراض الجهاز الهضمي والإصابات والأمراض الجلدية المعدية.

ويلفت أبو سلمى إلى أزمة في التبرع بالدم بسبب عدم قدرة الكثيرين على التبرع لإصابتهم بأمراض مختلفة، لكن المشكلة الأكبر هو عدم وجود أكياس دم كافية مما يدفع العاملين في المستشفيات إلى استخدام أكياس دم قديمة بعد تنظيفها.

وقرر المسؤول التعليمي إغلاق المدارس التي يديرها بسبب تلك الأوضاع، لكنه عدل عن قراره بعدما طلب منه الأهالي عدم إغلاقها  لأن “الدراسة تلهي أطفالهم عن الأوضاع الصعبة وتنسيهم الجوع”.

ويضيف:” قمنا بتخفيف الحصص الدراسية مقابل زيادة حصص اللهو من أجل تخفيف العبء على الأطفال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى