رياضة

دبلوماسية الملاعب.. تعادل سياسي بين تركيا وروسيا

لم يكن اختيار مدينة أنطاليا لاستضافة مباراة ودية بين تركيا وروسيا عشوائيا، بل حمل دلالات سياسية كبيرة بين البلدين اللذين ردما مؤخرا هوة دبلوماسية كبيرة كادت تصل إلى حد القطيعة.

وتعادل المنتخب التركي صاحب الأرض مع ضيفه الروسي، في مباراة ودية أقيمت الأربعاء “في المدينة التركية المحببة للروس”، وهي نتيجة تعكس إلى حد كبير “حالة الرضا” بين أنقرة وموسكو في الأسابيع الأخيرة.

وتم تحديد المباراة مؤخرا لزيادة التأكيد على التقارب التركي الروسي، سواء على العلاقات الثنائية أو فيما يتعلق خصوصا بملف الصراع السوري، لتصبح “أكثر من مباراة كرة قدم” حسب وصف الصحافة التركية لها.

وكان من المتوقع – والمأمول في تركيا – أن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن المباراة، إلا أن الكرملين أعلن قبلها أن بوتن سيتابعها من منزله.

ومطلع الأسبوع قال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، إن السلطات التركية تضمن أمن وسلامة لاعبينا خلال اللقاء.

وأضاف موتكو في تصريحات نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية: “العلاقات مع الجانب التركي تصبح أكثر متانة. قيود الطيران بين البلدين ترفع. كل ضمانات السلامة لمباراة روسيا وتركيا أعطتها لنا أنقرة. أنا أيضا أخطط لحضور المباراة. أعتقد أن كل شيء سيكون جيدا”.

وتوترت العلاقة بين تركيا وروسيا في أعقاب إسقاط الأولى طائرة عسكرية للثانية فوق سوريا، في نوفمبر 2015، بعد أن قالت أنقرة إنها اقتحمت المجال الجوي التركي.

وفرضت موسكو قيودا ضد تركيا بعد إسقاط القاذفة الروسية، من بينها حظر رحلات الطيران العارضة بين البلدين.

إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم اعتذاره في يونيو الماضي، ليمهد لعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين، بعد نفق من الخلافات شقه الملف السوري بين موسكو أكبر داعم دولي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنقرة التي كانت حتى وقت قريب مصممة على رحيله، قبل أن تبدي بعض المرونة في هذا الشأن.

والأحد قررت الحكومة الروسية رفع الحظر على رحلات الطيران العارضة “شارتر” مع تركيا، مما يشير إلى قرب عودة السائح الروسي إلى شواطئ تركيا، وخصوصا مدينة أنطاليا الجنوبية، الوجهة المفضلة للسائحين الروس.

وقالت صحيفة “حرييت” التركية إن عدد الروس الذين زاروا أنطاليا انخفض من أكثر من نصف مليون في يوليو 2015، إلى نحو 10 آلاف فقط في يوليو 2016، مشيرة إلى أن اختيار المدينة لاستضافة المباراة الودية “السياسية” قرار ذكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى