قلم الإرادة

ميسي ظاهرة كروية أتى من خارج عصره وزمانه

الذي شاهد كلاسيكو الأرض يوم الأحد الموافق 23 أبريل 2017م يدرك ما هي كرة القدم التي يعشقها الملايين حول العالم وخصوصا عندما يكون أحد أفراد هذه اللعبة حبيب الملايين (ليو نيل ميسي) الذي يتحف أنظار المشاهدين بلمسات سحرية وأهداف غاية في الروعة تتجدد عند كل مواجهة جديدة.

مواجهة (23 أبريل) الماضي كانت حديث معظم أهل الأرض، كان الملايين حول العالم بمختلف لغاتهم، وديناتهم، ومذاهبهم، وأعراقهم، وجنسياتهم، أبصارهم شاخصة إلى شاشات التلفاز منتظرين موقعة البرنابيو في مدريد ” كلاسيكو الأرض ” الذي ينتظره عشاق المستديرة بفارق الصبر من موسم إلى آخر.

في تلك السهرة كان البرغوث الأرجنتيني أفضل لاعب في العالم ” سيد كلاسيكو الأرض ” وحديث الملايين حول العالم، جعل الملايين من عشاق وخصوم برشلونة تتحدث باسم ميسي. خطف ليو عقول وأبصار كل الملايين، ميسي كان الكلاسيكو والكلاسيكو كان ميسي، لم يستطع عناصر ريال مدريد إيقاف البرغوث الأرجنتيني لا باللعب، ولا باللكم، ولا بالشد، ولا بالرفس، سألت دماء ميسي ولكنه حصد الأهداف والفوز وحصد خصومه البطاقات الصفراء والحمراء والخيبة والخسران.

تحدث كل محللي المستديرة في كل استيدوهات العالم، بأن ليو يؤكد يوما بعد يوم، ومواجهة بعد أخرى بأنه هو ملك هذه المستديرة على كوكب الأرض، وبأنه سيد الكرة الرضية في كلاسيكو الأرض، وبأنه أفضل لاعب في العالم وفي تاريخ المستديرة، ميسي كعادته كما أضحك الملايين في تلك الليلة أبكى الملايين أيضا من عشاق الميرينجي الذين بكوا كما بكى فريقهم داخل أرضية الملعب على وقع ضربات الأسطورة ليونيل ميسي، قال يوسف شبو محلل قنوات “bein sports” أن ميسي حوّل اسم ملعب “البرنابيو” إلى ملعب “البرناليو” وهو تعبير يختصر ما قام به ميسي في تلك الأمسية الرائعة التي فاز بها الكتلان (3/2)

هؤلاء هم العظماء الذين يصنعون أشياء عظيمة أكبر مما كان يتوقعها الآخرون، فقبل مواجهة الكلاسيكو كان الكثير من المتابعين يتوقعون فوز ريال مدريد، ﻷن المواجهة في ملعبه وبين جماهيره، ولأن فريق البرشا لم يكن في أفضل حالاته هذا الموسم أو على الأقل في مواجهاته الأخيرة في الدوري الأسباني ودوري أبطال أوروبا، لكن كان لميسي القول الفصل في هذه المواجهة وجعل لاعبي ريال مدريد عاجزين عن فعل أي شيء من أجل الفوز، كما شاهدنا في الدقائق الأخيرة وخصوصا بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة ودخول الوقت المحتسب بدل الضائع والذي قدره حكم المباراة بدقيقتين، توقع الجميع بأن المباراة ستنتهي على حالها بالتعادل الإيجابي 2/2 لكل فريق، لكن كان لميسي رأيا آخر حيث سجل هدفه الشخصي الثاني في المباراة والثالث للبرشا في الثواني الأخيرة من المباراة، وهذا هو الجميل في ميسي وفي كرة القدم التي أنجبت ميسي.

البعض قد يفسر مقالي بأن برشلونة بدون ميسي لا يستطيع فعل شيء وهذا غير صحيح، برشلونة فريق كبير وعريق وأفضل فريق في تاريخ كرة القدم وفاز في كثير من المباريات وحصد الكثير من الألقاب في تاريخه الطويل دون وجود ميسي، ومثلما أنجب “نادي برشلونة” ميسي سوف يستطيع إنجاب غيره مستقبلا إن شاء الله، لكن إلى الآن لم تستطع كرة القدم على مستوى العالم إنجاب لاعب مثل الظاهرة ميسي، شخصيا أرى أن ميسي ظاهرة كروية من خارج العصر والزمان وكأنه أتى من كوكب آخر، وأعتقد بأنه لن يتكرر على الأقل في عصرنا الحالي.

في هذه المباراة حقق ميسي أرقاما قياسية جديدة يعرفها الكثير من المتابعين منها:

• وصل ميسي بهدفيه في شباك الكوستاريكي كيلور نافاس إلى الهدف رقم (500) في مسيرته الكروية مع برشلونة وقد رفع هذا الرقم أمام أوساسونا وفياريال ليصل إلى (504).

 

• بهذه النتيجة بات الملكي رابع أكثر الفرق التي يسجل فيها ميسي، حيث سجل 29 هدفا في إشبيلية، و 27 هدفا في أتلتيكو مدريد، و 24 هدفا في فالنسيا، و 23 في ريال مدريد، و 22 في أتليتك بلباو.

• بهدف ميسي الأول نجح الفريق الكتالوني في التسجيل خلال 23 مباراة متتالية أمام ريال مدريد، وهو رقم تاريخي للفريق، كسر به رقم الريال الذي استمر منذ العام 1969 والذي سجل الميرينجي في مباراة متاليية في مرمى برشلونة.

• سجل ليونيل ميسي 16 هدفاً في شباك ريال مدريد بالليغا أكثر من أي لاعب آخر في التاريخ.

• رفع ميسي رصيده إلى 31 هدفًا في صدارة هدافي الليغا هذا الموسم، والذي رفعه أمام أوساسونا وفياريال إلى (35) هدفا، وسجل الهدف رقم (23) في الكلاسيكو، ليبقى أيضا أكثر اللاعبين تهديفا في قمة الكرة الإسبانية.

• في تلك المباراة سجل ميسي هدفه الشخصي العاشر في شباك الميرينجي على ملعب الميرينجي “سنتياغو بيرنابيو” أو “سنتياجو برناليو” كما يحب البعض تسميته.

 

**

 

علي بن محمد اليافعي – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى