الضفادع تتعرض لمصير الديناصورات

سافر باحثون أميركيون عام 2005 إلى بنما وتحديداً “جزر ريو فارالون” في مهمة للبحث عن ضفادع نادرة، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، وبالفعل عثروا على العديد منها، وشحنوها إلى مختبرات بالولايات المتحدة.
ومع توفير الرعاية لهذه الضفادع، ماتت جميعها بما فيها الأنثى الوحيدة، ولم يتبق منها سوى ضفدع من نوعية “رابس” أو متسلق الأشجار، أطلقوا عليه اسم “تافي” أو “المناضل”. ماتت منذ شهر واحد، ولم يتبقّ أي نوع من هذه السلالة النادرة.
ضفدع رابس المنقرض
وأفادت تقارير لعلماء بريطانيين بأن الضفادع في العالم تعاني من مرض خطير ومعدٍ.
وأشارت التقارير أيضاً إلى أن كوكب الأرض يشهد ما يسمى سادس “انقراض جماعي”، وأن الانقراض يحدث بوتيرة سريعة تضاهي انقراض الديناصورات في 250 عاماً فقط.
والبرمائيات بشكل عام من أكثر الحيوانات المهددة، وتشير التقديرات إلى أن 200 نوع من الضفادع انقرضت منذ 1970، وفي عام 2008 اعتبر 32% من أنواع الضفادع مهددة بالانقراض.
ويخشى كثيرون من أنها نذير أكبر على خسارة التنوع البيولوجي الذي سيضر بالطيور والأسماك والثدييات أيضاً.
يقول رولاند كناب، الباحث في علم الأحياء بمعهد علوم البحار جامعة كاليفورنيا إن ضفدع “سييرا نيفادا أصفر الأقدام” كان متواجداً بوفرة في جبال منتزه يوسيميتي الوطني بولاية كاليفورنيا، أما الآن فلن يرّ الزوار أي واحد منها.
ما الذي يقتل الضفادع؟
ترجع الخسائر الفادحة في أعداد البرمائيات إلى مرض dendrobatidis Batrachochytrium وهي فطريات خبيثة وحيدة الخلية، تعمل على سد مسام الكائن البرمائي ما يتسبب في إصابته بنوبة قلبية قاتلة.
كذلك تتراجع نسب أعداد الضفادع نظراً لأن حمايتها لصغارها قليل للغاية، فقد تأكل بعض الأنواع صغارها، ويقدر بأن 20% فقط من البرمائيات تعتني بصغارها.
dendrobatidis Batrachochytriumالفطريات القاتلة
ليست الفطريات الخبيثة وحدها تقتل الضفادع
خلصت دراسة في عام 2015 إلى أنه لا يمكن لهذه العدوى وحدها قتل الضفادع، وقال العلماء إنه لم يكن هناك دليل دامغ على أن الفطريات قتلت وحدها كل هذه الأعداد الضخمة.
5 عوامل يوضحها لنا انقراض الضفادع
العالم مطالب إذاً بحل تلك المعضلة ووقف الانقراض الحالي. وتشرح بريا نجيبا، رئيسة وكالة حفظ البرمائيات والزواحف في رابطة الأسماك والحياة البرية، 6 عوامل يمكن أن تهدد البرمائيات.
1- فقدان الموطن
إزالة الغابات والتحضر أحد الأسباب الأساسية وراء انقراض الحيوانات والنباتات، وإزالة الغابات إما لاستخدام خشب الأشجار أو استخدام الأراضي للبناء.
2 – الأمراض القاتلة
مثل مرض الفطريات القاتلة.
3- الاحتباس الحراري
طبقاً لتقارير العلماء يمكن أن تؤثر زيادة درجة الحرارة درجة واحدة على الحياة النباتية والحيوانية على سطح الأرض.
4- الأعداء
مثل الأسماك التي تلتهم صغار الضفادع.
5- الاستخدام التجاري
الصيد الجائر للأنواع النادرة ومن ثم تغيير موطنها، وتعرضها لبيئة أخرى من تجارة الحيوانات الأليفة.
6- تلوث الهواء
تتأثر البرمائيات إما بشكل مباشر أو بتناول نباتات ترسبت عليها ملوثات الجو.