قانون جاستا .. وخطاب سمو الأمير

مصادقة مجلس الشيوخ والكونغرس على قانون جيستا بعد استخدام الرئيس باراك أوباما لحق الفيتو ضده .
يؤشر بأن الموضوع يتخطى عملية إجرائية ليرقى إلى تنفيذ إستراتيجية مقبلة على المنطقة .
والسؤال لماذا الإصرار والاندفاع من مجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكي الآن بعد مرور اكثر ١٥ عام على أحداث ١١ سبتمبر !
الجواب على هذا السؤال يضع الأرضية الحقيقه لأهداف هذا القانون ، ولا شك أن العلاقه بين أمريكا ودول الخليج ليست بأفضل حالتها .
وأسباب الخلاف الأمريكي الخليجي تتركز في اكثر من نقطة
١- النظرة إلى الربيع العربي والتصادم بين الداعم والرافض له
٢- الاتفاق النووي مع إيران والتسليم بالدور الإيراني بالمنطقة
٣- الصراع النفطي ومحاربة النفط الصخري الامريكي .
النقاط السابقة جعلت أمريكا تغير الاستراتيجية والنظرة اتجاه دول الخليج .
لذلك قانون معاقبة الدول الراعية للإرهاب هي ( العصا ) التي تُرفع بوجه الدول التي تحاول الاعتراض ومقاومة الاستراتيجية التي بدأتها الولايات المتحدة منذ الربيع العربي .
والحل مع السياسة الأمريكية الجديدة هو الرجوع إلى خطاب الذي ألقاه سمو أمير البلاد بالأمم المتحدة بعد ١١ سبتمبر عندما كان رئيساً لمجلس الوزراء ، في ذلك الوقت وكانت الهجمة على المملكة العربية السعودية أكبر و أشد مما تتعرض له الآن !
ولازلت اذكر مضمون الخطاب جيداً .. فعندما بدأ خطابه بالإشادة والتذكير بالعلاقه المميزة التي تجمع امريكا والكويت وراح يشكر الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ الغزو العراقي ! وكيف تطورت العلاقه معهم حتى وصلت لمرحلة الحلف ! عندها توقف عند كلمة ” ولكن ” في خطابه ! وبدأ يدافع عن المملكة العربية السعودية بوجه الهجمات التي تساق ضدها ، والتهم الموجة الي المملكة ! وهي بريئة بالتأكيد منها !
وأيضاً أعاد صاحب السمو مواقفه وتحذيرة من هذة الإتهامات في مؤتمر القمة الثاني لحوار التعاون الآسيوي، في بانكوك ! والتي أضهرت جلياً رسالة الأمير وهي برأة مواقف المملكة وكانت رسالةً واضحه المعالم بالتوقيت والمضمون .
لذلك المطلوب من دول الخليج جميعاً أن ينطلقوا من هذا الخطاب ! وجعله عنوان للتعاطي ، وفهم لأسباب التحرك الأمريكي وسبل مواجهته !!!
**
نسأل الله ان يحفظ أمير الدبلوماسية ويمده بالصحة والعافية ويجعله ذخر لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي.
سالم الحربي – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية