قلم الإرادة

غرد وأحصل على رحلة مجانية لسجون إحدى دول الجوار

   دول العالم المتقدم كانت ولا زالت تهتم بالدرجة الأولى بالحقوق اللصيقة بالشخصية، بحيث تولي للأشخاص حق إبداء رأيهم بكل حرية وأريحية شريطة ألا تتعدى هذه الحريات على الأشخاص وأن يكون الرأي بالنقد لا التهجم والإصلاح لا التخريب، ولكن يبدو أن هذا الحق لا يعجب بعض الدول حتى لا ينكشف الستار عن السرقات والديكتاتوريات المتسترة خلف الديمقراطيات بالدول العربية التي تعاون بعضها البعض في السعي حول إجهاض كل عمليات الإصلاح السياسي وإقحام القضاء بالشأن السياسي وشغل المنادين بالإصلاحات بالمحاكمات والتهديد والوعيد وأعمال العصابات المنظمة.

 

قد لا نتفق بخط سير بعض المعارضات بمختلف الدول بل أن العديد من المعارضات بداخلها خلاف حول الطريقة الصحيحة التي يجب أن تسلكها أي معارضة، ولكن أعتقد أن اليوم هنالك وقفة يجب على كل شخص ينادي بحقوق الإنسان وكل شخص سياسي وكل من ينادي بالإصلاحات التصدي للإتفاقية الأمنية التي سترجع دول الخليج إلى الوراء مئات السنين فيما يخص الحريات التي كفلها الإسلام قبل أن يكفلها أعداء الإسلام وحماها القانون وأعتدنا على رؤية اغتصابها ممن يتوجب عليه حمايتها ودافع عنها من هو خارج حدود شبه الجزيرة العربية قبل أن يدافع عنها أصحابها، فحين تطبق هذه الإتفاقية لا أستغرب أن يكون شعارها التسويقي “غرد وأحصل على رحلة مجانية لسجون إحدى دول الجوار”، خصوصاً بالكويت حتى يتم التصويت عليها من بعض أعضاء مجلس الأمة “الهدايف” الذين قبضوا مسبقاً مبالغهم نظير وضع وسام “حكومي” على صدورهم، والتي حتماً ستطالهم هذه الإتفاقية خصوصاً وأن أعمالهم مجرمة وفق قوانين بعض الدول التي لا تعترف بالبرلمانات كما ستطال أقاربهم وحينها سنرى كيف سيتجاوبون معها حينما يتم جرجرتهم من أوطانهم وبيعهم على سجون بعض الدول المجاورة!

 

المحامي/ طلال المياح ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @lawyer_6alal

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى