الأمير يأمر بتسمية أحد شوارع الكويت باسم د.عبدالرحمن السميط
فقدت الكويت أحد أعلام العمل الخيري وابنها البار د.عبدالرحمن السميط الذي وافاه الأجل بعد مسيرة عطاء طويلة تخطت حدود البلاد لتصل إلى آفاق أفريقيا، حيث زرع بصمة طيبة تحكي قصة كفاح هذا الرجل في زرع البسمة على وجوه الملايين من المحتاجين والفقراء هناك. وستودع الكويت الفقيد الراحل صباح اليوم الجمعة.
ويعد الفقيد د.السميط شخصية كويتية رائدة في مجال العمل الخيري والاغاثي، حيث أفنى عمره بهذا المجال في مختلف انحاء العالم، لاسيما في القارة الافريقية، واصبح احد اعلامه البارزين على مستوى العالمين العربي والاسلامي.
هذا وقد بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية لاسرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ د.عبدالرحمن السميط عبر فيها سموه رعاه الله عن خالص تعازيه وصادق مواساته لوفاة الفقيد سائلا سموه المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم الأسرة الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء.
إلى ذلك، قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة الشيخ محمد العبدالله ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمر باطلاق اسم المغفور له بإذن الله تعالى د.عبدالرحمن السميط على احد شوارع الكويت، وذلك تقديرا لاعماله الجليلة وخدماته المتميزة في العمل الخيري والانساني.
واضاف الشيخ محمد العبدالله ان أمر صاحب السمو يأتي ايضا تخليدا لاسم الفقيد السميط وتكريما له على كل ما قدمه من عطاءات متميزة وجهود كبيرة في مجال العمل الخيري والانساني، وذكر ان مجلس الوزراء كلف بلدية الكويت اتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الشأن.
ونعى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، رائد العمل الخيري وابن الكويت البار د.عبدالرحمن السميط، وقال الغانم: نعزي العالم الاسلامي اجمع بوفاة رجل الخير د.عبدالرحمن السميط الذي كرس حياته وأفنى عمره في مجال أعمال الخير، ومد يد العون للمحتاجين ومساعدة المنكوبين في مختلف بقاع العالم، خصوصا على مستوى العالمين العربي والاسلامي.
ونعى مجلس الوزراء الفقيد بقوله: لقد فقدت الكويت والأمة الاسلامية رمزا بارزا ونموذجا مشرفا للعمل الخيري الخالص لوجه الله تعالى، يجسد ما جبل عليه أهل الكويت جيلا بعد جيل من حب العطاء والبذل ومساعدة المحتاجين.
ويعتبر الفقيد د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، شخصية كويتية رائدة في مجال العمل الخيري والإغاثي، حيث أفنى عمره بهذا المجال في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في القارة الأفريقية وأصبح أحد أعلامه البارزين على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
ولد الفقيد في الكويت في 15 أكتوبر عام 1947 وهو خريج كلية الطب بجامعة بغداد عام 1972 وحاصل على دبلوم (أمراض مناطق حارة) من جامعة ليفربول عام 1974 ومن ثم تخصص من جامعة ماكجل الكندية بالأمراض الباطنية ثم تخصص في أمراض الجهاز الهضمي.
وللراحل العديد من الأبحاث في مجال سرطان الكبد في مستشفى كلية الملوك بجامعة (لندن) بين العامين 1979 و1980 وعمل طبيبا اخصائيا في مستشفى الصباح في الكويت بين العامين 1980 و1982.
ومن أبرز الأعمال الخيرية والإغاثية التي قام بها الفقيد طوال مسيرة عطائه توليه منصب أمين عام لجنة مسلمي أفريقيا ومقرها الكويت عام 1981 ورئاسة فرع جمعية الأطباء المسلمين في أميركا وكندا عام 1976 وتأسيس فروع لجمعية الطلبة المسلمين في مونتريال وشيربروك وكويبك في كندا بين العامين 1974 و1976.
كما قام الراحل بتأسيس لجنة مسلمي مالاوي في الكويت عام 1980 ولجنة مسلمي أفريقيا وهي أول مؤسسة إسلامية متخصصة عام 1981 ولجنة الإغاثة الكويتية التي ساهمت بإنقاذ أكثر من 320 ألف مسلم من الجوع والموت في السودان وموزمبيق وكينيا والصومال وجيبوتي خلال مجاعة عام 1984 وتولى الفقيد أيضا منصب أمين عام لجنة مسلمي أفريقيا منذ تأسيسها التي أصبحت أكبر منظمة عربية إسلامية عاملة في أفريقيا.
ومن أبرز إنجازات الفقيد السميط العلمية والطبية أبحاث حول (الفتحة بين البنكرياس والقولون) نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية عام 1978 و(سرطان بقايا المعدة بعد جراحة القرحة الحميدة) المقدم إلى مؤتمر الكلية الملكية للأطباء في كندا عام 1979 و(الفحص بالمنظار للورم الأميبي بالقولون) المنشور في مجلة منظار الجهاز الهضمي في الولايات المتحدة الأميركية عام 1985 وبحث (المنظار الطارئ في حالات نزيف الجهاز الهضمي).
ونال الفقيد السميط العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من أبرزها وسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في مسقط عن العمل الخيري عام 1986، كما كرمه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بوسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الأولى، وكرمته كذلك جمعية الإصلاح وجهات عدة داخل الكويت. كما نال الفقيد جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، لخدمة الإسلام والمسلمين عام 1996 ووسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية عام 1999.
وحصل الراحل على وسام النيلين من الدرجة الأولى من جمهورية السودان عام 1999 وعلى جائزة الشيخ راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان عام 2001 وعلى الدكتوراه الفخرية في مجال العمل الدعوي من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 2003 ووسام فارس من رئيس جمهورية بنين عام 2004.
كما نال الفقيد السميط جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والإنسانية في الإمارات عام 2006 ووسام فارس العمل الخيري من إمارة الشارقة عام 2010 وجائزة العمل الخيري من مؤسسة قطر ـ دار الإنماء عام 2010.
وحاز الفقيد السميط أيضا شهادة تقديرية من مجلس المنظمات التطوعية في جمهورية مصر العربية وجائزة العمل الخيري من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي للعمل الخيري والإنساني وعلى جائزة الشارقة للعمل التطوعي والإنساني عام 2009.
وشارك الراحل طيلة حياته الحافلة في كثير من الندوات واللقاءات والمؤتمرات الإسلامية وفي عشرات الندوات كمحاضر في الكويت والسعودية والإمارات وفرنسا وبريطانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأميركية وماليزيا والبرازيل ومصر وغيرها.
وعلى صعيد أعمال البر، قام د.السميط، رحمه الله، بالعديد من المشاريع الخيرية منها دفع رواتب شهرية لـ 3288 داعية ومعلما ورعاية 9500 يتيم وحفر 2750 بئرا ارتوازية ومئات الآبار السطحية في مناطق الجفاف التي يسكنها المسلمون حول العالم، وبناء 124 مستشفى ومستوصفا، وتوزيع 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس، وتوزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف الشريف وطبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات أفريقية مختلفة.
وقام الراحل السميط أيضا ببناء وتشغيل 102 مركز إسلامي متكامل وعقد 1450 دورة للمعلمين وأئمة المساجد ودفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب مسلم فقير وتنفيذ وتسيير عدة مشاريع زراعية على مساحة 10 ملايين متر مربع وبناء وتشغيل 200 مركز لتدريب النساء وتنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف.
وخلال محاضرة للفقيد عبدالرحمن السميط في يناير من العام 2010 ألقاها بمركز إعداد الدعاة التابع لإدارة الدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف، بشر الراحل الحضور بأنه بفضل الله تعالى ثم جهود الدعاة والداعيات دخل الإسلام ما يقارب 9.5 ملايين نسمة في افريقيا وأقيم أكثر من 5900 مسجد بالقارة الأفريقية، وأوضح د.السميط لدارسي مركز إعداد الدعاة كيفية التعامل مع المخالفين واتباع الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة والمعاملة الطيبة.
الأمير أبرق معزياً أسرة الفقيد: ضرب نموذجاً مشرفاً وحضارياً للعمل الإنساني والخيري لبلده وكرس حياته لمساعدة المنكوبين والمحتاجين
بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية لأسرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ د.عبدالرحمن السميط عبر فيها سموه رعاه الله عن خالص تعازيه وصادق مواساته لوفاة المغفور له الشيخ د.عبدالرحمن السميط سائلا سموه المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم الأسرة الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء.
مستذكرا سموه مناقب الفقيد والأعمال الجليلة التي قام بها في مجال الدعوة الى الله تعالى وتبني الأعمال الخيرية والاشراف عليها في القارة الأفريقية وغيرها من المناطق الأخرى ضاربا بذلك نموذجا مشرفا وحضاريا للعمل الإنساني والخيري لبلده ومكرسا حياته لمساعدة المنكوبين والمحتاجين، مبتهلا سموه الى المولى جل وعلا أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
كما بعث سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ د.عبدالرحمن السميط ضمنها خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له الشيخ د.عبدالرحمن السميط، مشيدا سموه بدوره المشهود في مجال الدعوة إلى الله تعالى وتفانيه في العمل الخيري ومساعدة وإغاثة المنكوبين والمحتاجين متضرعا سموه إلى المولى جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ببرقية تعزية مماثلة.
مجلس الوزراء أبّن الراحل: فقدنا رمزاً بارزاً ونموذجاً مشرفاً للعمل الخيري الخالص
وفي الوقت ذاته أبّن مجلس الوزراء فقيد الكويت في بيان أصدره وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة الشيخ محمد العبدالله فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا نضيع أجر المحسنين ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون)
صدق الله العظيم.
بقلوب ثابتة وإيمان صادق بقضاء الله وقدره تلقى مجلس الوزراء نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى د. عبدالرحمن حمود السميط.
وبوفاة فقيد الكويت والأمة الإسلامية الكبير فقدنا رمزا بارزا ونموذجا مشرفا للعمل الخيري الخالص لوجه الله تعالى يجسد ما جبل عليه أهل الكويت جيلا بعد جيل من حب العطاء والبذل ومساعدة المحتاجين وابتغاء مرضاة الله فقد سخر، رحمه الله، حياته كلها للعمل الخيري وطالت يداه الخيرة المحتاجين في كافة بقاع العالم من بناء للمستشفيات والمدارس والمعاهد والملاجئ وحفر للآبار وأعمال جليلة في الخير والبر كانت موضع تكريم العديد من الدول والمؤسسات الإسلامية.
وقد تكبد، رحمه الله، الكثير من المشقة والعناء والمرض في سبيل مساعدة المحتاجين وتخفيف معاناتهم في كل مكان. وكان رحمه الله طيب الخصال جم التواضع حسن المعشر والخلق كريما عطوفا يحظى بمحبة واحترام كل من تعامل معه وسيظل اسمه محفورا في سجل العمل الإنساني الخيري نموذجا رائعا للعطاء والخير وتجسيدا حيا لمبادئ وتعاليم إسلامنا الحنيف وقيمه السامية.
رحــم اللـه الفقــيد د.عبدالرحمن السميط ونسأله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة ورضوانه وأن يمتعه بعظيم الأجر وحسن الثواب وأن يسكنه أعلى جناته وأن يلهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان ويحسن عزاءنا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الدعيج يشيد بمناقب الفقيد: كان مثالاً للبذل والعطاء
أشاد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ «كونا» الشيخ مبارك الدعيج بالمناقب الكبيرة التي تحلى بها فقيد الكويت والأمتين العربية والإسلامية د.عبدالرحمن السميط الذي وافاه الأجل أمس بعد عطاء امتد عشرات السنين في العمل الخيري والإنساني.
وقال الدعيج إن الفقيد السميط كان منارة كويتية وضاءة من منارات العمل الإنساني التي أشاعت النور والضياء في أرجاء القارة الأفريقية وكرست حياتها وجهدها في سبيل خدمة البشرية وتخليص أبنائها ولاسيما في الدول الفقيرة من الفقر والمعاناة والجهل والأمراض.
وأضاف أن الفقيد السميط سطر اسمه بأحرف من نور في سجل العمل الإنساني العالمي الذي لا يعرف الحدود ولا القيود وقدم مساهمات بارزة في جميع نشاطات الخير والبر والدعوة حظي من خلالها بمكانة بارزة في قلوب أبناء القارة الأفريقية واستحق عليها أرقى الجوائز العالمية. وأوضح الدعيج أن الفقيد الكبير كان مثالا للبذل والعطاء وأسوة لمن بعده في بذل الوقت والجهد وإنفاق المال في سبيل تحقيق أهداف سامية ونبيلة كما كان نبراسا في العمل التطوعي الخيري الذي لطالما عرف به الكويتيون واشتهروا بإنجازاته في دول العالم المختلفة.
وأعرب عن خالص التعازي لعائلة الفقيد والأمتين العربية والإسلامية، داعيا المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
الحجي: وفاة السميط خسارة فادحة للعمل الخيري الإسلامي
اعتبر رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة يوسف الحجي وفاة د.عبدالرحمن السميط خسارة فادحة للعمل الخيري الإسلامي، بوصفه واحدا من أبرز رجالاته وأحد أعلامه الذين لهم اسهامات انسانية كبيرة من خلال جمعية العون المباشر «مسلمي افريقيا سابقا»، متقدما بوافر العزاء لأسرته وذويه ومحبيه وكل العاملين في العمل الخيري، وسائلا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم آله وتلامذته الصبر والسلوان. وقال الحجي في تصريح صحافي إن د.السميط ركز جل نشاطه الإنساني في افريقيا، ونجح في الوصول إلى ملايين المسلمين في القارة السوداء بمئات المشاريع الصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والتربوية والتنموية، وأسهم في تحسين حياة قطاعات كبيرة من الفقراء والمحتاجين. وأضاف ان الراحل صاحب بصمة واضحة في صرح العمل الخيري والإسلامي، فقد شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية وكندا 1976م. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980م، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987م «الجمعية الكويتية للإغاثة حاليا»، كما أسهم في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة: وجمعية النجاة الخيرية الكويتية، وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وترأس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وحظي بعضوية مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، ومجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ومجلس إدارة كلية التربية في زنجبار ورئاسة مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا، كما كان له دور كبير في فضاءات ومؤسسات خيرية عديدة. وأشار الحجي إلى ان مسيرة السميط حفلت بكل أوجه وألوان العطاء وأنه ترك تراثا خيريا سيظل نبراسا للأجيال المقبلة، وأنه رحمه الله جسد صفحة ناصعة في سجلات العمل الخيري بهمته العالية ودأبه وتفانيه في خدمة الفقراء والمساكين واليتامى وطلبة العلم وكافة الشرائح المستضعفة.
ودعا العاملين في العمل الخيري الى دراسة سيرة هذا الرجل والافادة من جهوده واسهاماته ومحطات حياته الحافلة بالعمل الميداني والانتاج ووضع الخطط والدراسات الإنسانية.
الحركة الدستورية تنعى السميط
بقلوب يملؤها الرضا بقضاء الله وقدره تشاطر الحركة الدستورية الإسلامية الأمتين العربية والإسلامية فقيد العمل الخيري والإنساني د.عبدالرحمن السميط الذي قضى نحبه بعد حياة حافلة بالعطاء خط فيها نهجا سار عليه الآلاف من بعده أفرادا ومؤسسات لخدمة الإنسانية وإغاثة الملهوفين. رحم الله د.السميط، فقد غادرنا وهو محل إجماع بين الناس لم تثنه عن مساره محاولات التضليل ودعايات التشويه، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
استذكروا أعماله وإنجازاته الدعوية في عدد من الدول
نواب أبَّنوا رجل العمل الخيري: أفنى حياته في مساعدة المحتاجين والمنكوبين
نعى عدد من النواب رائد العمل الخيري وابن الكويت البار د.عبدالرحمن السميط الذي وافاه الأجل صباح أمس بعد مسيرة طويلة في مجال العمل الانساني والانمائي في مختلف دول العالم وخاصة في القارة الأفريقية.
وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم «نعزي العالم الاسلامي اجمع بوفاة رجل الخير د.عبدالرحمن السميط الذي كرس حياته وأفنى عمره في مجال اعمال الخير ومد يد العون للمحتاجين ومساعدة المنكوبين في مختلف بقاع العالم خصوصا على مستوى العالمين العربي والاسلامي»، واشاد المرزوق بمناقب الفقيد وبما خلفه من ارث كبير في مجال العطاء والعمل الخيري والدعوة للدين الاسلامي السمح حيث سطر اسمه بأحرف من نور كأحد ابرز اعلام العمل الانساني والاغاثي، منوها بما قدمته اياديه البيضاء من عطاء كبير على مختلف المستويات العربية والاسلامية وفي العالم ككل، وذكر ان رحيل الفقيد السميط سيترك فراغا كبيرا وشاسعا لا يعوض في مجال الدعوة والعمل الخيري والانساني حيث كان النموذج والقدوة الحسنة للعمل الخيري نظرا لتضحيته بوقته وصحته وأمواله في سبيل الانسانية.
وبدوره قال نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى رحمه الله والذي رحل عنا وترك لنا سيرة عظيمة ونشاطا نادرا عز نظيره في الدعوة والخير وبفقدانه فقدت الكويت والأمة الاسلامية داعية بارزا في عالم الدعوة الاسلامية وهب حياته ومسيرته في العمل الخيري وإنني اذ أشارك الكويت خالص العزاء والمواساة لأتضرع الى المولى عز وجل ان يتقبل الفقيد في فيض رحمته ورضوانه ويلهم أهله ومحبيه وشعب الكويت الصبر والسلوان.
من ناحيته نعى امين سر مجلس الامة النائب يعقوب الصانع فقيد الكويت المرحوم باذن الله د.عبدالرحمن السميط.
وقال الصانع في تصريح صحافي ان السميط كان طيب الاخلاق كريم العطاء وكان خير سفير للاسلام وللعمل الخيري الكويتي في داخل الكويت والخارج بعد ان اخذ الفقيد على عاتقه البحث عن الفقراء والمساكين في العالم لاسيما دول افريقيا والذهاب اليهم لتقديم المعونة والمساعدة غير عابئ باخطار ما يمكن ان يتعرض له في رحلاته من مجاعات وجفاف واوبئة وحروب اهلية على مدار اكثر من 25 عاما مضت ابتغى فيها الرجل مرضاة ربه.
واضاف الصانع: ان القلب ليحزن والعين لتدمع لفراق السميط ولكن ما يمكن ان يخفف علينا المصاب ان بصماته ستظل شاهدة على ما قدمت يدا الرجل البيضاء تجاه شعوب العالم العربي والاسلامي بعد مسيرة عطاء حافلة بالانجازات في مجال العمل الخيري والانساني والاغاثي بدأت حتى من قبل تأسيسه جمعية العون المباشر التي كانت لها اعمال جليلة في اغاثة شعوب افريقيا عسى ان يجزيه عنها الله سبحانه وتعالى خير الجزاء وان يجعل منزلته الجنة باذن الله.
من جانبه، اعرب النائب سعود الحريجي عن حزنه لفقدان الكويت د.عبدالرحمن حمود السميط وقال مراقب المجلس عن الفقيد انه من ابرز المنظرين والمطبقين لفقه الدعوة في العصر الحديث، اسلم على يديه اكثر من 11 مليون شخص في افريقيا وبنى 5700 مسجد وحفر 9500 بئر وأنشأ 860 مدرسة و4 جامعات و204 مراكز اسلامية بعد ان قضى اكثر من 29 سنة في نشر الاسلام في القارة السمراء في معدل ما يقرب حوالي 972 مسلما يوميا.
واضاف مراقب المجلس ان د.السميط، رحمه الله، قبل ان يصبح ناشطا في العمل الخيري، كان طبيبا متخصصا في الامراض الباطنية والجهاز الهضمي، نال عددا من الاوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الاعمال الخيرية ومن ارفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام والتي تبرع بمكافأتها لتكون نواة للوقف التعليمي لابناء افريقيا ومن عائد هذا الوقف تلقت اعداد كبيرة من ابناء افريقيا تعليمها في الجامعات، تعرض في افريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في اوساط الفقراء والمحتاجين حيث قضى ربع قرن في افريقيا وكان يأتي لبلده الكويت فقط للزيارة او العلاج، وقال مراقب المجلس سعود الحريجي: هذا العالم الرباني جزاه الله خيرا على ما قدم للاسلام والمسلمين، قد رحل الى مولاه وافضى الى ما قدم نحتسبه عند الله ونعزي انفسنا واهل الكويت عامة واهله خاصة ونقول لله ما اخذ ولله ما اعطى وكل شيء عنده بمقدار فلنصبر ولنحتسب، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا اجره واغفر اللهم لنا وله، نسأل الله للفقيد الرحمة ولاهله الصبر والسلوان.
من جانبه، أكد رئيس اللجنة التعليمية النائب د.محمد الحويلة أن الكويت فقدت أحد ابنائها البررة الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم وصحتهم وأموالهم في سبيل اعلاء كلمة لا إله الا الله محمد رسول الله وفي سبيل الإنسانية وفي سبيل وطنهم وفي سبيل شعبهم.
وقال الحويلة ان الكويت بفقدها للشيخ د.عبدالرحمن السميط تكون قد فقدت النموذج والقدوة الحسنة للعمل الخيري على مستوى العالم اجمع، فقد استطاع ابو صهيب وهو فرد ان يحفر اسم الكويت حيثما نزل وحل وهو امر عجزت عنه العديد من المؤسسات ذات الميزانيات الضخمة والعدد البشري الهائل.
وأضاف الحويلة ان الشيخ السميط مدرسة يحتذى بها على مستوى العمل الخيري والإنساني والدعوي وكلنا نذكر لجنة مسلمي افريقيا كيف بدأت وكيف انتهت الى لجنة العون المباشر التي اصبحت احدى قلاع العمل الخيري والدعوي على مستوى العالم كافة.
واختتم الحويلة تصريحه بالدعاء للمغفور له بإذن الله بجنات النعيم ولأهله وذويه الصبر والسلوان، مؤكدا ان بذرة العمل الخيري التي زرعها الشيخ السميط اصبحت شجرة وارفة الظلال يستفيء بظلها العديد من البشر في مشارق الأرض ومغاربها وأن الكويت ستظل بإذن الله عاصمة العمل الخيري للعالم مادام بها رجال على مستوى عبدالرحمن السميط وهم كثر ولله الحمد هذا علاوة على ما تقوم به دولة الكويت مشكورة من جهود متميزة على مستوى العمل الخيري والإنساني.
بدوره، تقدم النائب رياض العدساني بخالص العزاء من الكويت والأمة الإسلامية على فقدان علم من اعلام العمل الخيري ورجل الخير والانسانية د.عبدالرحمن السميط، نسأل الله ان يسكنه فسيح جناته ويصبر أهله ولا يريهم مكروها.
واعتبر العدساني الراحل السميط رجلا بأمة، فهو من الذين قلّ كلامهم وكثرت أفعالهم، إذ أمضى زهاء الثلاثين عاما في عمل الخير ونشر الدعوة الإسلامية وبناء وحفر الآبار في افريقيا وآسيا، وأسلم على يده 11 مليونا وساهم في بناء 5700 مسجد.
بدوره، قال النائب طلال الجلال انه برحيل المغفور له عبدالرحمن السميط فقدت الكويت احد ابنائها ورجالاتها المخلصين الذين أفنوا عمرهم في مجال الدعوة وإعلاء كلمة الحق والعمل الخيري، مؤكدا ان المغفور له كان علامة بارزة في تاريخ الكويت وأفنى عمره في خدمة الأمتين العربية والإسلامية في سبيل اعلاء كلمة لا إله إلا الله، فرحيله خسارة كبيرة للعالمين العربي والإسلامي فنعزي انفسنا وندعو الله ان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وطالب الجلال بتسمية احد شوارع الكويت باسمه تخليدا لذكراه العطرة وعرفانا لجهده وجهوده خلال مسيرة حياته في خدمة الوطن.
وتقدم النائب د.علي العمير بخالص العزاء والمواساة لأهالي الفقيد الداعية الإسلامي د.عبدالرحمن السميط وأهالي الكويت لفقدانه، سائلا المولى عز وجل أن يتقبله في الصالحين ويدخله فسيح جناته ويجازيه على ما قدم للإسلام والمسلمين خير الثواب والجزاء.
من جانبه، نعى النائب محمد الجبري فقيد الكويت الراحل عبدالرحمن السميط الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من الكفاح والفخر.
وقال الجبري: ان الفقيد كرّس حياته للعمل الخيري وقدّم المعونة والمساعدة للمحتاجين في أصقاع العالم.
من جانبه، قال النائب عبدالرحمن الجيران: الحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» صحيح مسلم.
ونحسب ان شاء الله، ان د.السميط قد حاز الثلاثة جميعا بما قام به مأجورا مشكورا والصدقات التي استفاد منها الكثير والعلم الذي نشره بعدة لغات، كما انه ترك ذرية طيبة تسير على دربه ان شاء الله تعالى، فالحمد لله أولا وأخيرا ان رزق الكويت أمثال هؤلاء الرجال الذين قاموا بما يجب عليهم تجاه اخوانهم في شتى بقاع الأرض، فرحم الله د.السميط ورزق أهله الرضا بعد القضاء.
بدوره، قدم النائب حمدان العازمي بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد الكريم الداعية عبدالرحمن السميط الذي برحيله فقدت الكويت احد رجالها المخلصين من الرعيل الاول ورمزا من رموز الوطن البررة ورجلا صادقا في عمله من اجل الكويت.
وقال ان الداعية د.السميط افنى حياته وعمره في خدمة الكويت وأهلها وكانت مواقفه مشرفة وأظهر صورة الكويت بأحسن وجه امام العالم عندما قضى سنوات طويلة من عمره في الدعوة للدين الاسلامي ومساعدة الفقراء في مختلف ارجاء العالم، وكان رجلا من رجالات الكويت الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية النهضة الشاملة بوطنهم ورفع شأنه وعزته ومجده.
وأضاف العازمي «نواسي عائلة السميط ونواسي انفسنا على فقدان الرجل ذي العقلية المتميزة، التي عادت على الكويت في شتى المجالات، كما ان للداعية ابا صهيب رحمه الله مساهمات طيبة جدا في مجال العمل الخيري بوجه عام حيث كان يتولى بنفسه القيام بهذه الاعمال الخيرية.
ونعى النائب عبدالله العدواني الداعية د.عبدالرحمن السميط الذي وافاه الأجل المحتوم امس الخميس، مشيدا بمناقبه الخالدة.
وقال العدواني في تصريح صحافي ان وفاة السميط، رحمه الله، خسارة فادحة للعمل الاسلامي الخيري الكويتي والاسلامي باعتباره علما من أعلام هذا العمل الانساني المشرف والذي تمثل في دعم اعمال الخير للمحتاجين والفقراء في شتى بقاع الأرض عامة وافريقيا خاصة. واضاف العدواني ان السميط كان نموذجا للذين نذروا انفسهم لخدمة الدين الاسلامي الحنيف والعمل الانساني، مشيرا الى ان تكريمه من قبل زعماء خليجيين وعرب نبراسا له ولعمله، وتقديرا منهم لاعماله الخيرية التي لاتنسى.
وقال د.احمد مطيع العازمي ان خبر وفاة الشيخ عبدالرحمن السميط نزل على العالم العربي والاسلامي كالصاعقة، تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، ذلك الرجل الذي اجمع على حبه القاصي والداني، وتتابع الكل على ذكر محاسنه وعجت الدنيا بالدعاء له وهو طريح الفراش يصارع المرض، وبمجرد شيوع خبر الوفاة، تعالت الاصوات تلهج بالدعاء لله ان يرحمه رحمة واسعة، جراء ما قدم للاسلام والمسلمين طيلة تسعة وعشرين عاما حفلت بجليل الاعمال الخيرية وفضيل الاجتهادات الدعوية التي اثمرت ما يزيد على العشر ملايين اعتنقوا الاسلام، الى جانب بناء آلاف المساجد وكفالة آلاف الايتام وحفر آلاف الآبار، ما يسطر لكل الدعاة منهجا رائعا في التطبيق العملي الذي شغل جل اوقاته به، فلم تشغله الدنيا وملذاتها والحياة وشهواتها، ترك الحياة الرغيدة ونفيس العيش ليكون نفيره الحقيقي في سبيل الله بين الفقراء والمساكين والمحتاجين يدعوهم لاعتناق دين الله – عز وجل – متبعا قوله تعالى (ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين) وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته التي تقضي (لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
استذكر عدد من العلماء والدعاة مناقب الفقيد د. عبدالرحمن السميط ومآثره، حيث قال رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق احكام الشريعة الإسلامية د.خالد المذكور، إن الكويت والعالم الإسلامي عامة وأفريقيا خاصة فقدت رجل الخير والعطاء والبذل والدعوة د.عبدالرحمن السميط ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، الذي عرفته أفريقيا بأراملها وأبنائها وفقرائها وجياعها وكوارثها.
وكان رحمه الله متواضعا زاهدا متفرغا للدعوة ونشر الإسلام في افريقيا، كرمته بلده الكويت على يد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ونال جائزة الملك فيصل للعمل الخير، كما كرمته اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
ويضيف رئيس مجلس إدارة جمعية عبدالله النوري الخيرية الشيخ د.نادر النوري قائلا: فقدنا رمزا من رموز هذه الأمة رجلا صاحب عزيمة صادقة وهمة عالية، كان إنسانا صاحب رؤية طيبة يضع الأحلام على ارض الواقع، طموح، صديق عمر وزميل عمل اشتركنا معا منذ البداية في تأسيس العمل الكبير وهو لجنة «مسلمي أفريقيا» وامتدت علاقتنا معا إلى أكثر من 30 سنة أو أكثر إلى أن أصيب بالمرض، وأنا أيضا أصبت بالمرض، فقدناه وفقده ليس كفقد أي إنسان كانت وفاته وفاة أمة كاملة، فقد ترك بصمات عظيمة في كل مكان يكاد يكون فيه، قلبه مع المسلمين في جميع أنحاء أفريقيا.
اما رئيس نقابة الخطباء والأئمة والمؤذنين الكويتية الشيخ أحمد عبدالعزيز الفلاح فيتذكر مناقب المغفور له بإذن الله قائلا: هذا أمر الله سبحانه وتعالى وليس لنا اعتراض عليه ونسأل الله ان يوسع له في قبره ويرزقه الثبات عند السؤال فلقد كان هذا الإنسان من الذين أنعم الله سبحانه عليهم بالتوفيق، حيث أسلم على يديه الآلاف من البشر في افريقيا، كما ارتبط عمله ليس فقط في الخارج، بل في الداخل أيضا، فعندما كان طبيبا في مستشفي الصباح عالج المرضى علاجين بدنيا ونفسيا، وأؤكد هذه المسألة من واقع تعاملي الشخصي معه في معالجة لإحدى اخواتي في مستشفى الصباح فعالجها بدنيا ونفسيا، وقد أنشأ لجنة مسلمي افريقيا، وكنت معه من المؤسسين في بداية الأمر وكنا نقضي الأيام والليالي معا في اعداد هذه المؤسسة الى ان فتح الله تعالى عليه بإنشائها، وفي بداية انطلاق عملها كانت تعمل داخل الكويت الى ان توجه بعملها الى الخارج فرأى ان القارة السوداء هي أكثر ما تكون بحاجة الى مثل هذا الأمر وليس المناطق الأخرى، فأخذ على نفسه العهد بأن يجعل كل الاهتمام عنده ويصب عمله في قارة افريقيا فقد كنا معه في نقاشات حول هذه المسألة وكان يصر على انه ابن افريقيا لما يراه من حالات البؤس والحالات التي تقطع القلب، ومن ثم انطلق بها انطلاقة قوية وأول هذه الانطلاقة كانت الصورة التي تم نشرها وهي صورة الطفل الافريقي الذي نزل على خده الدمع ففتح الله عليه بسبب هذه الصور فتوحات كثيرة حتى ان كثيرا من المتبرعين كانوا هم الذين يأتون اليه للسؤال عن قصة هذا الطفل فكان يدخل من تلك الصورة الى قلوب المتبرعين فأجزلوا له العطاء، بل ازداد الأمر بالتواصل مع الجهات الرسمية في البلد الى ان وصل الى أعلى المستويات حتى انه أعطي له جواز ديبلوماسي لما يقوم به من عمل يمثل الكويت في افريقيا.
وأضاف الفلاح ان السميط كان يستقبل استقبال الرؤساء ولكنه وطن نفسه على التواضع ـ رحمه الله ـ ووطن نفسه على العيش مع الحالات التي كانت هناك، فكان في سفره يتعرض للأمراض والمضايقات وقطاع الطرق، ولكنه كان مصرا على ان يتعامل مع الفقراء.
وكان يرتحل على ظهر البغال أو ماشيا على الاقدام وفي المستنقعات حتى ان أحد الكتاب المشهورين لدينا والذي له صولة وجولة في الباطل رافقه في إحدى سفراته لما كان يسمع رحمه الله من كلام كذب بأنه يركب الدرجة الأولى في الطيران ويسكن في فنادق 5 نجوم وغيره فأراد د.السميط ان يذيقه مرارة ما كتبه عنده وعن العمل الخيري ومهاجمته لهذا العمل العظيم فطلب منه مرافقته في إحدى السفرات ورافقه فعلا ولما نزلت الطائرة في المطار كان أول صدمة ان الجمارك قالوا لهم اسحبوا بنفسكم الشنط وجلسوا على حصير ولم يجدوا أكلا لشرائه والصدمة الثانية لما انتقل الى المكان الآخر وعبروا المستنقع، فعرف الكاتب ان كلامه كذب ولن يحتمل وأراد العودة الى الكويت.
من جانبه أكد د.عصام الفليج أن المجتمع الكويتي والخليجي والاسلامي وحتى العالمي انشغل بخبر وفاة الداعية العالمي د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، ذلك الرجل الذي وضع للإنسانية معنى بعد أن فقدها العالم سنوات طويلة، ففي الوقت الذي انشغل فيه الناس بجمع المال للثراء، انشغل هو في بناء الإنسان ليأويه من العراء، وفي الوقت الذي اهتمت المؤسسات الكنسية في العالم بتنصير شعوب أفريقيا، اهتم د.عبدالرحمن السميط بشخصه وأسرته بالإنسان الأفريقي كآدمي.
ويضيف الفليج انه بعدما اصيب د.السميط بمرضه الأخير، استمرت الاتصالات والرسائل الهاتفية والواتس اب والتويتر والفيسبوك والقنوات الإخبارية الإذاعية والتلفزيونية والديوانيات، كلها تتكلم عن هذا الشخص المخلص، وتدعو له صباحا مساء.
كيف لا.. وقد اجتمع الجميع على محبته وثنائه، من جميع الأطياف الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، الإسلاميون والليبراليون والمستقلون، الإخوان والسلف، الحضر والبدو، السنة والشيعة، الرجال والنساء.. إنه د.عبدالرحمن السميط.. رجل أفريقيا.. «الرجل الأسطورة» إنه تاريخ يتكلم.
وفي رثاء لرئيس لجنة الفردوس في إحياء التراث الإسلامي سعود المطيري قال: لقد فجع العالم العربي والإسلامي بفقد الداعية د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الله فسيح جناته وفقيدنا رحمه الله يعجز اللسان عن ذكر مناقبه وآثاره فقد أثمرت جهوده عن إسلام ما لا يقل عن 10 ملايين إنسان وعشرات الألوف من القبائل بأكملها وزعماء قبائل ودعاة لأديان أخرى أسلموا فتحولوا إلى دعاة للإسلام، أنقذهم بفضل الله وساهم في مد يد العون لهم من خلال توفير المسكن والعمل والمستشفيات.
وأصبحت جمعية العون المباشر التي أسسها هناك أكبر منظمة عالمية في أفريقيا كلها يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب، وتمتلك أكثر من أربع جامعات، وعدد كبير من الإذاعات والمطبوعات، وقامت بحفر وتأسيس أكثر من 9500 بئر وإعداد وتدريب أكثر من 4000 داعية ومعلم ومفكر خلال هذه الفترة، وقلب الآلاف من طالبي الصدقة والزكاة إلى منفقين لها بكل جدارة فقد طبق المنهج الإسلامي الواسع في التنمية المستدامة للأمم والشعوب.
ترك الطبيب المسلم عبدالرحمن السميط حياة الرفاهية والدعة بموطنه الكويت، ليجود بوقته وماله بل وأسرته في سبيل الله، من أجل أن يأتي يوم القيامة بما هو خير من حمر النعم. تعرض في حياته لمحن السجون وكان أقساها أسره على يد البعثيين.
فتح السميط قلبه للمسلمين في أفريقيا، ليجدد لهم دينهم وكأن الله بعثه مجددا لهؤلاء في هذا القرن.
راح رحمه الله يجوب الأدغال الأفريقية لا يبالي على أي فرش ينام او اي طعام يأكل او من اي مستنقع يشرب ولم يبال بكبر سنه والأمراض التي تلاحقه، هانت عليه نفسه في الله فرزقه الله محبة الخلق وتعلق قلوبهم به في بقاع الأرض وزيادة على ذلك ذاق ثمار النجاح ورآها يانعة امام عينيه متمثلة في إسلام عشرات الألوف على يديه.
نحسبه كذلك، ولا نزكيه على الله، وها هو يمد يده لتتلقف الأيدي العطشى للعمل في سبيل الله، في دعوة عملية للمشاركة بالمستطاع لنشر دين الله في أماكن سبقه إليها المنصرين بعشرات السنين، فلم ينهزم أو يتحطم طموحه وإنما صبر وصابر حتى اقتنص النجاح من براثن المنصرين ، فلله الحمد من قبل ومن بعد. فكم هو جميل ان يسطع في سماء الدعوة نجم تتطلع إليه الأفئدة قبل العيون، ليترك ذكراه العطرة حيا وميتا في تاريخ الإسلام وليقول للدنيا بلسان حاله «امة الإسلام ولّادة» وإذا خبا منها نجم سطع آخر، وإذا رحل منها أسد قام شبل قؤول بما قال الكرام فعول، فرحمك الله رحمة واسعة يا أسد الدعوة، وأسكنك الله فسيح جناته، وألهمنا والأمة الإسلامية أجمع وأهلك خاصة الصبر والسلوان.
من ناحيته قال الاعلامي حمد المري: لقد فجعنا بخبر وفاة الشيخ د.عبدالرحمن السميط رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، فقد عرفته عن قرب وجلست معه، فوجدته طيب القلب زاهد في الدنيا همه كيف يغيث الفقراء في قارة افريقيا ودعوتهم للاسلام بالتي هي احسن فكان ثمرة دعوته دخول الآلاف من الشعوب والقبائل الافريقية في الاسلام بعد ان كانوا يتخبطون في جهل الشرك والخرافات، فكم من طفل صغير يبكي من شدة الجوع فمسح دمعته بإغاثة عاجلة، وكم من قرى عانت الجفاف هب الى نجدتها فأعانه الله حتى اغاثها، رحمه الله ترك الطب وما يدر على هذه المهنة من اموال ومركز اجتماعي وتفرغ لاغاثة شعوب فقيرة تعيش في ادغال افريقيا وصحاريها.
وقال نائب رئيس المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة د.أحمد عبدالرحمن الكوس: نعزي اهل الكويت والأمة الاسلامية بوفاة الداعية الشيخ عبدالرحمن السميط الذي نذر نفسه وماله ووقته، وترك الدنيا الفانية وتفرغ للدعوة والعمل الخيري، فانطلق بجهود فردية ثم تكللت بجهود جماعية مع بعض الاخوة المتطوعين لا يريدون جزاء ولا شكورا، فأنشأوا بداية لجنة أفريقيا والتي تحولت الى جمعية العون المباشر. جزى الله الشيخ عبدالرحمن السميط خير جزاء على ما بذله من جهود وبصمات رائعة في العمل الخيري والتطوعي والتي ستظل شامخة وراسخة وساطعة على أعماله الخيرية، ونسأل الله تعالى ان يغفر له ويجعلها في ميزان حسناته ويجعله في جنات النعيم.
بدوره قال أمين عام جمعية الإصلاح الاجتماعي د.عبدالله سليمان العتيقي: نعزي الكويت وعائلة المرحوم بإذن الله تعالى د.عبدالرحمن السميط وندعو الله أن يعوض الكويت عن فقده. لقد كان الفقيد من رجالات الكويت الفاعلين الذين رفعوا اسمها واسم الإسلام في الدعوة إلى الله في المحافل الدولية وأصبح قدوة يقتدى بها في العالم الإسلامي.
ونعى مجلس إدارة جمعية النجاة الخيرية وأعضاؤها وإدارتها والعاملين بها بمزيد من الحزن والأسى وفاة الدكتور الدعاية عبدالرحمن السميط «سفير الدعوة» مؤسس ورئيس جمعية العون المباشر.
وقال محمد الأنصاري المدير العام في جمعية النجاة الخيرية أن العمل الخيري في العالم بوفاة د.عبدالرحمن السميط فقد سفير الدعوة المعاصر، لافتا أنه بدأ عمله الخيري والدعوي والتنموي بدايات بسيطة في الكويت حيث غلفه بطموحات كبرى، وكان ذلك في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، حيث فتح الله عليه فتحا عظيما بعد ثلاثة أشهر عجاف، وانطلق بكل قوة نحو حلمه في تنمية وتغيير وتطوير القارة السمراء.
وأوضح الانصاري: أن د.السميط ترك حياة الراحة والرفاهية وأقام في أفريقيا مع زوجته في بيت متواضع في قرية مناكارا بجوار قبائل الأنتيمور، وأخذ يمارس الدعوة للإسلام، دعوة طابعها العمل الإنساني الخالص الذي يكرس مبدأ الرحمة فيجتذب ألوف الناس لدين الإسلام.
ألّف العديد من الكتب والمئات من المقالات في مجال الدعوة الإسلامية
د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، في أفريقيا بين الجفاف والحروب والمجاعات والجهل والمرض فغير بجهده عقيدة مئات الألوف من نار الكفر الى واحات الإيمان بالحكمة والموعظة الحسنة وابتسامته المعروفة، تدخل قلوب الأفارقة ودخل معه الاسلام الى قلوبهم، انه د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، عاش حياته في كفاح وترحال، سافر معه ابناؤه وهم أطفال الى ادغال افريقيا حيث كان ولده صهيب وهو طفل صغير يجلس ويردد مع أطفال أفريقيا الشهادتين حتى يحفظوها، وكانت بناته يعلمن الافريقيات شيئا من مبادئ الاسلام ويعلمونهن العبادات، جعل اسرته تسير على طريقه وتتفهم دعوته وتساعده على انجاز واجباته فاحبت اسرته افريقيا كما احبها، وقع حب هذه البقعة في قلبه ووجدانه وسيطرت على تفكيره فاعتنق الملايين الاسلام على يده وتخرج الآلاف في مختلف الجامعات التابعة لجمعية العون المباشر، رحمه الله وأوسع جناته وألهمنا الصبر على فراقه.
مواقف
ومن المواقف الطريفة التي حكى لنا عنها الفقيد، رحمه الله، وصادفته في افريقيا قال د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، المواقف عديدة واذكر منها عندما كنت في ملاوي وفي موزمبيق وفي كينيا اكثر من مرة تحاصرنا أفعى الكوبرا وفي احدى المرات وكان ابني معي وقفت امامنا الافعى، وطلبت من ابني ان يقف خلفي خوفا عليه، ووجدت عصا ضربت بها الافعى على ظهرها الى ان قتلت، والغريب ان الأهالي لا يفعلون شيئا في مثل هذه المواقف بل يتفرجون فقط.
فرس البحر
وفي مرة اخرى كنت مع العائلة واولادي ولم نغتسل لمدة خمسة ايام والناموس يحاصرنا من كل جانب ورأيت بحيرة فذهبت للاغتسال بها ورفض اولادي النزول للماء لانه غير نظيف وبمجرد ان بدأت بوضع الصابون على جسدي رأيت الناس يشيرون الي دون ان يتكلموا ووجدت ابني يصرخ بشدة ويقول انظر وراءك فرس البحر يقترب منك.
تمساح
وعندما كان د.السميط، رحمه الله، في ملاوي مر بإحدى المناطق المليئة بالاشجار وتوقف ليتوضأ من بحيرة هناك ليصلي ووقف على حجر في الماء ووضع قدمه عليه ولكن سرعان ما كشر هذا الحجر عن انيابه لانه كان تمساحا وليس حجرا.
الأُسُود
ومرة أخرى في كينيا اخذ د.السميط ابنه وكان عمره في هذا الوقت 6 سنوات وذهب لرؤية الأسود الأيتام التي كانت في محمية وهذه المحمية داخل محمية اخرى في اقفاص ولم تغلق الابواب جيدا، فسحب ابنه يده من يد والده واسرع داخل قفص الأسود، وبفضل الله كما روى لنا د.السميط لم تتحرك الأُسُود وقتها فدخل وراء ابنه في هدوء واخرجه من داخل القفص دون ان يصاب بخدش.
مؤلفات
وألف الفقيد السميط، رحمه الله، العديد من الكتب هي «لبيك أفريقيا» و«دمعة على أفريقيا» و«رحلة خير في أفريقيا.. رسالة إلى ولدي» و«العرب والمسلمون في مدغشقر» و«التبشير المسيحي بين المسلمين ـ دراسة علمية» و«إدارة الكوارث للعاملين في المنظمات الإسلامية»، كما كتب مئات المقالات في مجال الدعوة الإسلامية في صحف ومطبوعات مختلفة.
وترك الراحل بحوثا إسلامية ومؤلفات أخرى أبرزها بحث بعنوان «دور الإعلام في العمل الخيري» ألقى في ماليزيا عام 1989 ومحاضرة «الإدارة الحديثة في العمل الخيري» التي ألقيت في مؤتمر الإدارة العربية بالقاهرة عام 1989.
«الخارجية»: السميط كان مدرسة عريقة في العمل الخيري
نعت وزارة الخارجية المغفور له باذن الله د.عبدالرحمن السميط، وقالت في البيان: «بقلوب مطمئنة وراضية بقضاء الله وقدره تنعى وزارة الخارجية الداعية المغفور له باذن الله د. عبدالرحمن السميط طيب الله ثراه والذي يعمل منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي كملحق صحي وديني لدى سفارة الكويت في جمهورية كينيا».
واضاف البيان «انطلق السميط من مقره في نيروبي ليؤسس شبكة ضخمة من المكاتب الهادفة الى الاشراف ومتابعة العمل الخيري والذي ارتقى به ليصل الى مستويات شهد له فيها القاصي والداني وعمل بكل جد واجتهاد على اعلاء كلمة الخير والحق والانسانية من خلال تجربته التي امتدت لما يقارب ثلاثة عقود».
واعتبر انه «بفضل تواصله المميز مع المحسنين ووسطيته واعتداله استطاع أن ينشر العمل الخيري في افريقيا وأن يتولى بناء المساجد وحفر الآبار والدعوة الى الاسلام والاهتمام بالأيتام والفقراء فكان مدرسة عريقة في العمل الخيري وفي نشر اسم الكويت العطر».
ورأى انه «لم يتوقف طموحه في نشر العمل الخيري فبنى المدارس واهتم بالتعليم وشيد الجامعات وحصل لها على الاعتراف الاكاديمي لتكون من الجامعات الخاصة في الدول الأفريقية كما وثق علاقته بالعديد من رؤساء الدول الأفريقية وعمل مع اخوانه المسؤولين في الكويت ومن خلال علاقاته الواسعة مع الدول الأفريقية على حشد الدعم والتأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة».
وأوضحت الخارجية «ان المرحوم د. السميط هامة عالية في العمل الخيري الكويتي ومحاسنه ومناقبه ستخفف على محبيه وأهله المصاب الجلل، فانجازاته الخيرية ومناقبه المتعددة والتي توجت بحصوله على وسام الدولة من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد لجهوده الخالصة لوجه الله وافنائه حياته لنشر الخير والمحبة والسلام وتعاليم الاسلام الحميدة في كثير من دول العالم وخصوصا في القارة الأفريقية».
وختم البيان “وفي هذا المصاب المحزن يتقدم معالي رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووكيل وزارة الخارجية وكافة المدراء والسفراء ومنتسبي وزارة الخارجية والعاملين في سفاراتها في الخارج بخالص العزاء بوفاة د.السميط ، غفر الله له وأبدل داره بدار خيرا منها ومسح الله على قلوب أهله وعوضهم خيرا.
الحمود: الكويت فقدت علماً من أعلامها
نعى وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود المغفور له باذن الله تعالى د.عبدالرحمن السميط بعد حياة حافلة بالبذل والتضحية والعطاء.
وقال الحمود ان الكويت فقدت بوفاة د.السميط علما من اعلامها وشخصية فذة من شخصياتها البارة التي وهبت نفسها ومالها وجهدها في سبيل خدمة الانسانية وانتشال الشعوب الفقيرة من مهاوي الجهل والضلالات الى نور العلم واشراقات النور والهداية.
واضاف ان الفقيد السميط كان مثالا حيا لأولئك الرجال المخلصين الذين جبلوا على بذل الغالي والنفيس من اجل خدمة المحتاجين والمساكين والمعوزين وانتهج النهج الذي سار عليه رجالات الكويت عبر العقود الماضية الذين جبلوا على تقديم الخير والانفاق والعطاء للجميع دون تفرقة بين إنسان واخر. وتقدم الحمود بخالص التعازي وصادق المواساة الى الشعب الكويتي واسرة الفقيد وذويه سائلا المولى القدير ان يلهم اهله واحباءه الصبر والسلوان ويتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته.
المعوشرجي: السميط نذر حياته لخدمة الإسلام
قال وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شريدة المعوشرجي ان الفقيد د.عبدالرحمن السميط يعد احد ابناء الكويت البررة الذين نذروا حياتهم لخدمة الإسلام والمسلمين.
واضاف المعوشرجي اننا تلقينا نبأ وفاة د.السميط ببالغ الحزن والأسى، الذي ترك الدنيا ومتاعها واختار عناء السفر واغاثة المنكوبين في القارة الافريقية رغبة منه فيما عند الله تعالى من نعيم دائم.
وذكر ان الله عز وجل بارك في جهود الفقيد السميط فكان سببا في دخول الكثير من ابناء القارة الافريقية وغيرهم في الاسلام، مضيفا ان الفقيد شجع اهل الخير والمحسنين الكويتيين الذين وثقوا في جهوده على البذل والعطاء حتى صار قدوة ومثالا يحتذى في باقي البلدان الإسلامية، ودعا المولى تعالى ان يرحم الفقيد ويحسن مثواه ويجزيه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
المعتوق: أدغال أفريقيا تشهد بجهود السميط
أعرب رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية د.عبدالله المعتوق، عن شديد حزنه وبالغ ألمه لرحيل أحد أعلام العمل الخيري د.عبدالرحمن السميط، متقدما بخالص العزاء لأسرته الكريمة وذويه ومحبيه وتلامذته والعاملين في الحقل الخيري سائلا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن ينزله منازل الصالحين جزاء ما قدم من أعمال خيرية جليلة.
وشدد د.المعتوق في تصريح صحافي على أن الفقيد واحد من أبرز رجالات العمل الخيري والإنساني، ليس في الكويت وحدها بل في العالم كله، وقد أفنى حياته في محاربة الفقر والمرض والعوز، ودعم الجهود الإغاثية ورعاية المحتاجين والمشردين والمنكوبين من أبناء قارة أفريقيا متكبدا العديد من المخاطر والمتاعب.
وأشار إلى أن الراحل صاحب أدوار إنسانية جليلة استفاد منها الملايين على أرض الواقع، وأن مجاهل أفريقيا بأدغالها ووديانها وهضابها وغاباتها ستظل تشهد لفقيد الأمة بجهوده المباركة في إخراج أهلها من ظلمات الجهل إلى النور عبر انشاء مئات المدارس والمراكز الثقافية والتربوية والدعوية.
وأضاف: ان الراحل الكبير حينما أدرك أن حياة الأفارقة مهددة بخطر المجاعة، ترك عمله الطبي طواعية، وأنشأ مؤسسة خيرية رائدة 1981م، هي لجنة مسلمي أفريقيا «جمعية العون المباشر حاليا» لمواجهة مثلث الخطر (الفقر والجهل والمرض) في تلك البلاد الفقيرة، واستقطب معه فريقا من أبناء الكويت المخلصين، الذين أسهموا معه في إقامة هذا المشروع الإنساني الكبير الذي أنشأ آلاف المشاريع والبرامج الإنسانية التي أسهمت في مداواة المرضى، ومحاربة الأمية، وتنمية الوعي، وتضميد جراح المنكوبين، ومواساة الفقراء والمحتاجين، والمسح على رؤوس اليتامى، وإطعام الجائعين وإغاثة الملهوفين.
وختم د. المعتوق حديثه سائلا الله تعالى أن يرحم د.عبدالرحمن السميط وان يلهم آله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
«الإصلاح» : مثال يحتذى في العمل الدعوي والخيري
نعت جمعية الإصلاح الاجتماعي للكويت والأمة العربية والإسلامية العالم الجليل والداعية الكبير ورائد العمل الخيري د.عبدالرحمن السميط.
وقال رئيس الجمعية حمود الرومي: بعد مسيرة حافلة بالعطاء تجاوزت الثلاثين عاما قدمها الفقيد للدعوة الإسلامية، وللمسلمين في جميع أنحاء العالم، وانعكس اثرها على قارة افريقيا مما كان له الفضل بعد الله في هداية الملايين في القارة السمراء، وقد نشأ ـ رحمه الله ـ بين أحضان إخوانه في جمعية الإصلاح الاجتماعي وكان أحد الدعاة فيها، فأسس لجنة مسلمي افريقيا قبل ثلاثين عاما، وأبلى فيها بلاء حسنا، وأثمرت جهوده في إنشاء جمعية العون المباشر التي أصبحت منارة يشع منها الخير على القارة الأفريقية، وقد أكسبته هذه الأعمال محبة الكثير من أهل هذه الدول، وصار مثلا يحتذى بالعمل الدعوي والخيري.
وأضاف: جمعية الإصلاح الاجتماعي إذ تنعى وفاة رائد العمل الخيري، تستذكر مواقف هذا الرجل المساندة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وعطاءه المميز، الذي نال عليه التكريم من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حيث سلمه وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الأولى، وكرمته جمعية الإصلاح وجهات عدة داخل الكويت، كما حصل ـ رحمه الله ـ على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.
وختم الرومي: ندعو الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم غفرانه، ويسبغ عليه سحائب الرحمة والغفران، وأن يبلغه منازل الشهداء، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وجمعية الإصلاح الاجتماعي تتقدم من أسرة الفقيد خاصة ومن أهل الكويت والأمة الإسلامية عامة بأحر التعازي القلبية.
فقدت «أفريقيا» طبيبها الكويتي
بقلم: يوسف عبدالرحمن
في خضم انشغالنا على المحروسة أم الدنيا كنانة الله في أرضه مصر العظيمة الحبيبة التي هي عمود أمة العرب.. وقعت عيني على تغريدة ابني صهيب، ولم تكن تغريدة بقدر الألم والحزن الذي أصابني بل كانت مرثية نعي ابني صهيب لوالده يقول فيها: إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي عبدالرحمن السميط.. هنا فقط أدركت أنها حقيقة وليست إشاعة كما كان يطلقها الجهال العابثون، توضأت وصليت الضحى، وإذا بصوت عبر النقال باكيا حزينا يعتصر حزنا وكمدا.. إنها أختي بيبي خالد يوسف المرزوق، تسأل عن صحة الخبر الذي وصلها، وبعد أن تأكدت قالت إنا لله وإنا إليه راجعون، استرد الله أمانته وسيحصد أخي د.عبدالرحمن حمود السميط ما قدمه لآخرته في دنياه من عمل خيري عظيم بإذن الله، وطلبت أن تعمل له صفحات تليق باسمه وما قدمه، وطلبت هواتف صهيب وأم صهيب ودعت لهم بالصبر والثبات في مصيبتهم، لأنها خارج الكويت.
وتبعها اتصال من الأستاذ يوسف خالد المرزوق – رئيس التحرير وتوجيهات بضرورة عمل توثيقي يعرض تاريخ هذا الفارس الذي ترجّل من العمل الخيري وكان على مدار الساعة يتابع خطواتنا مترحما على هذا الرمز الكويتي الذي وصل بعمله إلى العالمية.
في عام 1982 كنت أمينا للسر بجمعية المعلمين الكويتية وحدثت مجاعة الأبيض وكردفان في السودان وتشكلت لجنة من جمعيات النفع العام ووزارة الأوقاف وكان يمثلها الحادب على دينه العم محمد ناصر الحمضان – والتقيت بالدكتور عبدالرحمن السميط في السودان في المركز الأفريقي مع مبارك قسم الله وتعاونا فيما بعد على عمل مشترك لصالح السودان والإريتريين وكل ما يخص أفريقيا.
في التسعينيات سألت الرمز الوالد خالد يوسف المرزوق – رحمه الله – عن الشخصيات الكويتية التي هي موضع محبة واحترام الجميع، فذكر العم يوسف الحجي – أطال الله في عمره، والعم يوسف الفليج – رحمه الله، وأثنى كثيرا على جهود د.عبدالرحمن السميط، وبعد انقضاء مدة أمرني وأخي وليد خالد يوسف المرزوق – رحمه الله – بأن نذهب إلى د.عبدالرحمن السميط وأن نجلس معه بناء على طلبه في الروضة، ووافق أخي وليد خالد المرزوق ، بوخالد – رحمه الله – على كل ما طلبه د.أبوصهيب في الاجتماع، لأن أوامر والدنا «أبوالوليد» – رحمه الله – واضحة جلية، حققوا له كل ما يطلب واعتبروا ما طلب أمرا نافذا، وقد كان.
طوال السنوات الماضية بعد التحرير وأخي فواز خالد المرزوق يحملني الرسائل لأخيه د.عبدالرحمن السميط، وقد كان لنا عمل مشترك كبير في كل جوانب العمل الخيري، وأتذكر عندما كرمت الدولة العم يوسف الحجي ود.عبدالرحمن السميط وأرادت الهيئة الخيرية أن تعمل فيلما توثيقيا لهؤلاء الكبار، بادر الأخ فواز خالد المرزوق بتمويل الفيلم دون تردد قائلا: هؤلاء رموز خيرية كويتية تاج على رؤوسنا ووسام على صدورنا وأنا شخصيا أحمل وأحقق وصية والدي – رحمه الله ـ الذي أحبهم ويحبونه وملتقاهم الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله.
الدكتور عبدالرحمن السميط نال ألقابا كثيرة جدا، منها سفير الفقراء في أفريقيا، فاتح أفريقيا، رجل من الزمن الجميل، خادم فقراء أفريقيا، دكتور القارة السوداء، رجل أفريقيا القادم من الشرق، د.السميط رجل بأمة، سفير الكويت إلى القارة السمراء.
الدكتور عبدالرحمن السميط بهر جميع من تابعوه بأنه تبرع بقيمة كل الجوائز التي حصل عليها وكأنه يقول لجميع من اتهموه هذه رسالتي إليكم قولا وعملا، وقد تبرع بكل جوائزه لوقف أنشأه لصالح أفريقيا.
ومضة(1): لم يمنعه المرض من مواصلة العمل الخيري حتى آخر أيامه وكان يعتبر يوسف الفليج ويوسف الحجي وأحمد سعد الجاسر، أساتذته يتعلم من مدرستهم.
ومضة (2): بعد التحرير وفي مسابقة الإيمان تمت الاستعانة بمجاميع شبابية لفرز نتائج المسابقة، وعندما دخلت أختي بيبي خالد المرزوق صالة الفرز سألت أحد الشباب: ما اسمك؟ فقال: صهيب عبدالرحمن السميط، فقالت: أنت ولد أخوي عبدالرحمن، والتفتت للشاب الآخر الواقف بجانبها وأنت؟ فقال: عبدالله نادر النوري، فقالت: لا مو معقولة كل عيال اخواني هنا يا مرحبا بكم وبآبائكم، واليوم نفرح عندما نجد هؤلاء أصبحوا قياديين وناجحين هنا وهناك.. انها الحياة.
اتصال من أختي نوف خالد المرزوق.. عظّم الله أجركم والكويت والأمة في وفاة شيخنا د.عبدالرحمن السميط جعله الله مع النبيين.. لقد أتعبت من بعدك يا أبا صهيب.
آخر الكلام: رحل د.عبدالرحمن السميط وبقيت إنجازاته، ولنا ابناه صهيب وعبدالله، شبلا الأسد، كل منهما وإخوانهما لهم محبة في نفوس أهل الكويت وكل العزاء والمواساة لأسرة السميط والخشرم على هذا الفقيد الذي لا يعوّض.