العيد عند «فنيي الطوارئ الطبية» عيدان بإنقاذ المرضى ومساعدتهم
يتركون اهلهم وأسرهم واطفالهم في العيد، من اجل تلمس جراح المرضى، يسهرون الليالي في تلقي البلاغات، يتحملون الصعاب والمتاعب من اجل هذه المهنة، لا يهمهم سوى نقل المرضى وإسعافهم، انهم فنيو الطوارئ الطبية الذين يقدمون تضحيات كثيرة في سبيل اسعاف المرضى ونقلهم الى المستشفيات، ويعتبرون خدمتهم للناس ونقلهم للمستشفيات في العيد او اي وقت «عيدا اخر» لهم، حيث يفرحون عند مساعدتهم للمرضى، لكن ظروف عملهم القاسية والخطرة التي من الممكن أن تعرضهم للخطر والعدوى نتيجة نقلهم المرضى تجعلهم يشعرون بالحاجة الى العديد من المميزات الوظيفية والمالية، التي تشجعهم على العمل وتحفزهم، علما أن عدم وجود امتيازات لهذه المهنة جعلها طاردة، هذا
بالاضافة الى أن توفير المميزات لهم ليس «فضلا» عليهم، بل هم يستحقونها نظرا لمهنتهم النبيلة والانسانية والخطرة، حيث يعتبرون خط الدفاع الاول من خلال وجودهم في
المقــــدمة عــــند نــقـل المرضى واسعافهم الى المستشفيات.
جولة على عدة مراكز اسعاف بمختلف المستشفيات والمناطق الصحية، وشاركتهم العيد، هذا بالاضافة الى مشاكلهم وهمومهم من خلال مهنتهم التي تصنف من «المهن الشـــاقة» و«النــبيلة»، علاوة على رؤية جهودهم وعملهم الدؤوب مما جعلنا نطلق عليهم لقب «الجنود المجهولين».
العمل في العيد
واكد فنيو الطوارئ الطبية خلال عدة لقاءات معهم في عدة مراكز اسعاف بالمستشفيات والمراكز الصحية انه لا مانع لديهم من العمل في عيد الفطر او في المناسبات والعطل الرسمية، مادام عملهم انسانيا ويصب في خدمة المرضى واسعافهم، معتبرين مهنتهم مهنة انسانية بالمقام الاول بعيدا عن كل المطالبات، مشيرين الى أنهم تعودوا على العمل في هذه الاوقات، وليس لديهم اي تذمر او رفض مادام العمل يصب في خدمة الناس ومساعدتهم.
إفساح الطريق
وأشار بعضهم في تصريحات الى بعض المشاكل التي يواجهونها في مهنتهم، والتي تتمثل في عدم وجود ثقافة بمهنة الطوارئ الطبية، حيث يتعرضون لبعض المشاكل في الطرق، ومنها عدم افساح السيارات الطريق للسماح بسيارات الاسعاف للمرور، وذلك لعدم وجود ثقافة مرورية للناس بأهمية الاسعاف، وفتح الطريق لها للعبور لنقل المرضى، بالاضافة الى الازدحامات وغيرها، مشيرين في الوقت ذاته الى أن وصول سيارات الاسعاف منذ تلقيها البلاغ لمكان الحادث يكون في 8 دقائق، مؤكدين انهم يطمحون الى تقليلها في الفترة المقبلة من خلال خطط وبروتوكولات تضعها وزارة الصحة وادارة الطوارئ الطبية.
مشاكل الجمهور
وقال أحد الفنيين إن هناك مشاكل يواجهونها مع الجمهور وقت الحادث، وهي تدخلهم في نقل المرضى واسعافهم، مما يؤدي إلى تعطيل نقل المرضى، واحتمال حدوث أخطاء في اسعافهم، اذ يجب على الجمهور أن تكون لديهم ثقافة أيضا بعمل المسعفين، وعدم التدخل في شؤونهم، وذلك لضمان سلامة تقديم الإسعافات الأولية للمرضى، لذا يجب على وزارة الداخلية والصحة القيام بحملات توعوية للجمهور لتوعيتهم بعمل المسعفين، هذا بالإضافة إلى عمل توعية لرجال الأمن أيضا، وذلك لتدخلهم في بعض الأحيان في الحالات وتعطيل نقلها بحجة الاستفسار عن بيانات المرضى، وهذا لا يجوز، وذلك لان المرضى يجب أن يتم نقلهم بطرق سليمة وسريعة الى المستشفيات لعلاجهم، حيث إن بعض الحالات الطارئة يجب نقلها بسرعة من دون تأخير، علما أن بعض الناس لا يعرفون ما معنى مسعف أو فني طوارئ طبية فيجب توعيتهم.
