إقليمي وعالمي

سكان الموصل: الجيش والحشد الشعبي يسرقان المناطق المحررة

انعكس تحرير الجانب الشرقي من مدينة الموصل (شمالي العراق)، سلباً على الأهالي، الذين يشتكي الكثير منهم تزايد حالات السطو والسرقة للممتلكات العامة والخاصة.

مواطنون أكدوا أن بعض عناصر القوات الأمنية تنفذ هذه الأعمال، كما تؤكد مصادر رسمية أن هناك عناصر “منفلتة”، تدير ذلك.

– اتهامات للجيش و”الحشد”

غسان أحمد، أحد سكان حي العربي شمالي الموصل، قال: إن “قوات الجيش العراقي حررت منطقتهم وأمرتهم بإخلاء منازلهم لحين إتمام تطهير المنطقة”.

وأضاف أحمد “بعد عودتنا إلى المنزل، وجدت طيور الزينة النادرة، بقيمة عشرة آلاف دولار التي أمتلكها، قد اختفت، ولا يوجد أي شخص في المنطقة سوى قوات الجيش، وعندما راجعت عدداً من قوات الجيش المتمركزة في المنطقة نفوا علمهم بالأمر”.

وتابع: “العديد من الأهالي يؤكدون أن قوات الجيش بعد اقتحام المنازل وتفتيشها أو اتخاذها مقرات لهم عدة أيام لحين تأمين المنطقة، تعمل على مصادرة ما يمكنها حمله من محتويات المنزل وتحميله بعربات الجيش”.

من جانبه، قال المواطن غيث طالب: “شاهدت عربات تابعة للجيش تحمل مواد وأثاثاً وأجهزة كهربائية من المستغرب أن تكون بصحبة الجيش، مثل مبردات هواء وسخانات ماء وفرش نوم ومضخات ماء، فضلاً عن أجهزة كهربائية منوعة”.

وتابع طالب: “العديد من المواطنين يمكن أن يخبروك بأن بعض عناصر الجيش يقتحمون المنازل الخالية من سكانها ويصادرون ما تحويه، وكذلك ورش ومعامل الأهالي أو الممتلكات الحكومية”.

في حين يؤكد أهالي الموصل، أن أبرز من ينفذ هذه الأعمال هم بعض القطعات من الجيش ومليشيا الحشد الشعبي المرافقة لها، إلا أن الأهالي لم يسجلوا على قوات مكافحة الإرهاب والرد السريع القيام بمثل هذه الأعمال.

دورية تحمل شعار “الحشد الشعبي”، أوقفت مجموعة من السيارات المدينة ثم أجبروهم على إنزال الركاب والسائقين، ومن ثم توجيه عبارات غير لائقة، قبل أن يصادروا أجهزة الموبايل وما يحملونه من أموال تحت تهديد السلاح، في حين تُوجه للممتنع تهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة وأنه سوف يتم اعتقاله بهذه التهمة، بحسب الأهالي.

– عناصر مندسة

من جانبه، قال قائد شرطة نينوى العميد الركن واثق الحمداني، في تصريح صحفي: “نسمع أخباراً عن تنفيذ بعض العناصر المندسة عمليات الاستيلاء على ممتلكات عامة وخاصة، لكن لحد الآن لم نتلقَّ شكوى رسمية بخصوص الموضوع”.

وأضاف الحمداني: “هواتف قيادة شرطة نينوى تم الإعلان عنها في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم افتتاح عدد من مراكز الشرطة ومديرية لمكافحة الإجرام، وعلى المواطنين التقدم بشكوى لأي أعمال سرقة تحصل سواء لممتلكاته الخاصة أو ممتلكات غيره أو الممتلكات العامة، وسيجد قوات الشرطة خلال خمس دقائق تستجيب لطلبه وتنفذ الواجب؛ لمنع أي جهة من القيام بأي أعمال تخريبية أو سرقة”.

من جانبه، قال مصدر في قوات الجيش إنه “تم إقامة مفارز للتدقيق في الشاحنات التي تحمل بضائع مستعملة أو جديدة ومعرفة مصدرها وخصوصاً في المناطق التي تضم دوائر حكومية أو منطقة صناعية، وقبل أيام تم حجز عدة شاحنات تحمل معدات ومكائن ثقيلة وكذلك سكراب حديد؛ لأنهم لا يحلمون أي وثيقة رسمية تؤكد عائدية هذه الحمولة”.

– استغلال للفراغ الأمني

أما أصحاب “السوابق” من سكان المدينة، فيعمل بعضهم على استغلال الفراغ الأمني في بعض المناطق، بالسطو على المنازل التي تركها سكانها نتيجة العمليات العسكرية أو الدوائر الحكومية التي لم يتم توفير حماية لها وسرقتها وتحمليها على عربات تُدفع باليد أو تُحمل على الأكتاف، خصوصاً أن الغالبية العظمى من الدوائر في الساحل الأيسر المستعاد في الموصل قد تم تدميرها بغارات للتحالف إثر العمليات العسكرية، وبات الدخول والخروج من مباني هذه الدوائر أمراً ليس بالصعب لمصادرة ما بقي من محتوياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى