مجلس التعاون للايرانيين: اتفقوا مع مجموعة (5+1) بشأن برنامجها النووي

أكد المجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم الاربعاء ضرورة التزام إيران بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع مجموعة دول (5 + 1) في يوليو من العام الماضي بشأن برنامجها النووي.
وشدد المجلس الاعلى في بيانه الختامي للدورة 37 على أهمية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران لالتزاماتها طبقا للاتفاق.
واكد البيان ضرورة تنفيذ إيران لقرار مجلس الأمن رقم 2231 بشأن الاتفاق النووي بما في ذلك ما يتعلق بالصواريخ البالستية والأسلحة الأخرى معربا عن قلقه البالغ بشأن استمرار إطلاق إيران صواريخ بالستية قادرة على حمل سلاح نووي باعتباره انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929. كما اكد ضرورة جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية مع على حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وضرورة معالجة المشاغل البيئية لدول المنطقة وتوقيع إيران على جميع مواثيق السلامة النووية.
كما أعرب المجلس الأعلى من جانب اخر عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة مطالبا الالتزام التام بالأسس والمباديء والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.
كما اعرب في السياق ذاته عن رفضه لتصريحات بعض المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد دول المجلس والتدخل في شؤونها الداخلية وانتهاك سيادتها واستقلالها ومحاولة بث الفرقة واثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها.
وطالب المجلس إيران بالكف الفوري عن هذه الممارسات التي تمثل انتهاكا لسيادة واستقلال دول المجلس وبالالتزام بمباديء حسن الجوار والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.
وشدد على ضرورة أن تغير إيران من سياستها في المنطقة بعدم احتضان وإيواء الجماعات الإرهابية على أراضيها بما فيها مليشيات حزب الله ودعم المليشيات الإرهابية في المنطقة وعدم إشعال الفتن الطائفية فيها.
ودان المجلس الاعلى استمرار التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار.
واستنكر من جانب اخر محاولات ايران الهادفة إلى تسييس فريضة الحج والإتجار بها واستغلالها للإساءة للمملكة العربية السعودية مطالبا المسؤولين الإيرانيين بالكف عن مثل هذه الدعاوى والمواقف والتعاون مع الجهات الرسمية السعودية المسؤولة عن تنظيم موسم الحج.
وأعرب المجلس الأعلى بهذا الخصوص عن أسفه لعدم توقيع وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية على محضر ترتيبات شؤون الحجاج الإيرانيين مع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، محملا الحكومة الإيرانية مسؤولية حرمان مواطنيها من أداء فريضة الحج العام الماضي. واعرب المجلس عن تقديره للجهود والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشعب السعودي من أجل رعاية حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين للأماكن المقدسة في السعودية.
وحول الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث التابعة للامارات العربية المتحدة جدد المجلس الأعلى التأكيد على مواقفه الثابتة التي شددت عليها جميع البيانات السابقة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة.
و اكد دعم حق السيادة للامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر باعتبارها جزء لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة.
واضاف أن أية قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث.
ودعا المجلس الاعلى ايران الى الاستجابة للمساعي الإماراتية لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
كما اكد المجلس الأعلى على ما تضمنته الرسالة التي وجهتها الإمارات الى رئيس الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة الموقعة من عشر دول عربية ردا على الادعاءات الباطلة والافتراءات المزيفة التي تقدم بها مندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الأمم المتحدة.
واوضح أن الرسالة عبرت عن القلق ازاء استمرار ايران في اتباع سياسات توسعية ومواصلتها القيام بدور سلبي في المنطقة وتدخلها الدائم في الشؤون الداخلية للدول العربية.
من ناحية اخرى دان المجلس الأعلى الانتهاكات الممنهجة ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار واستمرار سياسة التمييز العنصري ضدهم وانتهاك حقوق الانسان مجددا دعوته الى المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى ايجاد حل سريع لهذه القضية في اطار قرارات منظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة. وفي ختام البيان رحب أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون بالدعوة الكريمة من سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لعقد الدورة ال38 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون في الكويت العام المقبل.