حراك + قمار = دمار
الحراك السياسي ظاهرة جيدة تدل على أن الشعب حر ويتمتع بالحرية وأنه يعيش في دولة قانون يحق له أن يعبر عن رأيه بالطريقه التي يراها مناسبة.
الدولة المتحضرة والشعب المثقف تجد الحراك السياسي الذي ينتمون إليه يمتاز بالهمة والنشاط لأنهم مقتنعين بأن برنامجهم السياسي لا يتغير ثابت ولكن يعتمدون على التجديد من أجل الإصلاح قادة الحراك يحرصون على تماسكهم ولا يقبلوا أن يكون بينهم خلاف يؤثر على تلاحمهم ويحرصون على القوة الشبابية خوفاً عليهم من التهور والحماس لكي لا يقعوا في أي جرم قانوني.
الصورة هنا معاكسو تماماً لدينا تجد الحراك السياسي لا يتجدد وقادة الحراك لا يقبلوا أن يتركوا القيادة ويرفضوا فكرة تغيير قادة الحراك لأنهم يعلمون بأن القضية التي يخوضونها ليست من أجل المصلحة العامة ولا تصب وإنما هي مجرد شعارات تحمل صوتاً عالياً تجعل المتابع والمستمع يخدع بها ويظن أنهم على حق وهدفهم من هذه الخطابات والإكثار من الندوات يريدون أن يلتف عليهم أكبر عدد ممكن من الشعب لكي يجعلوهم في المقدمة لمواجهة الحكومة ويوهمون الحراك بأن وجودكم معنا ومواقفكم الوطنية هي التي تحقق العدالة والمساواة وتنقذ الشعب من الظلم الواقع عليهم ويجعلون الحراك يزداد حماساً وتهوراً حتى يصل الأمر إلى التصادم مع الحكومة ويتصاعد الأمر إلى أن تصبح أزمة سياسية في الوطن ويقع ضحيتها مجموعة من الأشراف من يسجن ومنهم من يصاب بأذى وجروح ومجموعة يتوقفوا عن عملهم الذي يعتبر مصدر رزقهم وطلبة يفصلوا من الجامعة.
وفي وسط الأحاديث المليئة بالشغب والأزمة المفتعلة من قادة الحراك تجدهم يستغلون هذا الفعل لحسابهم الخاص ويساومون الحكومة لن يتوقف هذا الحراك إلا إذا حققتم مطلبنا وليس مطالبنا.
من هذه النبرة تعلم بأن من يقود الحراك يعيش في دوامة وجعل الحراك أمامه كالقمار وكانت النتيجة للأسف الشديد دمار وضياع آمال الشباب.
سلمان العنيزان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @skn10000
Email: [email protected]