بدوره قال فني آخر إن مهنة فنيي الطوارئ الطبية تعتبر من المهن الشاقة والمتعبة والخطرة أيضا، ولا يوجد لها أي بدلات تتعلق بالعدوى والخطر، بالإضافة إلى أنها لم تصنف ضمن المهن الشاقة على الرغم من وجود مخاطبات ومطالبات عديدة من وزارة الصحة لديوان الخدمة المدنية بهذا الشأن مما يجعل مهنة الطوارئ الطبية مهنة طاردة، علما أن وزارة الصحة بدأت تهتم بالهيئة التمريضية والأطباء أكثر من اهتمامها بفنيي الطوارئ الطبية الذين يعتبرون خط الدفاع الأول، ويعتبرون أيضا أول من يعاين المرضى ويسعفهم في مكان الحادث، مطالبين ديوان الخدمة المدنية ووزارة الصحة بالالتفات لهم وتوفير البدلات الخاصة بالعدوى والخطر، وتصنيف المهنة واعتبارها من المهن الشاقة لضمان تمسك العاملين فيها بها، وعدم هجرتهم إلى جهات اخرى بنفس المهنة، للحصول على امتيازات اكثر، علما أن فنيي الطوارئ الطبية يعملون في جميع الأوقات سواء في الصيف أوالشتاء أوالمطر أوالغبار وغيرها ويتعرضون لعدة مخاطر، خاصة في عمليات نقل المرضى المصابين بأمراض معدية فمن الممكن أن ينتقل اليهم هذا المرض، ولهذا فهم يستحقون الالتفات اليهم.
دور إنساني
وقال احد الفنيين إن دور المسعف دور إنساني ويقوم بالتعامل مع جميع الحالات باعتباره خط الدفاع الأول، ولكن للأسف دوره مهمش ولا أحد يلتفت إليه على الرغم من المخاطر التي يتعرض لها. وأضاف أن فنيي الطوارئ الطبية متواجدون في جميع بلاغات المطافي والداخلية، بالإضافة إلى الجيش والحرس الوطني، ولهذا فهم يستحقون رفع مميزاتهم الوظيفية والمالية، ومساواتهم مع هذه الجهات، وذلك لأن طبيعة عملهم مساوية للمهن السابقة في مستوى الخطر والعناء والعدوى، كما يجب إدخال المسعفين في دورات تدريبية مستمرة لتطويرهم وتدريبهم على أحدث الطرق للتعامل مع الحالات.
الاتصال للضرورة
ودعا فنيو الطوارئ الطبية الجمهور إلى عدم الاتصال للتبليغ إلا للحالات الضرورية، وذلك لتلقينا بعض الحالات التي لا تستدعي نقل المريض، مثل حالات أسنان، وغيرها من الحالات التي لا تستحق نقلها، مؤكدين أن معدلات البلاغات اليومية تتراوح بين 15و 45 بلاغا يوميا وما فوق، والتي يتم التعامل معها جميعا بدقة وسرعة.
وطالبوا وزارة الصحة بتوفير زي لفنيي الطوارئ الطبية، لافتين إلى أنهم يحتاجون أيضا إلى بدل طعام ليقوموا بشراء طعامهم بأنفسهم بدلا من طعام المستشفيات الذي يتم توفيره لهم. واختتموا تصريحهم، بتهنئة صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد والشعب الكويتي بحلول عيد الفطر المبارك، داعين الله عزّ وجلّ بأن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
موقف طريف
أكد أحد فنيي الطوارئ الطبية أنه تلقى بلاغا من أحد المواطنين، وحين ذهب لينقله وجد أنه لا يعاني من شيء، وكان يريده فقط أن ينقله إلى أحد مطاعم الوجبات السريعة ليشتري طعامه.
حوادث كبيرة
أشار فنيو الطوارئ الطبية إلى مشاركتهم في حوادث كبيرة مثل حريق أمغرة وغيرها، حيث يمكثون لأوقات طويلة دون طعام وشراب، ويضطرون إلى استعارة الوجبات من المطافي والداخلية، وطالبوا وزارة الصحة بتوفير الوجبات والمياه لهم بدلا من أن يستعيروها من تلك الجهات.
مناشدة
ناشد فنيو الطوارئ الطبية المواطنين والمقيمين متابعة الإرشادات الخاصة بالتعريف بدور فنيي الطوارئ الطبية والسماح لهم بتأدية عملهم دون التدخل في شؤونهم، وشددوا على ضرورة تزويد متلقي البلاغات بالعناوين الصحيحة، وذلك لتسهيل وصول سيارات الإسعاف إلى المبلغ.
بلاغات عديدة
تم تلقي العديد من البلاغات التي استقبلها رجال الطوارئ الطبية وتم التعامل معها بصدر رحب واجتهاد، ومنها التهابات في الجهاز التنفسي، وأمراض القلب وغيرها من الأمراض.