الإعلام الإلكتروني وتطوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي

السوشيال ميديا من الترفيه و التعارف الى مرحلة صنع القرار
هكذا هي الحياة تنموا و تتطور فيأتي الدهر بالجديد ليأتي ذات الدهر بشيئ اجدّ من سابقه فيركمه و يجعله تقليديا مجرد ذكرى عابرة .
و كذلك هو واقعنا المعيش الذي تمكن بالفعل من ان يفرض على الجيل ثقافة من الاتصال و التواصل كانت اقرب الى الحلم بل اشبه بالخيال , و هو ما احدثته الشبكة العنكبوتية في حياتنا من تحوّل فاق كل التصوّرات و الحدود و الأقاليم و كأنه الإستعمار الوحيد الذي تمكّن من جعل العالم قرية واحدة تصنع حدودها الكوابل و الروابط و الأكواد و تعالى صرح الشبكة العنكبوتية حتى تحولت الى شريك حقيقي لنا و الصانع الأقوى لكلّ تحركاتنا تقريبا .
إن المتمعن في الخدمة الكبيرة التي باتت تقدمها لنا الشبكة العنكبوتية ليدرك حتما مدى الإيجابيات التي تحققت بفعل ذلك من خدمات للتواصل و الإتصال و توفير الفرص الكبيرة للعمل الحر ناهيك عن الجانبين التثقيفي و التعليمي للأجيال و خدمات اخرى ما تزال قيد الإستكشاف و الظهور و باتت الفرص اكبر من ذي قبل و التي جميعها اتت لخدمة جميع النخب الإنسانية على اختلاف مستوياتها و تخصصاتها .و لم تعد الانترنت او الشبكة العنكبوتة كسابق عهدها آداة سلطوية تتحكم فيها الحكومات فقط بل خرجت الى النور فظهرت قيمتها جلية للعلن .
و لعل من بين اهم الخدمات التي باتت توفرها الانترنت اليوم خدمات توفير المعلومات و الأخبار بأنواعها فأيّما معلومة تبحث عنها فهي امامك على طبق من ذهب بكبسة زر واحدة و انت في بيتك دون اللجوء الى اقتناء اية مصار اخرى لمعلومة بل تحولت الى مصدر حقيقي للأخبار و المعلومات .
التعتيم و السلطوية سبب رئيس في اندثار الإعلام التقليدي :
فيما سبق كانت الاخبار عبر الشبكة العنكبوتية مقتصرة فقط على ما يعرف بـ ” التدوين ” الذي كان يمارسه بعض من الساسة الكبار على مدوناتهم الشخصية ناهيك عن بعض من المواقع الإخبارية و الفضاءات الإعلامية التي تعدّ على الأصابع شأنها شأن مجلة نيوز ويك الأمريكية التي اوقفت جريدتها الورقية نهائيا و استبدلتها بنسخة الكترونية خلال 2012 , فكان السبق الصحفي لها مثلما كان السبق الصحفي للوسائل الاعلامية التقليدية المعروفة كالتلفاز و الراديو و الجرائد الورقية لكنها ما لبثت هذه الاخيرة ان اندثرت بفعل سياسات الإنطواء و الإنغلاق و التسيير السلطوي المبني على التّعتيم و عدم الشفافية من جهة , و من جهة اخرى انبثاق نوع من الإعلام الجديد الذي اصبح شريكا اخباريا دخل الى البيوت و الإستخدامات اليومية من دون استئذان حتى .
• السوشال ميديا تضرب بقوة !!
و في خضم البحث عن بدائل اكثر انتشارا و تفاعلية فقد ظهرت باقة من الفضاءات التواصلية الجديدة هي من شكلت الفارق حينما ظهرت الى الوجود , وسائل فتحت الباب الاعلامي على مصراعيه مثل ” فيسبوك, تويتر , انستغرام , لينكدن و غيرها من مواقع الشوشيال ميديا ” التي ظهرت في بداياتها كوسائل للتواصل و الترفيه و التعبير الوجداني الذاتي و التعارف .
و خلال فترة ما من محاولات التغيير في اوسع اشكاله تحولت هاته الفضاءات الاجتماعية الى وسائل للتعبير النظالي و تحول العالم الازرق فيه الى منبر من منابر التغيير للعديد من النّخب العربية و النشطاء السياسيون و الحقوقيون الذين وجدوا فيه مساحات كبيرة للتنديد اولا و لحمل الشعارات ثانيا ثم لحشد الجماهير ليكلل جهدهم بما يسمى ” الربيع العربي “.
لقد ساهمت بالفعل وسائل الإعلام الإلكترونية في تغيير وجه الصحافة بشكل عام و رفعت من مستوى الحضور لديها سيما لدى المواطن العربي و خرجت من دائرة الترفيه و التعارف الى مرحلة صنع القرار .
• بعض محطات تطور الاعلام الالكتروني :
1972/ اكتشاف البريد الالكتروني
1991/ تطور واجهة الاستخدام للانترنت
1995/ إطلاق نطاق ياهو دوت كوم
1997/ إطلاق عملاق البحث جوجل
1999/ اطلاق النسخة الالكترونية لجريدة الجارديان البريطانية
2004/ اطلق الفيسبوك
2006/ اطلاق تويتر و موقع ويكيليكس
2011/ دراسات تشير الى ان استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي في الدول العربية بلغ 90 % سيما لدى الشباب التونسي والمصري ممن استخدموا “فيس بوك” للدعوة للمظاهرات و حشد الجماهير.
Twitter: @Khaledaljuhaym