فانوس رمضان.. تقليد لم يطفئ الغلاء أنواره في مصر

نور متوهج في ميدان السيدة زينب وسط القاهرة، شع به «فانوس رمضان»، الذي ملأ متاجر الحي الشعبي، وتناقلته أيدي مصريين كثر بادروا لشرائه، رغم تضاعف أسعاره عن العام الماضي.
وفانوس رمضان المعروف تاريخياً لدى المصريين، يعد من أهم مظاهر الاستعداد للشهر الكريم الذي يهل في الأسبوع الأخير من مايو الجاري.
في هذا الميدان الشهير، عدة «شوادر»، تعرض الفوانيس بكافة أشكالها وأنواعها، وأحجامها، المصنوعة من الصاج أو الخشب أو البلاستيك وحتى القماش، وسط اهتمام من المصريين لم يطفئه الغلاء.
ربة المنزل المصرية إيناس محمد، حاولت حل الأزمة على طريقتها، فالأسعار مرتفعة، وكذلك رغبة أبنائها الثلاثة في الحصول على الفرحة التقليدية السنوية.
وكان الحلّ وفق «إيناس» ألا تشتري فانوساً لكل واحدٍ منهم، ولكن واحد فقط للجميع هذا العام بـ 150 جنيهاً، وعلى الثلاثة مشاركة اللعب به معا.
ويتفق معها صانع الفوانيس المصري، ناصر محمد، إذ يقر بالغلاء الكبير هذا العام، ويرجعه إلى قرار تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في نوفمبر الماضي، الذي تسبب في ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في صناعة «الفوانيس».
ويقول محمد إنّ «أسعار الفوانيس ارتفعت إلى الضعف، موضحاً أنه «كان يبيع أحد الفوانيس بـ 25 جنيهاً، ولكنه يبيعه الآن بـ (43 جنيهاً)، رغماً عنه، بسبب تضاعف أسعار مواد التصنيع «الصفيح» و«الزجاج».
وفي 3 نوفمبر الماضي، نفذت مصر تحريراً كاملاً لسعر صرف الجنيه أمام سلة العملات الأجنبية، ليحدد أسعارها العرض والطلب في السوق المحلية.
ويعمل «ناصر محمد»، في صناعة الفوانيس منذ 36 عاماً، وارثا المهنة أباً عن جد.
ويستمتع «ناصر» بعمله رغم المتاعب التي تشهدها الصناعة، موضحاً أن «العمل في الفوانيس التقليدية تراثية الطابع، يمتد لساعات طويلة في صناعة الفانوس الواحد، بين شراء الصفيح، وتقطيعه، وتجميعه، لتشكيل الفانوس، وزخرفته بزجاج ملون في مرحلته الأخيرة.
لكنه يفرح كصانع، مع اكتمال منتجه النهائي من عشرات الفوانيس الصاج، وهو يراها معلقة في المتاجر وتتزين بها الشوارع، كما أنها أيضاً مصدر رزق له يتنامى قبل حلول شهر رمضان.
وحول هذه الفوانيس التراثية، تقول ربة المنزل المصرية زينب علاء «34 عاما»، إنها لجأت لشراء الفانوس الصاج، وهو من أقدم الفوانيس في مصر، نظراً لرخص سعره الذي يتراوح من 18 جنيها (دولار واحد) وحتى 40 جنيها (نحو دولارين)، ويتميز بألوان جميلة.
لا يقتصر الاهتمام بفوانيس رمضان في مصر، على تلك التراثية المصنوعة من الصاج، بل تنافسها أصناف عدة منها الخشبي، الذي يبدع فيه صناع آخرون منهم المصري الشاب، “بسنتي هاني” (32 عاما).
ولتحفيز الزبائن للشراء، يقول هاني إنّه ابتكر أشكالًا جديدة من الفوانيس الخشبية هذا العام، يطبع صور الأطفال عليها بالاتفاق مع أهليهم قبل الشراء، أو يطبع صور شخصيات القصص المصورة المحببة للصغار.