موسكو ودمشق تعلنان وقف الغارات على حلب اليوم

بعد ساعات من إعلان روسيا هدنة إنسانية لساعات في حلب الخميس، كثّفت غاراتها على الاحياء الشرقية في المدينة فجر اليوم (الثلثاء)، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين، فيما أعلنت موسكو في وقت لاحق اليوم وقف الغارات الروسية والسورية على المدينة، ما اعتبره الكرملين «بادرة حسن نية» غير مرتبطة بالضغوط الفرنسية والألمانية.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيشين السوري والروسي أوقفا الغارات على حلب اعتبارا من الساعة العاشرة صباحاً، موضحاً أن هذا الإعلان المُبكر ضروري لتطبيق الهدنة الانسانية التي ستتيح للمدنيين مغادرة حلب بعد غد، وللسماح للمعارضة بالانسحاب من الأحياء الشرقية ، وخيّر السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين «جبهة فتح الشام» بين «الانسحاب أو الهزيمة».
لكن فصائل معارضة رفضت أي انسحاب من حلب، وقال المسؤول السياسي لجماعة «فاستقم» زكريا ملاحفجي «الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام»، وقال الفاروق أبو بكر القيادي في حرك«أحرار الشام» إن المقاتلين سيواصلون القتال، و«لا يوجد في حلب أي إرهابي».
ونفذت طائرات روسية بعد منتصف الليل غارات مكثفة استهدفت أحياء عدة شرق حلب بينها السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة، وسقطت قذائف على حي حلب الجديدة غرب المدينة، بحسب ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال.
وكانت موسكو أعلنت الهدنة مساء أمس بهدف «عدم إضاعة الوقت»، في خطوة رحبت بها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لكنهما اعتبرا انها غير كافية لادخال المساعدات.
وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الاركان العامة الروسية: «موسكو ودمشق اتخذتا القرار «في المقام الاول من اجل السماح للمدنيين بمغادرة المدينة بحرية تامة، ولاجلاء المرضى والجرحى، وانسحاب المسلحين»، مضيفاً أنه سيتم «فتح ممرين احدهما عبر طريق الكاستيلو لانسحاب المقاتلين وستة ممرات انسانية اخرى لاجلاء المدنيين».
وصرح الناطق باسم الأمم المتحدة «نحن مسرورون بالطبع لانخفاض حدة القتال (…) لأن ذلك يحمي المدنيين»، إلا أنه أكد ضرورة أن «تصمت المدافع قبل تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية الى المنطقة وقبل إجلاء المرضى والجرحى من المنطقة». وأضاف «يجب أن نحصل على تطمينات من جميع جهات النزاع، وليس فقط إعلان أُحادي بأن ذلك سيحدث»، من دون أن يكشف إن كانت الأمم المتحدة تلقت تطمينات أمنية من أي من اطراف النزاع.
وقال لاركه «نواصل الدعوة لهدنة مدتها 48 ساعة»، وأضاف أن «الأمم المتحدة لديها خطة لإخلاء المرضى والجرحى من شرق حلب، الا انها غير مشاركة في اية مفاوضات» حول الإعلان الروسي.
وتابع: «يجب ان تتم حركة المدنيين في شكل آمن وطوعي يحفظ كرامتهم، ويجب أن لا يتم الخلط بينها وبين خطة الامم المتحدة لاجلاء المرضى والجرحى».
وفي سياق متصل قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إنه سيتم إخراج «وحدات حماية الشعب الكردية» من بلدة منبج بعد طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من بلدة الباب القريبة.
وأضاف في كلمة من أنقرة أن مشاورات تجري مع الولايات المتحدة في شأن عملية مشتركة محتملة لإخراج «داعش»من الرقة معقله الرئيس، ومضى قائلا إن تركيا تسعى لإقامة «منطقة آمنة» تغطي خمسة آلاف كيلومتر مربع في شمال سورية.
من جانبه أعلن الجيش التركي اليوم إن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي قتلت 20 من متشددي التنظيم في سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بعد قرابة شهرين على بدء عملية «درع الفرات» لمقاتلي معارضة تدعمهم تركيا لطرد التنظيم المتشدد من منطقة الحدود.
وذكر بيان الجيش أن 11 ضربة جوية للتحالف استهدفت مناطق عدة ودمرت موقعين دفاعيين للتنظيم وثلاث مركبات. وأضاف أن طائرات حربية تركية شنت على نحو منفصل ضربات جوية ودمرت عدداً من الأهداف التابعة للتنظيم.