غير مصنف
منتدى الطاقة العالمي: الطلب سيرتفع 25 % بحلول 2040

ناقش منتدى الطاقة العالمي الذي عقد اليوم الخميس تحديات الطلب المستقبلي المتزايد على الطاقة والذي من المنتظر ان يرتفع بنسبة 25 بالمئة بحلول عام 2040 بحسب خبراء مشاركين.
وتطرق المنتدى الذي افتتح اليوم بمشاركة متخصصين اقليميين وعالميين الى العوامل الرئيسية المؤثرة على امدادات الطاقة العالمية ومناقشة سبل تطبيق افضل الممارسات لاستدامة هذا القطاع مستقبلا.
وقال وزير الدولة الإماراتي ورئيس شركة بترول ابوظبي الوطنية (ادنوك) الدكتور سلطان الجابر في كلمته الافتتاحية للمنتدى ان قطاع الطاقة تأثر على مدى أكثر من قرن بالعوامل السياسية والاقتصادية “إلا أن العالم المعاصر الذي بات أكثر تعقيدا وترابطا يحتم علينا تطوير فهم أعمق لتوجهات القطاع على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية”.
وأضاف الوزير أنه باستشراف مستقبل الطاقة لعام 2040 يتضح ان هناك ثلاثة توجهات ستحدد معالم تلك الفترة اولها أن الطلب على الطاقة سيرتفع بنسبة 25 بالمائة وثانيها ان معظم هذا الطلب سيكون من قبل الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “وهو ما سيشكل بحلول تلك السنة ثلثي إجمالي الاستهلاك العالمي”.
واوضح ان التوجه الثالث الذي سيشكل معالم تلك الفترة هو الانخفاض الحاد في تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية ما سيعيد صياغة العوامل الاقتصادية للقطاع بأكمله.
وبين الوزير الجابر ان “ما نشهده اليوم هو ظهور نموذج اقتصادي جديد يقوم على مبدأ التكامل بين مختلف مصادر الطاقة الجديدة منها والتقليدية بحيث تتضافر معا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة بشكل فعال ومستدام”.
ولفت في نفس السياق الى ان صناعة السيارات الكهربائية تشهد بعض الانتشار ضمن قطاع المواصلات “الا ان النفط سيبقى المصدر الرئيسي لإمداد هذا القطاع بالطاقة لعشرات السنين المقبلة” فضلا عن استمرار دوره بصفته المكون الرئيسي للمنتجات المكررة والبتروكيماويات.
واكد الوزير ان الغاز الطبيعي سيقوم بدور حيوي في توليد كهرباء بانبعاثات كربونية قليلة جنبا إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة والنووية.
واشار الى انه في المستقبل لن يكون هناك خيار وحيد يلبي كل احتياجات الطلب العالمي المتنامي على الطاقة وسيكون لكل من مصادر الطاقة دوره المهم “حيث ستتكامل ضمن إطار عام يتخطى الحدود والمناطق الجغرافية وينسجم مع مختلف الأطر التنظيمية”.
من جانبه قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي في كلمته ان المنتدى يأتي بعد ثلاثة ايام من اعتماد استراتيجية الطاقة في دولة الامارات لعام 2050 حيث سيكون اعتمادها على الطاقة الخضراء بنسبة 50 بالمائة بحلول ذلك العام.
واوضح ان الامارات ستعتمد على الطاقة النووية بنسبة 6 بالمئة في حين ستستعين بمصادر الغاز الطبيعي بنسبة 38 بالمئة ثم مصادر الفحم النظيف وبنسبة 12 بالمئة.
وأكد ان استراتيجية دولة الإمارات مبنية على تطوير التقنيات والتكنولوجيا في مجال انتاج الطاقة باستخدام الفحم النظيف في المباني كلها حيث سيوفر فاتورة الاستهلاك بواقع 40 بالمائة “كما ان تطبيق الكود الموحد للبناء وتعزيز ثقافة الاستهلاك ستساهم في توفير 40 بالمائة في الكلفة الإجمالية وستساهم في ترشيد الاستهلاك”.
من ناحيته ثمن مدير عام المنظمة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) جهود دولة الامارات العربية المتحدة في استشراف مستقبل هذا القطاع وخططها الرامية في تطوير مشاريع الطاقة المستدامة.
واشار الى ان السنوات الأخيرة شهدت انخفاض كلفة انتاج الطاقة المتجددة بنسبة 45 بالمئة لتصل الى 60 مليار دولار أمريكي بقيمة 60 منوها بإمارة ابوظبي التي تضم اكبر مدينة موفرة للطاقة في العالم تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية وهي مدينة (مصدر).
واكد امين على اهمية عقد هذا المنتدى لاسيما وأنه يجمع خبراء الطاقة تحت سقف واحد ما يمكنهم من مناقشة كافة الحلول المقترحة لاستدامة الطاقة في المستقبل.
من جانبه أشاد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي للبحوث الأمريكي فريدريك كيمب بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص في مجال تطوير موارد الطاقة التقليدية والمتجددة “مما جعلها أفضل مكان لعقد فعاليات المنتدى”.
وأكد ان دولة الإمارات تعد من “اللاعبين الكبار” في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة مشيدا بالجهود التي تبذلها لإيجاد حلول عالمية للتحديات التي تواجه هذا القطاع في المستقبل المنظور.
وقال كيمب ان المجلس الاطلسي ومنذ تأسيسه قبل 15 عاما يعمل على تعزيز علاقات التعاون وإيجاد شركاء استراتيجيين لمواجهة تحديات الطاقة المستقبلية موضحا ان “دولة الإمارات دولة ديناميكية لها دور كبير في قطاع الطاقة في العالم ومواجهة التحديات في المنطقة والعالم”.
وشدد على ضرورة دراسة التأثيرات الناتجة عن ما يشهده العالم من اضطرابات سياسية واجتماعية وتقدم تكنولوجي وما يصاحب ذلك من تداعيات على قطاع الطاقة.
واكد اهمية تضافر الجهود الدولية لاستدامة إمداد العالم بالطاقة مبينا اهمية دىو البحوث العلمية الحديثة في تحديد الأولويات التي يجب اتخاذها من قبل الدول كافة لاسيما تلك الغنية بمصادر الطاقة المختلفة.
يذكر ان المنتدى يقام تحت رعاية ولي عهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتنظمه وزارة الطاقة الإماراتية المجلس الاطلسي الأمريكي للبحوث الدولية يستمر لمدة يومين ويشارك فيه عدة خبراء ومتخصصين في قطاع الطاقة على مستوى العالم.