إقليمي وعالمي

لماذا تصعيد استهداف الجيش الوطني في ليبيا؟

تصاعدت عمليات استهداف الجيش الوطني الليبي من قبل عناصر الإرهاب في بنغازي وغيرها فيما يبدو توجها من قبل داعش والقاعدة وميليشيات مرتبطة بتنظيم الإخوان ضد الجيش الذي يحارب الإرهاب في بنغازي ودرنة وغيرها من مناطق شرق ليبيا.

ويبدو من العمليات الإرهابية التي تقتل عناصر الجيش وتسقط طائراته التي تشن الهجمات على الإرهابيين أن تلك الميليشيات تنسق فيما بينها بعيدا عن ساحة المعارك في البؤر المتبقية للإرهابيين في بنغازي.

ويرى بعض المحللين الليبيين وخبراء الشأن الليبي أن التصعيد الأخير ربما يعكس الضغط الذي تتعرض له الجماعات الإرهابية في شرق ليبيا نتيجة حملة الجيش الوطني الليبي على مواقعها.

ويذهب البعض إلى الربط بين تلك العمليات التي تستهدف الجيش من قبل الميليشيات والجماعات الإرهابية والتردد الأميركي في التدخل في الشأن الليبي.

ويستند هؤلاء إلى ما نشر سابقا عن تنسيق بين قيادات التنظيم الدولي للإخوان وقيادات ميليشيات مع جماعات الإرهاب التقليدية في ليبيا (داعش والقاعدة) لضرب “من لا تقبل بهم أميركا” كي تعاود واشنطن قنوات الاتصال الدافئة معهم.

وقال الباحث السياسي الليبي فرج زيدان لسكاي نيوز عربية إن الجيش الوطني يواجه تحالفا من جماعات عقائدية مندرجة تحت ما يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي وهي ميليشيات درع ليبيا الإخوانية و تنظيم داعش وميليشيا أنصار الشريعة التي أصبحت في جبهة واحدة ضد الجيش الوطني.

واعتبر أن هذه المليشيات تعيش حالة من الضعف في مناطق الشرق الليبي، مما اضطرها إلى استخدام العمليات الانتحارية وعمليات التفخيخ نتيجة تقهقر الميليشيات في الشرق.

ولدى الإخوان وميليشيات مؤيدة لهم تصور بأن واشنطن ليست راضية تماما عما يقال إنه دعم خارجي للجيش الوطني الليبي في حربه ضد الإرهاب.

وتسعى جماعات الضغط الإخوانية في واشنطن لترويج أن الجيش مشكلة وليس حلا، في محاولتهم لشرعنة الميليشيات والجماعات الإرهابية، إلا أن جهودهم تلك لا تلقى قبولا أميركيا حتى الآن.

ويقول خبير ليبي يدير مركزا للأبحاث يركز على الشؤون الليبية إن هناك دولتان، إقليمية وعربية، ترعيان هذا التنسيق بين كل القوى المعادية للجيش الوطني والبرلمان الشرعي في طبرق.

ويبدو أن الدعم الذي أبدته جماعة الإخوان وغيرها من الميليشيات المتشددة لحكومة الوفاق الوطني كان دعما لفظيا فقط بينما في الواقع العملي يعملون على إضعافها، حسب رأي الخبير الليبي.

وكان ليبيون كثيرون انتقدوا اللقاء الأخير بين القيادي الإخواني المقيم في قطر علي الصلابي ومفتي ليبيا الداعم للإرهاب وقتل الأبرياء الصادق الغرياني الذي يفتي يوميا بأن محاربة الجيش الوطني أهم وأولى من محاربة داعش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى