السودان.. وحش الأوبئة ينقض بعد السيول
بعد أن اجتاحت السيول مناطق مختلفة من السودان، مخلفة أضرارا بشرية ومادية جسيمة، تصاعدت المخاوف من المرحلة المقبلة لما تحمله من تهديدات خطيرة بانتشار أمراض وأوبئة.
وقال منسق بحملة نفير لمساعدة منكوبي السيول في السودان، غازي الشاذلي ، إن الفترة المقبلة ستكون “حرجة للغاية” داعيا السودانيين للتكاتف والتصدي لأي تهديد محتمل بانتشار الأمراض.
وأضاف: “نواجه خطرا محققا إذا لم نتمكن من تصريف مياه السيول لأن هذا قد يؤدي إلى انتشار أمراض عدة، منها التيفوئيد والبلهارسيا والكوليرا”.
واعتبر الشاذلي أن “نشر التوعية بشأن مخاطر هذه الأمراض وكيفية الوقاية منها أسهل وأقل تكلفة من علاجها”.
وتابع: “نقوم حاليا بنشر قوافل صحية لتوعية المواطنين، ونعلمهم على كيفية الوقاية من هذه الأمراض، خاصة بين الأطفال”.
وأشار إلى أهمية الحفاظ على نظافة الطعام والحرص على عدم تناول أي أطعمة ملوثة في هذه الفترة.
أما عن حجم الخسائر المادية والبشرية التي تسببت بها السيول في السودان، فقال: “تضرر نحو 232 ألف نسمة ماديا من هذه السيول، وانهار ما لا يقل عن 40 ألف منزل في المناطق التي اجتاحتها السيول”، موضحا أن عدد القتلى وصل إلى 50 شخصا.
وقال الشاذلي إن ولايات الخرطوم ونهر النيل والجزيرة، كانت الأكثر تضررا من السيول بسبب الكثافة السكانية المرتفعة فيها.
يشار إلى أن حملة نفير تمثل مبادرة شعبية، تشكلت في الأول من أغسطس الجاري، لتعبئة السودانيين في العالم من أجل التبرع لإغاثة الأسر المتضررة نتيجة الفيضانات.
وقال الشاذلي: “نقدم المواد الغذائية والخيام والملابس والمياه الصالحة للشرب وغيرها من المواد الأساسية التي يحتاج إليها المتضررون في هذه الفترة العصيبة”.
وأضاف: “هذه الأزمة نجحت في بث روح التعاون بين السودانيين، إذ نحصل على مساعدات مادية وعينية من متبرعين من مختلف مناطق البلاد، من بينهم طلاب المدارس أيضا”.
يذكر أن ولاية الخرطوم كانت أعلنت عن تكوين صندوق لإعانة المتضررين من السيول بالمناطق التي تأثرت بها، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سونا).
وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر لدى ترأسه اجتماع اللجنة العليا لطوارئ الأمطار والسيول، إن الصندوق “سيساعد الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم”، ووجهت اللجنة بإعطاء الأولوية في توزيع الغذاء والإيواء للأسر التي لم تغادر مواقعها.
كما أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بتقديم عشرة ملايين دولار مساعدات طارئة لإغاثة المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت السودان، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) الثلاثاء.
