إقليمي وعالمي

مارين لوبن الساعية إلى أوروبا جديدة تعد العدة لـ فركزيت

حذرت إليزابيث زيروفسكي، محررة في مجلة نيويوكر، الأمريكية، من خطط مشبوهة لمارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف، قائلة إنها ستجري استفتاء شبيهاً ببركزيت لإخراج فرنسا من الإتحاد الأوروبي إذا فازت في الانتخابات الرئاسية المقررة السنة المقبلة.

وأشادت لوبن بنتيجة الاستفتاء البريطاني، قائلة إن مصير فرنسا مشترك مع بريطانيا، و”الشعب البريطاني أعطى درساً مدوياً في الديموقراطية، ليس لأوروبا فحسب، بل للعالم بأسره”.

دهشة
واعتبرت لوبن البركزيت بمثابة انتصار لها، وقالت لصحافيين: “ستظهر أوروبا جديدة. وأقول لجميع الوطنيين، ولمن يحبون الحرية، اليوم هو يوم فرح. وذلك لا يعني نهاية أوروبا، ولكن الاتحاد الأوربي بات على شفا الانهيار، وستولد دول جديدة”.

إصرار
ومنذ عام 2013، تصر لوبن على أنها إذا فازت برئاسة فرنسا، فإنها ستجري، خلال ستة أشهر، استفتاء على عضوية بلدها في الاتحاد الأوروبي. وكشفت دراسة أجريت في مارس ( آذار) الماضي أن ٥٣٪ من الفرنسيين سيؤيدون مثل ذلك الاستفتاء، فيما قال مؤخراً 45٪ فقط من المستطلعين إنهم ليسوا واثقين من أنهم سيصوتون للبقاء ضمن الكتلة الأوروبية.

الخطوة الأولى
وتلفت المحررة إلى تقدم لوبن في استطلاعات الرأي الخاصة بانتخابات الرئاسة الفرنسية في الربيع المقبل، وبات من المؤكد أنها ستصل إلى الجولة الثانية من الاقتراع. ويوم الجمعة الماضي، ادعت بأن استفتاء بريطانيا مثَّل الخطوة الأولى الملموسة نحو تحقيق رؤيتها، وأن القضية الأوروبية ستشكل “بالتأكيد محور حملتها”.

وقالت فلوريان فيليبوت، نائبة رئيسة حزب الجمعية الوطنية، وكبيرة المخططين الاستراتيجيين لزعيمة الحزب: “اليوم لم يعد الاستفتاء شيئاً غير مسبوق. وقد حقق تغييرات عدة”. وتجاهلت أقوال البعض بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون مؤلماً بالنسبة إلى فرنسا، الأكثر تكاملاً من الناحية الاقتصادية مع الاتحاد، وأن تداعيات ذلك ستؤثر على الرأي العام. وقالت: “هذه بروباغندا يروج لها أنصار الوحدة الأوروبية، والاضطرابات في الأسواق مؤقتة. وليس لديهم ما يقولونه سوى تخويف الناس”. ودعت لو بن وفيليبوت إلى “مشروع أوروبي جديد لدول مستقلة ذات سيادة”.

قلق
وبعدما تأكدت هشاشة المؤسسة السياسية البريطانية، تبرز زيروفسكي حق الفرنسيين بأن يشعروا بالقلق. فقد حافظت بريطانيا، خلال العامين الأخيرين، على نمو اقتصادي يفوق مثيله الفرنسي بنقطتين، فضلاً عن كون نسبة البطالة في بريطانيا لا تتعدى نصف مثيلتها الفرنسية.

ويضاف إليه وقوع تفجيرين إرهابيين كبيرين خلال عام واحد على الأراضي الفرنسية، فضلاً عن مجموعة من هجمات صغيرة أخرى، ما أدى إلى تراجع ثقة الفرنسيين بحكومتهم. وعبر نحو 85٪ من الناخبين الفرنسيين عن رفضهم لرؤية اسم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في انتخابات الرئاسة في الربيع المقبل.

بقاء في الظل
ورغم ذلك، تقول المحررة، يفضل هولاند البقاء في الظل، مرسلاً، على سبيل المثال، رئيس وزرائه وبعض أعوانه لتبديد غضب الناس جراء تطبيق إصلاحات عمالية ضرورية، لكنها غير شعبية.

من جانبه، حذر مؤخراً رئيس وكالة الاستخبارات المحلية الفرنسية، باتريك كالفار، أمام لجنة برلمانية من أن فرنسا “تقف على حافة حرب أهلية”. وتحدث عن احتمال أن يشعل تفجيرين إرهابيين، أو أكثر ينفذهما جهاديون، عنفاً يمينياً متشدداً ضد المسلمين في فرنسا.

فرضية
وتقول زيروفكسي إن تلك فرضية ليست خيالية تماماً، وخاصة بعد مقتل النائب البريطانية جو كوس، قبل استفتاء على بريكزيت، فضلاً عن الوقفة الاحتجاجية في نيوكاسل، مساء السبت الماضي، عندما بلغت الاحتجاجات بين متظاهرين يمينيين وجماعات دعم اللاجئين ذروتها هناك.

قال كالفار إن التشدد من مختلف الأنواع والخلفيات قد تصاعد في أوروبا، وأن بعض اليمينيين المتشددين “ينتظرون المواجهة”.

تطابق
وتلفت المحررة إلى تطابق نادر بين لوبن والمؤسسة السياسية، عندما أقر هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس، قبل يومين “بضرورة ابتكار أوروبا أخرى”.

ويختلف بالطبع الجانبان في شأن صورة أوروبا التي يريدونها. ويتطلع بعض الشباب، وسواهم ممن لا يعيرون أهمية للمنظمات الحزبية، إلى مانويل ماكرون، وزير الاقتصاد الفرنسي المستقل، ولأسلوبه الخطابي الذي يتسم بالصراحة والوضوح. فقد أغضب ماكرون زملاءه في إبريل(نيسان) الماضي، عندما أعلن عن تشكيل حركته السياسية، التي قصد منها تجاوز الانقسام بين اليسار واليمين، وعلى أساس إصلاح نظام السوق المفتوح، وتشجيع المشاريع التجارية، والبرامج الأوروبية. ويدعي مساعدوه، أن أنصاره، الذين يزيد عددهم عن 50 ألف شخص، قاموا بجولة في أنحاء فرنسا، لاستطلاع آراء الناخبين الفرنسيين وتطلعاتهم، والتي ستقدمها الحركة في إطار برنامج” تشخيصي” في نهاية الصيف الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى