إقليمي وعالمي

الاستيطان عقبة كبيرة في وجه السلام

ألقت مسألة الاستيطان بظلالها على مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي عقدت في القدس بعد القرار الإسرائيلي ببناء “آلاف” الوحدات السكنية الإضافية في مستوطنات الضفة الغربية.

وكانت إسرائيل أثارت غضب الفلسطينيين بسماحها ببناء 2129 وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، فيما كشف مسؤول في المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية، “السلام الآن”، المعارضة للاستيطان أن قرار البلدية يشمل إمكان بناء 3000 وحدة أخرى أيضا في مرحلة لاحقة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إيهاب بسيسو،إن “جميع الخيارات السياسية والدبلوماسية مفتوحة حيال الموقف الإسرائيلي”.

وأضاف أن “الجانب الفلسطيني بدين كافة أشكال الاستيطان الإسرائيلي سواء التوسعة أو مصادرة الأراضي”.

وأوضح بسيسو أن “عقارب الساعة لن تعود للوراء، وأن ما تتخذه إسرائيل من قرارات تمثل عراقيل نحو حل الدولتين”، مشددا على أن الجانب الفلسطيني متمسك بحل الدولتين من خلال المفاوضات وعلى قيام دولة فلسطينية على أراضي 1967، وأن أي حل سينتج عن مفاوضات السلام سيطرح في استفتاء شعبي للموافقة عليه.

وأشار إلى أن “فترة  الـ9 أشهر هي لأجل الوصول إلى اتفاق لأنها بمثابة فترة استكمال للملفات الخلافية التي التي تم مناقشتها منذ 20 عاما حتى الآن وهي الاستيطان والحدود”.

وتابع: “إسرائيل يجب أن تزيل كافة المستوطنات التي بنيت على أراضي 67، وأن فلسطين وفقا للقانون الدولي تعد دولة تحت الاحتلال بعد انضمامها للأمم المتحدة بصفة مراقب (..) لذا يجب على إسرائيل إخلاء هذه الأراضي من المستوطنات”.

وقال بسيسو : “نرفض المقترح الإسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية مؤقتة”، لافتا إلى ضرورة الوصول إلى اتفاق بشأن المستوطنات خلال الـ9 أشهر فبل تنفيذ الاتفاق. 

إلى ذلك، تخشى واشنطن أن يؤدي استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي إلى عرقلة عملية السلام.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن بناء وحدات سكنية في المستوطنات تقرر لتهدئة الجناح المتشدد في ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو “البيت اليهودي”، الذي يضغط من أجل مواصلة الاستيطان بغية جعل أي انسحاب من الضفة الغربية أو أي “تنازل” بشأن القدس الشرقية أمرا مستحيلا.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين في البيت اليهودي أيضا أن نتانياهو أعاد إطلاق الاستيطان لضمان بقاء هذا الحزب في الائتلاف الحكومي، الذي عارض أيضا الإفراج عن دفعة أولى من 26 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

يذكر أن محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين توقفت منذ ما يقرب من ثلاث سنوات قبل أن يعود الجانبان إلى طاولة المفاوضات قبل أسبوعين في واشنطن بعد وساطة أميركية، واتفق الطرفان على العمل من أجل إبرام اتفاق في غضون 9 أشهر للتوصل إلى حل الدولتين لوضع حد للصراع المستمر منذ عقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى