محليات
الشيباني: التعليم يعاني أزمة حقيقية ونصف الطلبة يعتمدون على الدروس الخصوصية

أكد المهندس فواز الشيباني أن التعليم في الكويت يعاني أزمة حقيقية على الرغم من الحديث ليل نهار عن محاولات الاصلاح التي حاولت الكويت تطبيقها وفشلت فيها حتى الآن.
ولفت الشيباني ، في بيان صحافي، أن الدراسات المتخصصة تشير إلى أن معاناة التعليم سببه أن رؤية الاصلاح غائبة ولا تعبر بشكل حقيقي عن احتياجات الدولة وسوق العمل بقدر ما تعبر عن رؤية أشخاص. واستدرك أن تاريخ التعليم شهد أمثلة عدة على وزير للتربية يأتي الى وزارته مفعماً بالآمال والطموحات ليخرج منها بعد حين من الزمن “خاوي الوفاض” ودون نتائج ملموسة.
واشار إلى أنه وعلى الرغم من وجود شراكة استراتيجية بينها وبين البنك الدولي لأكثر من 10 سنوات حتى الآن منذ عام 2004 ، إلا أن القدرة على تغيير الواقع الحالي للتعليم ضعيفة للغاية ولا تعبر عن الكلفة الباهظة التي دفعتها الكويت لاصلاح منظومة التعليم خلال السنوات العشر الماضية وقال إن الكويت ورغم أنها تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي في الانفاق على التعليم حيث يبلغ إجمالي الانفاق 4.5 بالمئة من ناتجها المحلي على التعليم.
وقال الشيباني إن خبراء البنك الدولي أكدوا أن كفاءة التعليم لا تزال متدنية وتحتاج إلى منهجية شاملة للتحسين والتطوير.
وتعجب الشيباني من تصريحات وزير التعليم د.بدر العيسى من أن التعليم العام في الكويت يعاني الشيخوخة الوظيفية ، موضحاً أنه بعد كل الاستراتيجيات التي يتم تنفيذها مع البنك الدولي والمؤسسات العالمية المتخصصة يأتي الوزير العيسى ليقول نعاني شيخوخة وظيفية ، حيث لا يزال نصف التلاميذ في التعليم يعتمدون على الدروس الخصوصية ويشترون الأبحاث الدراسية الجاهزة دون بذل أي جهد عقلي ، كما أن دور الأسرة التربوي سلبي لأنها منغمسة في الحياة الاستهلاكية السهلة ولا تغرس القيم الإيجابية في حياة الطلبة.
وبين أن من مظاهر أزمة التعليم في الكويت تنامى دور العاملات الأجنبيات في تربية الصغار ورعايتهم ، أما المدارس فتخصص وقتاً أطول لدراسة المواد غير العلمية على حساب المواد العلمية يصاحبه تلقين لغوي تراثي منتمي الى عالم الماضي على حساب التكوين العلمي والتكنولوجي المنتمي الى عالم الحاضر والمستقبل مما يهدر الجهد والمال والوقت وهو ما يؤدي الى التخلف عن ركب التقدم العلمي والحضارة العالمية.
وأشار إلى أن هذا الواقع يفسر النتائج المتواضعة للطلبة الكويتيين في المسابقات العالمية للتحصيل الدراسي في العلوم والرياضيات واللغة الانجليزية بالإضافة إلى أن بعض المعلمين العاملين في مهنة التدريس كوظيفة لا أكثر وليس كعمل فني محترف.
كما أن المعلم لم يتم تفريغه للعمليه التعليميه فقط بل تم تشتيته و ارهاقه بأعمال أداريه و مظهريه لا تم للتعليم بصله.
وتطرق إلى أن أزمة التعليم العالي هي الأخرى أزمة حقيقية وأصبحت الشهادات العليا مجرد برستيج ويحصل الموظف على اجازة خاصة مدفوعة الأجر من الدولة للحصول على شهادات عليا للترقية والبرستيج فقط لا غير ، لافتاً أن آلاف الدنانير تنفق دون مردود حقيقي على الأبحاث العلمية التي من شأنها تحقيق تنمية مستدامة.
وقال إن أرقام الانفاق على جودة التعليم مفزعة حيث رصدت أمانة التخطيط 186 مليون دينار لرفع جودة التعليم في خطة التنمية 2015 /2020 وهو ما يعني أن التكلفة مضاعفة على مستوى التخطيط أو على مستوى البنك الدولي دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأوصى الشيباني بضرورة تأسيس هيئة لضمان جودة التعليم تتبع رئيس مجلس الوزراء ضمن خطة قومية لاصلاح التعليم ونشر ثقافة الجودة في المؤسسات التعليمية والمجتمع للوصول للمعايير الدولية ولكسب ثقة المجتمع في هذه المؤسسات وزيادة قدرتها محلياً ودولياً، وتحقيق التنمية المستدامة، لذلك أصبح من الأهمية اتخاذ اجراءات تنفيذية للنهوض بالمؤسسات التعليمية بأنواعها وتحقيق التنمية الشاملة.