(أبيكورب): الاستثمارات العالمية بالنفط والغاز انخفضت 24 في المئة خلال 2016

قال محلل أبحاث الطاقة في الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) غسان الأكوع اليوم الاربعاء ان الاستثمارات العالمية في قطاع النفط والغاز انخفضت بنسبة 24 في المئة خلال عام 2016 مقارنة بعام 2015.
وتوقع الاكوع في محاضرة القاها ضمن جلسات اليوم الرابع للملتقى ال24 لأساسيات صناعة النفط والغاز الذي تنظمة منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) في مقرها بدولة الكويت في الفترة من 9 الى 13 أبريل الجاري أن تشهد استثمارات النفط والغاز تحسنا في عام 2017 خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال “أما في الدول غير المصدرة للنفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط فستتركز الاستثمارات في قطاع الكهرباء خلال عام 2017”.
واشار الأكوع في محاضرته التي حملت عنوان (تمويل المشروعات البترولية) الى ان الاقتصاد الصيني يشهد تباطؤا وتحولا من التصنيع الى الخدمات فيما تشهد بعض اقتصادات الدول المتقدمة انتعاشا كالولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا.
ولفت إلى ان انخفاض أسعار النفط كان له آثار سلبية على العديد من الاقتصادات في العالم خاصة على بعض دول الشرق الأوسط المصدرة للنفط وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي حيث أدى انخفاض أسعار النفط إلى الى تراجع إيراداتها المالية بصورة ملحوظة.
وبين ان الاقتصاد على المدى المتوسط في الدول المصدرة للنفط سيعتمد بدرجة كبيرة على حركة أسعار النفط وقدرة الحكومات على ترشيد الإنفاق وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية.
واوضح ان سعر برميل النفط خام برنت كان حول مستوى 45 دولارا للبرميل في عام 2016 وبلغ سعر 55 دولار في نهاية العام نفسه مؤكدا ان النمو في الطلب على النفط أقوى مما كان متوقعا في عام 2016 حيث بلغ متوسط 6ر1 مليون برميل يوميا “ومن المرجح أن يتباطأ نمو الطلب في عام 2017″.
وتوقع أن يظل الطلب قويا عند حوالي 3ر1 مليون برميل يوميا وان ينخفض المعروض من خارج أوبك بمقدار 650 ألف برميل يوميا في عام 2017.
واكد ان الاتفاق الأخير للدول الأعضاء في منظمة الاوبك مع مجموعة من الدول خارج المنظمة أمر بالغ الأهمية لإعادة توازن السوق.
ومن جهته توقع رئيس شركة الطاقة للاستثمارات ونائب رئيس مجلس الطاقة العالمي الدكتور إبراهيم المهنا ان تكون زيادة الطلب السنوية على البترول ما بين واحد الى واحد ونصف مليون برميل يوميا.
ورأى المهنا في محاضرة القاها في الملتقى بعنوان (التطورات الحالية والمستقبلية في أسواق البترول العالمية) ان هذه الزيادة ستحدث نتيجة عدة عوامل.
وقال ان من بين تلك العوامل استمرار نمو الاقتصاد العالمي ما بين 3 و 4 في المئة وأعلى من ذلك في الاقتصادات الناشئة والنامية نتيجة لارتفاع عدد السكان ونمو المدن والعمران في هذه الدول وانتقال المزيد من المواطنين الى الطبقة المتوسطة التي تحتاج الى المزيد من الطاقة في كافة مناحي الحياة.
واوضح انه وخلال فترة السنوات الثلاث الماضية التي انخفضت فيها اسعار النفط تكبدت الدول المنتجة للنفط والشركات النفطية خسائر مالية كبيرة تقدر بمليارات الدولارات.
واشار المهنا الذي كان يشغل سابقا منصب مستشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية الى ان صناعات الطاقة الأخرى كالطاقة الشمسية تضررت ايضا وانخفضت الاستثمارات المستقبلية في البترول بحوالي 40 في المئة في عمليات الاستكشاف والإنتاج ما ينذر ب”كارثة كبيرة” في حال استمرار هذا الوضع.
واعتبر ان زيادة انتاج الزيت الصخري خلال السنوات الخمس القادمة ستكون احد أهم تطورات السوق البترولية بالرغم من انه مصدر غير رئيس من مصادر الطاقة حيث تصل نسبة مشاركته حاليا في حدود 5 في المئة من اجمالي الإنتاج العالمي من البترول وحوالي 2 في المئة من اجمالي انتاج الطاقة بمصادرها المختلفة.
وذكر ان انتاج الزيت الصخري يصل حاليا إلى 5ر4 مليون برميل يوميا في الولايات المتحدة قائلا انه في حال عودة الأسعار الى 100 دولار للبرميل مع استمرار تطور تقنية انتاجه فمن المتوقع ان يصل انتاجه الى 10 ملايين برميل يوميا في جميع انحاء العالم خلال السنوات العشر القادمة “بما يشكل أقل من 10 في المئة من اجمالي الإنتاج العالمي من البترول.