السيسي يكتب تاريخ مصر الجديد!
قد يُغضب هذا العنوان بعض “المارة” على هذه المقالة ولكنه الواقع الذي يجب أن نضرب له “التحايا العسكرية” لأنه انتشل مصر “العامود الفقري للعرب” من الحظيظ وأعادها للحياة من جديد بعد أن كانت تلوح غريقة في “بحر قزوين”!
إن الحديث عن القضية المصرية حديث غير شائك أبداً لأنه واضح وضوح الشمس، وأصحاب المبادئ في هذا الوضوح يجب أن “يُفرّعوا عن ألسنتهم وأقلامهم” حتى يصل الحق لكل من يبحث عنه ولم يجده بعد.. سيقول البعض “كيف تتحدث بهذه الطريقة ومرسي جاء عن طريق الانتخاب الشعبي؟” وأقول: “الصناديق ليست هي الديمقراطية فحسب، فرأي الشارع أيضاً له اعتبار، وقد يسقط ما أتت به الصناديق” وأخص بهذا الحديث الوجوه المقنّعة لدينا في “الكويت” والتي خرجت معنا لإسقاط مجلس 2009 بعد فضيحة الإيداعات ورأت بأن ذلك رأياً للشارع وهو “لم يكمل مدته”، وترفض رأي ثوار 30 يونيو في مصر اليوم!
التناقض عندك عندما تتهم الليبراليين بخيانة المبادئ وأنت تخونها عندما لا توافق أهواءك فقط.. التناقض عندما خرج مرسي وشكك بثورة 30 يونيو وأتباعه “شاركوا” في ثورة 25 يناير وكأن أي ثورة ضدهم ليست مهمة وهي ثورة خائنة. قد يتساءل البعض عن الدماء وأقول: في كل ثورة سالت الدماء وأي ثورة لا تقطر بها الدماء لن ترتوي أرضها الخصبة نحو الديمقراطية، نعم ربما أخطأ الجيش المصري في التعامل مع المتظاهرين في بداية الأمر في رابعة العدوية والنهضة، ولكن الجماعات “الإخوانية المسلحة” أخطأت بخطأ أكبر عندما استباحت الأراضي المصرية كافة وحولتها ساحة لمعاركها الخاصة، فحتى مبارك والذي لا يتفق عليه ثوار الثورتين “25 يناير و30 يونيو” لم يُخرج أتباعه بعد “استقالته” لإثارة الفوضى والدمار؛ لأنه مؤمن باعتقادي بأنه فرد ومصر أمة، وأن انهيار مصر يساوي انهيار الأمة العربية بشكل كامل.
إن ثورة 30 يونيو جاءت بعد مرارة طويلة من الشعب المصري مع مرسي خصوصاً بعد انهيار الاقتصاد المصري والتحول المصري الخطير لموالاة السياسة “الروسية ـ الصينية ـ الإيرانية” ولم تراعي الرئاسة المصرية آنذاك دماء الشعب السوري الزكية عندما وقف مرسي في روسيا يقول: “إن موقف مصر تجاه القضية السورية يتفق جداً مع الموقف الروسي”! ضارباً كل تلك الأرواح التي سقطت بعرض حائط “الزيف”!
إن ما فعله عبد الفتاح السيسي بالاستجابة لثوار 30 يونيو وإزاحة هذا النظام الذي قصم ظهر مصر لهو الخير كله لمصر، فمصر إن استمرت أكثر من ذلك لرأيناها منهارة “تولول على عراقتها” عند “مقبرة الإخوان”! قد يقول البعض بأن ما حدث بمصر هو تدخلات خارجية، نعم ربما كان ذلك وهذا ليس بعيب، فشأن مصر لا يهم المصريين فقط بل يهم كل العرب ويهم العالم بأكمله؛ لأن استقرارها يساوي استقرار العالم الأوسط، والعالم الأوسط هو العالم الذي يربط الشرق بالغرب.. برأيي أن ما فعله عبد الفتاح السيسي ليس انقلاباً فهو تعديل للاعوجاج الذي حصل، فعندما جاءت الانتخابات وضعت الشعب المصري بين فريقين في التصفيات النهائية، وهما “فريق الفلول وفريق الإخوان” وكلاهما لا يحبهما الشعب المصري، فاختار نار الإخوان على نار الفلول حتى لا يُقال بأن الثورة المصرية أغبى ثورة مرت على التاريخ إذ جاءت بنفس الحزب الذي أسقطته!
إن مصر اليوم تبتدئ صفحة جديدة “مؤقتة” أقامها محبو مصر، وستنتقل بعد ذلك إلى مصر عريقة ذات ثقافة وديمقراطية وأصالة تبني من خلالها مصر مستقبلها بصنع أفراد شعبها؛ الانتخابات مقبلة على الأبواب بعد الاستقرار والحكم “المؤقت” لضبط سير العملية السياسية في مصر، ومن يقول غير ذلك له مصلحة يرجوها وقد انهارت، فـ “دعوه يولول واتركوا مصر تنتعش”.
**
نبرة:
ـ إلى الليبراليين الذين نزعوا المبادئ ووقفوا ضد ثورة 30 يونيو.. الليبرالية ليست موضة توجهها آراء “الدواوين”؛ الليبرالية أن تثبت على مبدأ الحرية وإن كنت لوحدك تسير في هذا الطريق، ولكن “لا ليبرالية لمن ننادي”!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah