استمع لتقتنع

هل سبق وانهزمت في مناقشتك وشعرت ان الحق معك لكنك لا تعرف كيف توصل وجهة نـــظرك؟ هل سبق وتحولت مناقشتك الى معركة وجدانية حامية ربما تطورت الى معركة بالألفاظ؟ هل شعرت يوما أن الـطرف الأخر في النقاش معك خرج صامتا لأنه فقط يريدك ان تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك؟
حتى تقنع الطرف الآخر بوجهة نظرك ، لا تقاطع محدثك ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بــأنك لـم تفهمه لأنك اذا قاطعته اثناء كلامه فإنك تحفزه نفسيا على عدم الاستماع اليك ذلك لأن الشخص الذي يبقى لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحدث ولن يستطيع الانصات لك جيدا ولا فهم ماتقوله وانت تــريده ان يسمع ويفهم حتى يقتنع كما ان سؤاله عن اشياء ذكرها او طلبك منه اعادة بعض ماقاله له اهمية كبيرة لأنه يشعر الطرف الآخر بأنك تستمع اليه وتهتم بكلامه ووجهة نظره وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشـعر بأنك منصف وعادل .
لا تحاول ان تبرهن على صحة موقفك بالكــامل وان الطرف الآخر مخطئ تماما في كل ما يقول ، اذا اردت الاقناع فأقرّ ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة وبيّن له انك تتفق معه فيه لأنه سيصبح اكـــثر ميلا للإقرار بوجهة نظرك وحاول دائما ان تكرر هذه العبارة انا اتفهم وجهة نظرك، أو انا اقدر مــــا تقول واشاركك في شعورك ، هناك الكثير من الأمور التي يجب تعلمها عن مهارة التواصل، فالحوار البسيط الذي تجريه مع الآخرين إما أن يكون مجديا وتحققه به هدفك، أو تخرب كل شيء على نفسك وتندم في النهـــاية ليس الأمر متعلقا بالذكاء أو استخدام طريقة الإرشادات المحددة، بل الأمر متعلق بـفهم إمكانياتك وفهم عقلية من تتواصل معه لكي تبني عليها قواعد الحوار ، ولكن تبقى هناك أساسيات لابد من معرفتها، بعضها يحتاج تدريب وتنفيذ والآخر لا يحتاج سوى معرفته.
إضاءة : ” إذا أردت أن تكسب الحديث لابد أن تكون جزءا ممن تخاطب، إذا أردت أن تتواصل مع الاخرين فلا بد أن تعي تماما بأحوالهم، فعندما تفهم أفكارهم وتشعر بأحوالهم، وقتها ستستطيع التواصل معهم بالشكل الصحيح” .
مضاوي عبدالعزيز العثمان – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
@mudahwi