قلم الإرادة

في المنتصف .. خليجنا واحد .. دعوة حكمة

لديك عينين أحدهما جرحت الأخرى فما المنطق المعقول للتداوي؟ هل يُعقل أنْ ترد الثانية بفقع الأولى وكلاهما في نفس الرأس علاوة على الجسد؟ أحمق الذي يداوي جرحه بجرح آخر، العقلاء يتصرفون بحكمة وحلم، ووحدهم الحمقى الذين يداوون الصفعة بصفعة؟ وتصفع من ذاتك!

المواطن الخليجي يجب أنْ يعي معنى الأخطار الإقليمية المحيطة به إضافة للصراع الاقتصادي العالمي والذي يرون أقطابه الخليج العربي سلعة غالية يجب استنزافها في ظل التخبطات الدولية، لقد أزعجني كثيراً المؤتمر “السعودي – البحريني – الإماراتي” مساء أمس والذي لم يأتي إلا بإثبات الضعف من خلال التحدث عن التصاريح الدولية وكأن الوزراء إعلاميين ينقلون لنا وجهات النظر الدولية حول الأزمة الخليجية، وكذلك التخبطات السياسية من خلال دعوة تركيا لالتزام الحياد في ظل الأزمة كونها خليجية – خليجية، ويطلب ذلك الوزير الجبير من القاهرة مستدلاً ببعض التصاريح الدولية حول الأزمة في الوقت الذي يطالب به تركيا عدم التدخل في الشأن الخليجي الداخلي، بالإضافة لتصاريح وزير الخارجية البحريني الذي أكد على محاسبة كل من يتعاطف مع تنظيم الإخوان المسلمين متناسياً ثقل الجماعة ذاتها في البحرين وفي السلطة التشريعية، وكذلك وضع قطر في خانة واحدة مع إيران وهذا يخالف الصواب.

أما عن تصاريح وزير الخارجية الإماراتي والذي وصف قطر بـ “رسم الحزن” على أوجه الناس وأنها شريكة بسفك الدماء بلا أدلة فليست إلا كلام بلا دليل واقعي، هنا أنا لا أدافع عن قطر أو أتهم أحد فالكل له الاحترام بالتساوي لدي، ليقيني بأن كياناتنا واحدة ويجب أن تبقى واحدة متماسكة في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة، إن استمرار التصعيد في الخطاب الإعلامي بين الدول الخليجية المختلفة سيعزز زراعة الأحقاد بين الشعوب البريئة، وسيعزز المزيد من التدخلات الخارجية في المنطقة وزراعة القواعد العسكرية، وسيكون بعد ذلك أمر إخراجها شبه مستحيل كونها قوى إقليمية ودولية.

يجب على الجميع اليوم التكاتف لوضع حد لهذه الأزمة وتبني وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – والتي تراعي التطورات الإقليمية في المنطقة، إن النار التي ستأكل أي كيان من الكيانات الخليجية ستلحق بالجميع وهذه حقيقة يجب تأملها والسعي لنزعها من بدايتها، وجب اليوم على القيادات السياسية في البلدان الشقيقة الاستعجال في طلب قمة خليجية طارئة في الكويت قبل القمة المفترضة في ديسمبر المقبل والحوار المباشر للانتهاء من الأزمة.

**

يؤسفني ما وصلت إليه بعض وسائل الإعلام الرسمية من إسفاف وتخبط في نقل الأخبار والإساءات للقيادات بين الدول.. الحكمة هي أساس كل حل، وليتحلى الجميع بالحكمة لإكمال مسار خليجنا الواحد.

**

محمد العراده – رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى