موسكو تعلن هدنة الخميس ٨ ساعات لخروج «فتح الشام»

بعد فشل اجتماعي لوزان ولندن في إعادة العمل بالهدنة في سورية خصوصاً في مدينة حلب شمال البلاد، قتل عشرات المدنيين السوريين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء غارات كثيفة استهدفت حلب الشرقية، بينما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المملكة “تعمل على تعزيز تزويد المعارضة المعتدلة السورية بالسلاح” في حلب.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن “13 مدنياً على الأقل بينهم تسعة أطفال قتلوا في غارات لم تعرف اذا كانت سورية ام روسية على حي المرجة، بينهم أم تبلغ من العمر 17 عاماً ورضيعها”، لافتاً الى وجود عشرات الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.
وغداة مقتل 34 شخصاً نصفهم قضى في غارات روسية استهدفت مبنيين سكنيين في حي القاطرجي، أكد الدفاع المدني أمس ارتفاع عدد قتلى القصف الجوي والمدفعي الروسي على المنطقة المحاصرة إلى 45 مدنياً، منهم 14 فرداً من عائلة واحدة نشرت أمس قائمة بأسمائهم شملت رضعاً، اثنان منهم يبلغان من العمر ستة أسابيع وستة أطفال تقل أعمارهم عن ثماني سنوات.
هدنة للخروج
وبينما توقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تستكمل عملية السلام السورية على الشكل الذي جرى في لوزان، أعلنت وزارة الدفاع الروسية هدنة إنسانية في حلب بدءاً من صباح الخميس 20 أكتوبر لمدة ٨ ساعات، تشمل فتح ممرين لخروج مسلحي جبهة “فتح الشام” إذا أرادوا.
وأكدت وزارة الدفاع أن فصائل المعارضة، التي دعتها لإزالة الألغام من طريق المساعدات الإنسانية إلى حلب الشرقية، تتلقى صواريخ “تاو” الأميركية الصنع المضادة للدبابات، معتبرة أن وقف إطلاق النار من جانب واحد في حلب ليس له معنى.
جهود دبلوماسية
وفي ظل نفاد الوقت بالنسبة لسكان حلب المحاصرين والإدارة الأميركية قبل وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض، انهمك وزير الخارجية جون كيري في بحث أفكار جديدة خلال مباحثات دولية دامت يومين استمر فيها بالمطالبة بوقف جديد لإطلاق النار.
وبعد اجتماع شمل الدول المجاورة لسورية في لوزان وبعده لأصدقائها بلندن، طلب كيري من حلفاء واشنطن في أوروبا والخليج تقديم مقترحات جديدة، معلناً بوضوح أنه يتوقع أن تضطلع دول أخرى بدور أكبر في هذا الملف.
إحباط وتسليح
وإذ لم يخف كيري إحباطه من عجز التوصل الى خطة لوقف إطلاق النار تقبل بها روسيا وسورية ويبدأ تطبيقها على الأرض، أكد وزير الخارجية السعودي أن الرياض تعمل على زيادة دعم تسليح المعارضة المعتدلة، قائلاً، عقب جلسة لمجلس الوزراء: “نعمل على مسألة تعزيز نقل السلاح للمعارضة المعتدلة في حلب”.
تردّد وتعنّت
في غضون ذلك، أكّد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا أنه “لا أفق لحل في سورية في ظل التردّد الأميركي والتعنّت الروسي، وتفضيل مستقبل الأسد على المنطقة برمتها”، متهماً إدارة أوباما بـ”العجز عن اتخاذ قرارات مصيرية”.
ولفت آغا إلى أنّ “اجتماع لوزان، الذي لم يتمخّض عن جديد، محاولة من القطبين الدولييْن لعدم الوصول إلى مرحلة الصدام، وأنّه يعكس عمق الانقسام الأميركي الروسي”، مشيراً إلى أنّ “الأوضاع تسير إلى حمام دم يمكّن المشروع الإيراني من التهام المنطقة وتفكيكها”.