قلم الإرادة

إعلامنا الجديد

من عادة الناس، أنّهم يأخذون بمبالغةٍ كبيرة وتهويلٍ عظيم كلّ أمرٍ مستحدثٍ وجديد يفد إليهم فهم إمّا أن يرفضوه جملةً وتفصيلاً أو أنّهم ينبهرون بهِ حدّ العمى! إلى التطبيق.
فلنأخذ على سبيل المثال الألعاب السحرية أو الخفية فكنا في الزمان القديم ننبهر بروئيته ونتعجب بما يقومون به ولكنّها اليوم لم تعد تثير دهشتنا أو إعجابنا، ببساطة لأنّ بريق الجديد فيها قد خفت؛ ولأنّ أغلب أساليب السحرة قد كُشفت!
والإعلام الحديث .. ” جديد ”، وله أساليب مقنعة حديثة ليست بالضرورة الحقيقة إنما كيف نصورها للمشاهد بأنها الحقيقة فيراها الحقيقة!
الإعلام في أعيننا اليوم، ليس مثاليّاً أو ناضجاً أو بالأغلب صادقاً ولكن أغلبنا ينبهر بسحره فيصدق.
عندما تخطئ وسائل الإعلام، وعندما تكذب القنوات التلفازيّة أو تنافق الصحف أو تهبط الإذاعات، نبتسم بنصرٍ: لا شيء أصدق من الإعلام الجديد.
دعونا ننظر إلى الإعلام الجديد بموضوعيّة أكبر، هل نظرتنا المثاليّة نحوه صحيحة؟ وهل هو حقاً عين الحقيقة؟
مع كثره القنوات الإخبارية في هذا الزمان وتنوعها إلا أنها متشابهة في شيء واحد ألا وهو التزيف والتحوير للخبر لمصلحة هذا أو ذاك فأصبح الإعلام أداة حرب لا سلم.
من المفروض أن تكون وسائل الإعلام سواء كانت التقليدية (كالصحف أو التليفزيون أو الإذاعة) أو الوسائل الحديثة كالصحافة الإلكترونية ومواقع الأخبار والمعرفة المختلفة على شبكة الانترنت، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر والتي تعد الآن أحد وسائل نقل الأخبار والأكثر شهرة فى العالم، وكل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعة والقدرة على تحليلها واستيعابها للاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، فوسائل الإعلام أيضاً قادرة على تغير سلوك وأنماط المجتمع في نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي وسياسي ينتهجه الفرد أو المجتمع، الإعلام له دور قوي في تشكيل الرأي العام وطرح قضايا وموضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية يلتف حولها جموع المواطنين، والارتقاء بالبناء المعرفي والإدراكي للمواطن في كافة المجالات ذلك بجانب دور الإعلام التقليدي فى نشر الأخبار المختلفة من جميع دول العالم، تقوم بدور الرقيب أو الحارس فيما يتعلق بحرية التعبير وحرصها على أن يكون هذا الحق ملكية خاصة لكل مواطن.

أين نحن الآن مع إعلامنا الجديد من هذا؟ فأصبح الإعلام مسيساً تقوده أيادي الدمار لا البناء.
واقع وسائل الإعلام في زماننا هذا ليس الصورة المشرقة والمثالية التي نتمنى نظراً إلى سعي النظم السياسية في عالمنا فرض الهيمنة والسيطرة على وسائل الإعلام للتغاضي عن دوره فى مراقبة النظام وكشف أخطائه وانتقاده أو سيطرة رأس المال تجعل المالك يتحكم فى سياسات الوسيلة الإعلامية لغايات دفينة.
يتمنى كاتبكم أن تكون نظرتي للإعلام الجديد خاطئة وأنها غير ما خطه قلمي وأكون مسروراً لخطائي بما ظننته أنه هو.

 

**

 

سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى