الغريم وقع في الشرك القديم !
مما لا شك فيه بأننا نرى ونسمع ونشاهد أخبار جديدة
كل يوم عن كل ما هو مُتعلق بلعبة كرة القدم
ومن البديهي جداً أن تتصدر صفوة الأندية العالمية هذه
الأحاديث سواءٌ كانت هذه الأندية أوروبية أم لاتينية
وبطبيعة الحال لابد أن نرى أخباراً إيجابية وأُخرى سلبية
وفي إسبانيا يبدو الطابع السيء هو المُسيطر في الوقت
الحاليّ , خاصةً بعد سلسلة من الأحداث سأربطها لكم بأحداث
قد سبقت وحدثت في الماضي لتأكيد مقولة أن الغريم وقع بالشرك القديم !
في بداية الألفية الجديدة قرر السيد فلورنتيو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني من تكوين فريق تاريخي
أطلق عليه مشروع “الجلاكتيكو” وفي اللغة العربية مشروع النجوم أو درب التبانة وما إلى ذلك
الرئيس القدير أثبت علو كعبه فقام بجذب أفضل وأمهر اللاعبين في ذلك الوقت من شتى بقاع المعمورة
بدايةً بالبرتغالي لويس فيغو ثم بزين الدين زيدان وإختتم الأمر بالظاهرة رونالدو , مع التذكير بوجود روح البلانكو
راؤول غونزاليس بلانكو والمدفعجي روبيرتو كارلوس في وقتٍ سابقٍ.
ريال مدريد قدم أربعة قرابة الستة أعوام من النجاحات إنطلاقاً في 1998 وحتى 2004
النادي الإسباني حقق ثلاثة بطولات من دوري أبطال أوروبا “أيّ النصف” وبالتالي كان المشروع ناجعاً إلى حدِّ
كبيرٍ حتى أتت نقلات تدريبية مُنوعة أضاعت توليفة الفريق وعطاء اللاعبين “الأمثل” في المستطيل الأخضر.
إستغرقَ ريال مدريد أكثر من 5 أعوام حتى يعود إلى النمط “الحقيقي” والذي لطالما كان شبحاً مرعباً للعالم بأسره!
في المقابل وبنفس الأحداث تقريباً لكن خلّوها من أحداث فاضحة واضحة , ظهر النادي الكاتالوني برشلونة
بجيلٍ مماثلٍ مميز حقق من خلاله كل الألقاب الممكنة رغم الشكوك التي تحول حول بعضٍ منها , إلا أن الفريق
الكاتالوني قد بدأ في مرحلة إنتقالية جديدة بعد عام 2012 , حيثُ رحل المدرب الإسباني بييب جوارديولا مُعلناً
نهاية مسيرته مع نادي برشلونة لوجود “إختلافات” مع رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل
وهُنا يظهرُ نفس السينياريو الذي ظهر مع المدرب القدير فيسنتي دل بوسكي مدرب الماتدور الإسباني حالياً
عندما تمت عملية إقالته من تدريب الفريق صباح اليوم الثاني من تتويج ريال مدريد ببطولة الليجا التاسعة والعشرين
لوجود خلاف بينه وبين السيد فلورنتيو بيريز!
بدا برشلونة مُترنحا في الموسم المُنقضي بل وظهر عاجزاً كُل العجز عن هزيمة خصمه ريال مدريد رغم تواجد
جميع عناصره الأساسية في التشكيل الأساسي!
ليس هذا وحسب بل وتلقى النادي القاطالوني لطمةً تاريخية قوامها سبعة أهداف من نادي بايرن ميونيخ الألماني
في دوري أبطال أوروبا!
لولا ترنح ريال مدريد هو الآخر في بعض الجولات لضاعت الليجا على برشلونة كذلك!
ومع رحيل مدرب برشلونة الآخر تيتو فيلانوفا لأعراض صحية ظهرت مجموعة من القصص التي بدأت تؤثر
على وتيرة الفريق بشكلٍ صارّخٍ جداً ..
القضية الأولى ظهرت بتعمد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بإبعاد أبرز المهاجمين الذين قدموا للفريق
آخر الضحايا كان الإسباني ديفيد فيا وكلنا نُدِرِكُ ونعيّ الأحداث التي جرتْ بينهما . .
قصة أُخرى وهي إشتباه برشلونة ورئيس ناديه المستقيل ساندرو روسيل بسرقة أموال صفقة نيمار دا سيلفا
والتي أودت بمسيرة الرئيس خارج أسوار النادي إلى الأبد . . .
ليس هذا وحسب بل وظهر مؤخراً بأن شركات الرعاية بدأت بالسعي على قدمٍ وساقٍ لفسخ إرتباطتها
مع النجم البرازيلي نيمار كونها ترى بأن تصرفاته مع الشركات الراعية لا يؤهله لأن يكون قدوه حسنه لصغار كرة القدم!
ناهيك عن تراجع الفريق فنياً في أرض الميدان وسقوطه “المدوي” في معقله أمام خفافيش فالنسيا
وبعيداً عن هذا وذاك , ظهرت سلسلة من الأخبار عن رغبات الأندية الكُبرى بضم ليونيل ميسي , أندريس أنيستا وكذلك
مواطنه تشافي هيرنانديز , فهل سوف تشهدُ هذه المرحلة مرحلة نهاية عصر برشلونة “فعلياً” بعد أن إنتهى نظرياً
قبل موسمين من الآن ؟
وجه الشبه الوحيد بين ريال مدريد وبرشلونة في هاتان القصتان , أن ريال مدريد مرَّ بإنتكاسة تدريبية وإدارية وفنيّة فقط,
بينما برشلونة يمرُّ الآن بإنتكاسة تدريبية وإدارية وفنيّة
وإختلافات بين اللاعبين ناهيك عن سرقة عقود الشركات الراعيه وهذا مالم يكنْ ريال مدريد أو غيره في حاجة للقيامِ به.
فـهـد الـفـضـلـي – كـاتـب فـي صـحـيـفـة الإرادة الإلـكـتـرونـيـة
Twitter: @Fahad_Fenomeno