المقاطعة أو الإصلاح الكامل !
قد أكون من القلائل الذين يتمسكون بوجهات نظرهم رغم إختلاف الأوضاع
والوقائع والتي قد تكون في صالحي على عكس ما إعتدتُ عليه في السابقِ,
لم تمضِ أكثر من ثمانية وأربعين ساعة على تتويج الجناح البرتغالي
كريستيانو رونالدو والمعروف بصاروخ ماديرا بجائزة الكرة الذهبية الثانية
له في مسيرته على حساب كُلاً من ليونيل ميسي وبلال ريبري,
ولطبيعة التسريبات الإخبارية المختلفة فإن الجميع يؤمن بأن الكرة الذهبية
سوف تذهب لصاحب المردود الفنيّ الأفضل والإعلامي الأقوى وهذا مالم يكنْ
متوافراً لدى المذكور الأخير ريبري!
فرح من فرح وتعجب من تعجب وحزن من حزن والحزنُ هو نفسه الحزن الذي إجتاح الأصلعين الهولنديين ويسلي شنايدر وآرين روبين
وما حزنُ تشافي وأنيستا وبيرلو عنهما ببعيد…
قام الفيفا في هذا الحفل بإعادة نفس السيناريو الإعتيادي لكن مع فقرة جديدة وكنت أعتقد بأنها سوف تُبصِرُ النور يوماً ما,
الفيفا قام بإبتكار جائزة الكرة الذهبية الشرفية والتي بدورها تُمنح لمن كان محروماً من تحقيقها رغم أحقيته بها,
من الأمور البديهية أن يحصل عليها إسطورة لعبة كرة القدم وملكها الأوحد بيليه نظير ما قدمه من عطاءات إستثنائية لبلده البرازيل
أو لنادي سانتوس الذي لم تكنْ له قائمة قبل بيليه ولم يستطع أن يحقق الكثير ما بعد بيليه!
بإعتقادي بأن هذه الخطوة نستطيع أن نسميها “تصحيح” للمسار الأعوجّ القديم من مسارات الفيفا السابقة, فالمظاليم كثرٌ ولن أستغرب
تواجد إسطورة كرة القدم الأرجنتينية مارادونا أو إسطورة العرب رابح ماجر أو زيكو أو ريفلينيو أو ما سواهم من أبناء اللاتين ودون
ذلك للفوز بهذه الكرة الشرفية.
إذا أرادت الفيفا حقاً أن تقوم بإصلاح الماضي السيء مع جائزة الكرة الذهبية بل وكانت عاقدة العزم على هذا التصحيح ,
فلماذا لا يتحلى السيد جوزيف بلاتر بنفس الشجاعة بإقراره بوقوع المنظمة في أخطاء فادحة في جوائزها بين عامي 2010 و 2013 ؟
من السهل جداً أن يتحلى بلاتر بنفس الوضعيه التي ظهر بها في الكرة الشرفية ويقوم بتصحيح هفوات الماضي وإعادة الحقوق لأصحابها
فعلى سبيل المثال يجب أن تكون تقسيمة الكرات الذهبية على النحو الآتي:
2009 = ميسي
2010 = شنايدر
2011 = أنيستا أو تشافي
2012 = رونالدو
2013 = بلال ريبري
وبهذه الآلية تكون قد قضيت على الشكوك التي تساور عشاق اللعبه في جميع أنحاء العالم!
هذا ليس كُل شيء , بل يجبُ على الإتحاد الدولي للعبه فتح تحقيقات “حقيقية” حول بعض الأحداث الغريبة “المشبوهة” خاصةً تلك
التي حدثت في مونديال 1978 المفعم بجميع صور “الشبهات” وكذلك 1982 , بالإضافة إلى حادثة الظاهرة في 1998 وكذلك حالات
التحكيم “الجنونية” في مونديال كوريا واليابان 2002 وأخيراً وليس آخراً مونديال أفريقيا ذو الأخطاء “القاتلة” !
بإعتقادي إن قام الفيفا بذلك رغم إيماني “بإستحالته” فهذه يعني أن المنظمة بدأت بتطهير نفسها وتنظيفها من الشوائب التي لطالما
كانت لصيقةً بها.
فإن إستمر الفيفا على هذا الحال من التخبط والإزدواجية في المعايير وعدم الإنصاف فإن الأفضل لنجوم اللعبه إعلان
مقاطتعهم الرسمية لجوائز الفيفا التي باتت محفوظة عن ظهر قلب بمن فيها تشكيلتها السنوية “المتكررة”
والمرشحين لنيل الجوائز الفردية !
أظنُ بأنه كان على الجناح الفرنسي بلال ريبري أن يقوم ببعض حركات “الشو” كالإنسحاب من حفل الفيفا السنويّ لزيادة الضغوطات
الإعلامية على الفيفا والجهات التي كانت تقفُ بالمرصاد في طريق بلال ريبري للفوز بالكرة الذهبية بمن فيهم
الشعب الفرنسي وميشيل بلاتيني !
رُبما ريبري سارَ على نهج أساطير كرة القدم الذين أرادوا أن يكون أساطير دون هذا الوسامِ ,
فلن يكون هناك أدنى شك بإنضمام الجناح الفرنسي لقائمة أساطير اللعبه كمالديني , أليساندرو دل بيرو , راي , نيدفيد وآخرون …
كشخصية جديدة خسرته الكرة الذهبية وليس العكس.
فـهـد الـفـضـلـي – كـاتـب فـي صـحـيـفـة الإرادة الإلـكـتـرونـيـة
Twitter: Fahad_Fenomeno