قلم الإرادة

العِلمُ والوهَم

إن أردت ان تدمر أمة فعليك أن تشكك في علم أبنائها فبالعلم تبنا الأمم وترتقي وتٌكون حضارتها وبالعلم تكون الأخلاق والفضيلة والتربية الحسنة.
إن فائدة العلم لا يمكن أن توصف فهي الضوء الساطع والنور المرشد لمستقبل وطن وحياة أمة ، تخيل يوماً أن تذهب إلى طبيب لا يملك من العلم شيئاً وتساءل عن خطورة مكانتة وما يمكن أن يرتكبة من أفعال وقس على ذلك أمور كثيرة في كل المجالات يأن تجد إنساناً يحمل دكتوراة يدعي أنه قد وصل على قمة التدرج التعليمي فتتفاجيءأنه لم يحصل على شهادة الثانوية أو المتوسطة وتخيل معي أن شخص يدعي أنه حاصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال أو المحاسبة وهو لا يعرف جدول الضرب من الأصل .
الحقيقة أننا ابتلينا في السنوات الأخيرة بتزوير الشهادات وما يتبع ذلك من متعلمين بلى علم واساتذة بلى فكر واصحاب ماجستير ودكتوراة بلى رسالة والمفاجأة الأكبر يتم إعتماد شهاداتهم وتعديل أوضاعهم ويحصلون على مرتبات دون وجهة حق ثم يكتشفون بعد ذلك ويعاقبون بتهمة التزوير وإرجاع المبالغ التي صرفت لهم فمنا خسرنا المال العام ولا منا وضعنا الشخص غير المناسب في مكان لا يستحقة ولا منا إبتلينا من مدير إدارة لا يستحق .
أيها السادة إذا كان العلم نور ينير المجتمعات ويشق لها طريقها وسط الصعاب إلا أنة أصبح عند البعض نقمة ووسيلة يرتكب بها جريمة وفرصة لنهش الأموال وفرصة لنهب الأموال ولا يمكن أن نضع اللوم على هؤلاء مرتكبين لوقائع التزوير دون أن نسأل
لماذا يتم إعتماد شهاداتهم في عجالة ويتم تعيينهم وتعديل أوضاعهم دون التأكد يقينياً من حقيقة هذة الشهادة لذلك يحتاج الأمر إلى تعديلٌ و تغيرٌ في النظم المتبعة لهذا الشأن إحتراماً للعلم والعلوم وتقديراًالعلم الحقيقي .

 

**

 

المحامي خالد الحبيب – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @kalhabib

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى