محليات

المنظمات غير الحكومية المانحة تتعهد بتقديم نحو 407 ملايين دولار لسوريا

أعلنت المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري اليوم تعهدها بتقديم نحو 407 مليون دولار امريكي لدعم اللاجئين السوريين الذين يعانون اوضاعا انسانية مأساوية من جراء الازمة التي تمر بها بلادهم.

 

  وقال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق ان العالم ازاء كارثة انسانية يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج وبدات فصولها الدامية قبل ثلاث سنوات ومازالت اخذة في التفاقم. واوضح ان الشعب السوري اصبح مشردا في الداخل والخارج وتعرض لعملية ابادة حقيقية تجسدت في قتل الانفس وهدم البيوت واستخدام الاسلحة الكيميائية. وذكر ان تقديرات الامم المتحدة تشير الى وجود حوالي 3ر9 مليون سوري تضرروا من جراء الازمة نزح منهم داخليا نحو 5ر6 مليون شخص في حين سجل 2ر3 مليون شخص كلاجئين في الدول المجاورة لسوريا مضيفا ان العدد الحقيقي للاجئين يفوق ذلك بكثير.

 

وأضاف المعتوق في كلمته خلال مؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري اليوم ان العامل الانساني ليس حاسما وحده في مواجهة تداعيات هذه الجرائم الانسانية التي يتعرض لها الشعب السوري داعيا الى تدخل المجتمع الدولي للتصدي لهذا النزيف ووقف هذه الماساة. واضاف ان المبالغ التي تم انفاقها على برامج اغاثة الاشقاء السوريين منذ مؤتمر المنطمات غير الحكومية العام الماضي بلغ نحو 190 مليون دولار بزيادة بلغت اكثر من سبعة ملايين دولار على تعهدات الجمعيات الخيرية الخليجية والاسلامية خلال المؤتمر والبالغة 183 مليون دولار.

 

وذكر ان الهيئة الخيرية قدمت 37 مليون دولار مساعدات للاجئين السوريين في الاردن وتركيا ولبنان وارمينيا منذ اندلاع الازمة السورية من خلال برامج اغاثية تنوعت مابين اسكانية وصحية واجتماعية وتعليمية اضافة الى استمرار تسهيل سير القوافل الاغاثية اليهم.

 

وقال المعتوق بان الهيئة الخيرية تعتزم انشاء مدينة سكنية للاجئين السوريين تضم 2000 بيت مزودة بخدمات تعليمية وطبية وذلك بتوجيهات كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح . وأفاد بأن المدينة الجديدة تماثل (قرية الكويت النموذجية) التي أقامتها الهيئة الخيرية في منطقة كيليس التركية وضمت الف بيت وقرية مماثلة في مخيم الزعتري ضمت أيضا الف بيت مبينا انه مع كل قرية أنشأت الهيئة عددا من المدارس والمساجد والمراكز الطبية. واوضح ان الهيئة الخيرية تلقت كتابا من وزارة الخارجية في الكويت يفيد باعتمادها عضوا استشاريا في منظمة التعاون الاسلامي ضمن 12 منظمة وهيئة انسانية مضيفا ان هذه الثقة التي أولانا اياها مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي “تحملنا أعباء والتزامات جديدة نسأل الله أن نكون أهلا لها”. واعرب عن شكره للجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام الكويتية على اطلاق مشروع النداء الموحد تحت شعار (بيت من الكويت) للاسهام في بناء 10 مدن اسكانية للاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا بتكلفة قدرها 40 مليون دينار كويتي (ما يعادل 142مليون دولار).

 

وقال المعتوق ان الحديث عن الشراكة بات خيارا استراتيجيا وليس ترفا سواء على صعيد التنسيق بين المنظمات غير الحكومية العاملة في الحقل الإنساني او بين القطاعات الثلاثة الرئيسية في اي دولة (الحكومي الخاص والأهلي) باعتبار ان معالجة القضايا والمشكلات المجتمعية والكوارث الانسانية وتداعياتها لا تستطيع الجهود الانسانية والإمكانات الفردية وحدها ان تغطيها.

 

وافاد بان الواقع يظهر ان العالم يتجه الى التحالفات والشراكات الاستراتيجية من اجل إنجاز المشاريع الكبرى مبينا ان المنظمات الطوعية والمؤسسات الخيرية ليست بمنأى عن التطور في الفكر الإنساني والسعي من اجل الشراكات وتدشين المشاريع المشتركة.

 

واعرب عن خالص الشكر لسمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لإطلاقه امس نداء الاستغاثة لصالح الأشقاء السوريين والذي دعا فيه الجميع في الكويت الى المشاركة في الحملة الوطنية لاغاثة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سوريا وخارجها من اللاجئين والمشردين للتخفيف من معاناتهم المأساوية.

 

من جهته قال الأمين العام المساعد للشؤون الانسانية في منظمة التعاون الإسلامي عطا المنان البخيت في كلمته ان مؤتمر المانحين الثاني جاء في ظرف إنساني اكثر تعقيدا يحتاج الى حشد إنساني اكبر.

 

وتوقع البخيت ان يكون هناك نحو 16 مليون سوري داخل سوريا بحاجة للدعم الإنساني في نهاية العام الحالي مضيفا ان المؤتمر السابق كان ناجحا بكل المقاييس حيث قدمت المنظمات الانسانية اكبر قدر من المعونات للشعب السوري الذي يواجه اليوم تحديا اكبر.

 

وشدد على ضرورة تحلي المجتمع الدولي بالعزيمة والمسؤولية لتكون حافزا لهم لمساعدة الشعب السوري وتنسيق الجهود في ضوء غياب الحل السياسي معربا عن امله في ان تكون المساعدات في إطار عالمي.

 

من جانبه قال نائب رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة احمد الجاسر في كلمته نيابة عن الجمعيات الخيرية الكويتية انه استشعارا من تلك الجمعيات لعظم الماساة السورية فقد اطلقت مشروع النداء الموحد من اجل سوريا “الذي نشترك فيه لاول مرة كجمعيات حكومية وغير حكومية في نداء اغاثي موحد”.

 

وذكر ان المشروع يستهدف انشاء عشر مدن اسكانية للاجئين السوريين بواقع 1000 بيت لكل مدينة بتكلفة تقدر بنحو اربعة ملايين دينار.

 

واضاف ان الجمعيات الخيرية الكويتية ستواصل جهودها الحثيثة في العمل لاطلاق الحملات الاعلامية وجمع التبرعات من المحسنين الكرام افرادا وهيئات على ان تكون لهذه القضية الاولوية في برامجها ومشاريعها الاغاثية.

 

اوضح ان الجمعيات الخيرية الكويتية ستقوم بايصال المساعدات الى مستحقيها اللاجئين السوريين بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية الهلال الاحمر والمنظمات الانسانية غير الحكومية والاقليمية والدولية. 

وقال الجاسر ان الجمعيات الخيرية الكويتية تعهدت خلال المؤتمر الاول للمنظمات غير الحكومية العام الماضي بجمع 183 مليون دولار لاغاثة السوريين مضيفا انه كان للمشاريع الاغاثية التي نفذتها في مناطق اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري اثر ملموس في استكمال الجهود الانسانية الاخرى لتخفيف المأساة التي تفوق قدرات المنظمات غير الحكومية وتتطلب اسهامات الدول لاحتواء مضاعفاتها الانسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى