مجلس الأمة
“الظواهر السلبية” تعمق الجرح الرياضي … لا طبنا ولا غدا الشر

ما شهده مجلس الأمة اليوم من سجالات وهوشات حول تشكيل لجنة الظواهر السلبية أمر غير مبشر لمجلس توقع له الكثيرون أن يسهم بتركيبته الحالية في انجاز العديد من التشريعات والقوانين التي تصب في صالح الوطن والمواطن ، وحل الكثير من القضايا العالقة منذ فترة طويلة، إلا أنه عند مناقشة القضية الأكثر جدلا على الساحة المحلية وهي ” الايقاف الرياضي” ، انبرى عدد من النواب لاثارة قضية ثانوية ما أدى إلى رفع الجلسة برمتها، وضاعت القضية الاساسية، التي يزداد عمق جرحها يوما بعد يوم.
حول ما حدث اليوم في المجلس قال النائب خليل الصالح : اليوم استغرقنا وقتا كبيرا في قضية الظواهر السلبية، وكان يفترض أن يتم إنهائها مثل أي قضية في أي لجنة من اللجان الأخرى في المجلس إلا أن الحوار أخذ حجما لم يكن أمام الرئيس إلا أن يرفع الجلسة.
وأضاف الصالح في تصريح لـ” سرمد نيوز” ما حدث اليوم يظهر حالة من التوتر، أخشى أن تستمر مستقبل، وتكون عائقا عن الإنجازات التي يطمح إليها الشعب الكويتي بالتعاون بين أعضاء المجلس، والتعاون بين المجلس والحكومة.
وأضاف: نريد أن نحقق إنجازا يقدم إلى المجتمع الكويتي، بعيدا عن تسجيل المواقف، متمنيا أن لا تستمر الرواسب الموجودة في الصدور، وتأتي في الأيام القادمة وتكون أكثر شراسة.
وتابع: ما يحدث الآن يتطلب حكمة من النواب الموجودين، وتقديم الوطن ومصالحه ومصالح أبناء الشعب الكويتي على أي شيء أخر، لافتا إلى أن تلك الرواسب الموجودة في الصدور إن لم تعالج بحكمة سوف تدفع إلى التأزيم.
وقال: إذا استمر الوضع على هذا الحال، والكل يريد أن يقدم رأي ويسجل موقفا، وتأخذه الحمية والفزعة للمناصرة النتيجة النهائية سوف تكون رفع الجلسات عند مناقشة العديد من القضايا، وتلك بحد ذاتها رسالة غير إيجابية بعدم تعاون المجلس مع المجلس.
وأضاف: توقعنا أن يكون هناك صراع نيابي نيابي، والآن ترجم هذا التوقع إلى واقع، وأصبحت الحكومة تتفرج على النواب كيف يتصارعون، وهذا الأمر لا يخدم الإنجاز التشريعي، ولا الرقابة الحقيقية لمجلس الأمة وبالتالي سوف ننتقل من أزمة إلى تأزيم.
وشدد الصالح على أن ما يحدث الآن من صراعات بين بعض نواب الأمة يتطلب أن نسموا بالأنفس بعيدا عن تلك الصراعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
وفيما يخص الأزمة الرياضية وتعليق الرياضة الكويتية أشار الصالح إلى أن ملف الرياضة شائك لن ينتهي، فهناك منظومة دولية هي التي سوف تمنح وتمنع، وإذا استمر العمل بنفس المنهجية السابقة سوف يستمر الإيقاف، لافتا إلى أن هناك نقاط في تلك القضية مشتركة لابد أن نتفق عليها، فإذا تم الإتفاق عليها بحيث لا يكون هناك غالبا أو مغلوب سوف تحل تلك القضية.
بدوره أوضح أمين سر جمعية المحامين مهند الساير لـ”سرمد نيوز” انه عندما تكون هناك مناقشة لاحدى القضايا الهامة داخل قاعة عبد الله السالم ، يقوم عدد من النواب بطرح ومناقشة قضية هامشية فقط لاستفزاز طرف ما وبالتالي تضيع مناقشة القضية الاساسية او الاهم .
وقال الساير ان ما حدث بالمجلس اليوم اصبح عادة لدى عدد من النواب ، حيث يطرحون موضوعات جانبية مثيرة للجدل ومستفزة لمشاعر الاخرين حتى يتم الهاء الشارع بها ، وتضييع القضية الاهم مما يجعلنا متوقفين في المربع الاول دون حركة وهو امر لم يعد مقبولا .
واضاف الساير لـ”سرمد نيوز”: من الواضح ان هذا المجلس سوف يقع في نفس السقطات السابقة بالانشغال في قضايا ثانوية وتعمد طرحها وبالتالي البعد عن مناقشة الاولويات ، مؤكدا ان ذلك في حد ذاته يعتبر ظاهرة من اهم الظواهر السلبية بين النواب ، وهو أمر بحاجة الى لجنة خاصة لمعالجته.
من جانبه قال السفير السابق جمال النصافي لـ”سرمد نيوز” إن ماحدث اليوم برفع جلسه مجلس الأمه بسبب مشادات جانبيه، لهو أمر محزن ومقلق في الوقت نفسه ، ليس بسبب هذه الخلافات وطبيعتها ، إنما بسبب إضاعه وقت هذه الأمه وضياع الاولويات التي على أثرها تم إختيار ممثلين هذه الأمه في المجلس.
واضاف النصافي : من المفروض أن يكون وقت المشرع الكويتي اليوم هو أثمن وقت لايمكننا التفريط بضياعه ، لما وصلنا له من أوضاع تتحتم علينا إصلاح الحال والبناء اليوم قبل غد وقبل فوات الأوان ، إلا أنه وبأسف شديد فان ماحدث اليوم مؤشر لا يبشر بالخير لمجلس أشد ما أخشاه أن يكون إستمرار لمسرحيات سابقه مع تغيير بعض الممثلين .
واوضح أن مجلس الأمه اليوم بامس الحاجه لوضع “خارطه طريق” يضع من خلالها الاولويات ويرسم لنفسه خارطه يشرع فيها مايخدم البلاد والعباد ، ويساهم في حل الملفات العالقه التي يئن منها الوطن والمواطن .
وقال النصافي لـ”سرمد نيوز” : أقترح على الأخ رئيس مجلس الأمه أن يتداعي وزملاؤه أعضاء المجلس لعقد جلسه خاصه خارج إطار الجلسات الرسميه لبحث هذه الاولويات والاتفاق عليها ، ووضع برنامج زمني لتنفيذها بما يخدم الوطن والمواطن .
كما تمنى أن لا تكون المسرحيات الهزليه للبعض بالصراخ والتهديد والوعيد والشتم ، على حساب مصالح المواطنين وإضاعه وقتهم ، فاليوم نحن بحاجه لنواب يحرصون على كسب أصوات المواطنين من خلال ماسيحصده المواطن من إنجازات وليس من خلال مسرحيات وبطولات هزليه .