إقليمي وعالمي

المعارضة تنسحب من ستة أحياء شرق حلب

انسحب مقاتلو المعارضة السورية بعد ظهر اليوم (الإثنين) من ستة أحياء جنوب شرقي حلب بعدما كثفت قوات النظام قصفها على المناطق المحاصرة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «مقاتلي الفصائل انسحبوا بعد الظهر في شكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج». ويأتي الانسحاب بعد ساعات على سيطرة قوات النظام على حيي الشيخ سعيد والصالحين، بعد ليلة تخللها قصف كثيف.

وتحدث عبد الرحمن عن «انهيار كامل» في صفوف المقاتلين مع وصول «معركة حلب إلى نهايتها»، معتبراً أن سيطرة قوات النظام على أحياء المعارضة باتت «مسألة وقت وليس أكثر». وتسيطر الفصائل المقاتلة عملياً على حيين رئيسين هما السكري والمشهد، عدا أحياء أخرى صغيرة. وقال المرصد إن هناك «جثثاً في الشوارع لا تعرف هوية أصحابها» في تلك الأحياء.

وقال شهود في المشهد إن الحي يشهد اكتظاظاً كبيراً بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش. ومن بين المدنيين الذين لا يعرفون وجهتهم عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين، وافترش بعضهم الأرض، بينما نام آخرون على الحقائب ودخلوا المحال التجارية للاحتماء والنوم داخلها.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن 728 شخصاً من المعارضة السورية سلموا أسلحتهم خلال الـ 24 ساعة الماضية وانتقلوا إلى غرب حلب، بينما غادر 13346 مدنياً مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة.

وكان ثلاثة مسؤولين ينتمون لجماعات معارضة في حلب قالوا أمس، إن الولايات المتحدة وروسيا طرحتا مقترحاً لمقاتلي المعارضة في حلب سيوافر لهم ولأسرهم ولمدنيين آخرين ممراً آمناً للخروج من المدينة. وأضافوا أن الجماعات المعارضة في المدينة لم ترد على المقترح بعد.

ووفقاً لنسخة من المقترح، سيلزم الاقتراح مقاتلي «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بالتوجه إلى محافظة إدلب الشمالية الغربية، لكنه سيسمح لمقاتلين من جماعات أخرى بالذهاب إلى أماكن أخرى، بما في ذلك مناطق قرب الحدود التركية شمال شرقي حلب. وذكر المقترح أن التطبيق سينفذ خلال فترة 48 ساعة وسيكون هناك سعي إلى الحصول على إشراف من الأمم المتحدة وسيسمح للمقاتلين بحمل أسلحتهم الخفيفة معهم لكن سيتعين عليهم أن يتركوا الأسلحة الثقيلة.

وأحرزت قوات النظام والمجموعات الموالية لها منذ بدئها هجوماً في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تقدماً سريعاً في شرق حلب. ودفعت المعارك المستمرة حوالى 130 ألف مدني إلى النزوح من الأحياء الشرقية، معظمهم إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام.

ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية للفصائل المقاتلة. وقال الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إن حسم المعركة لصالحه سيشكل «تحولاً في مجرى الحرب» و «محطة كبيرة» في اتجاه انهاء النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى