حوارالدوبامين
صرنا نحسد ضحايا ميدان رابعة العدوية رحمهم الله, كون أرواحهم “طلعت” مرة واحدة ..”طلقة ورد غطاها” !! أما نحن رحمنا الله أيضاً وتغمدنا برحمته فأرواحنا تطلع مليون مرة وبدون مصاريف الشحن الفئوي, أثناء محاولتنا إفهام المحاور العربي العنيد بأننا مع المبدأ بحد ذاته ولسنا “إمعات” تلعب معنا نسائم الآيدلوجيا على استاد الهوى مباراة من “سوط” واحد يلوح به حكم اللقاء “العناد” في يد ويحمل صافرة “الشماتة” في اليد الأخرى!
المبدأ هنا هو احترام شرعية صناديق الانتخاب وعدم احترام شرع الانقلابات العسكرية، فالجيوش كما هو تعريفها المنطقي هي “ذراع” الدول الحامي وليست بأي حال من الأحوال “الرأس المفكري” الذي يدير مستقبلها الديموقراطي ويخطط له.
العسكري يحمل البندقية ويعرف نوع ذخيرتها وأصل صناعتها وفصلها وتركيبها ولكنه لا يحمل “الديموقراطية” إلا على تابوت، والتجارب العربية السابقة دلت على أن حكم العسكر أوله “شرطة” وآخره “نار” وأوسطه حطب شعوب تحترق لتنير شموع ميلاد الديكتاتور المئة.
على العموم لا فائدة ترجى من وديعة النقاش العربي وربما يكون دواء “الجنون” العنادي العربي في “الجينات” هذه المرة، فقد اكتشف العلماء الألمان “الجين” المسؤول عن العناد وأنه طفرة جينية سموها “A1” وهي تؤدي إلى انخفاض مادة “الدوبامين” مما يؤدي تالياً إلى تكرار الشخص لنفس الخطأ مرة تلو الأخرى!!
وبما الألمان “يجيبون العلوم” الطبية فنصيحة أخيرة لمن أراد مناقشة أحد حول الحالة المصرية بأن يطلب منه تقرير مختبرياً يثبت أن صلاحية “الدوبامين” في مخه ما زالت صلاحيتها سارية المفعول وتصلح للاستخدام الآدمي!!
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_7egri