قلم الإرادة

الرئاسة مالها إلا مرزوق!

   جاءت انتخابات أمة 2013 بما جاءت فجر اليوم، ويبدو أنها أنجبت لنا الاعتدال بتصوري بعودة التكتلات السياسية من جديد وكذلك عودة القبائل بقوة إلى البرلمان، وانتصرت هذه الانتخابات للوجوه الشابة وكذلك لا ننسى بأن نسبة حاملي الدكتوراة في هذا البرلمان هي 20 % وهي نسبة جيدة نوعاً ما تتطلب احتواء حكومي من خلال إيجاد حكومة تكنوقراط شبابية بعيدة عن الإرضاءات السياسية التي تستعملها الحكومة على مر سنوات إن لم يكن عقود!

 

إن المتابع للساحة السياسية وما جاءت به الانتخابات ييقن أن نسبة المقاطعة قلّت في هذه الانتخابات لمشاركة الكثير ممن قاطع في الانتخابات السابقة بعد حكم المحكمة الدستورية إيماناً منهم بدولة المؤسسات وأن التغيير يجب أن يكون وفق القانون، وكذلك ييقن المتابع أنه وبارتفاع النسبة التي تجاوزت 52 % والتي تعني مشاركة الأكثر من الشعب لا مجال من جديد لكل النواب أصحاب “العرض والتطبيل” فكم منهم خسر النزال، وتلاشت أحلامه في كرسي البرلمان!

 

إن الشعب الكويتي وبأغلبيته الشبابية يرجو الجديد والتغيير نحو الأفضل، فلذلك لابد من كل المرشحين الفائزين في كرسي البرلمان أن يعوا ذلك حتى يبقى مجلسهم، ولابد أن يتذكروا بأن زمن “الصراخ على حجم الشعبية” قد ولّى، وأن الشعب يطمح اليوم للإنجاز ولا شيء غير الإنجاز المعطل منذ سنوات.

 

أما وعن موضوع الرئاسة وصراعها، فلابد من الجميع أن يضع هذه النقاط في ذهنه لأجل الكويت. إن شروط استمرار هذا البرلمان أن يكون رئيس السلطة التشريعية رجل رزين يتميز بالاتزان ولا يميل لأي طرف ضد طرف آخر، ولو قارننا بين أسماء المتقدمين لوجدنا أن المتقدمين حتى اللحظة هم: علي العمير ـ مرزوق الغانم ـ علي الراشد، وأن الحكومة ذات الـ 16 صوت إن قدمت العمير فهذا التقديم سيغضب الأطراف الشيعية خصوصاً بعد انخفاض مقاعدهم بشكل ملحوظ مما سيؤدي إلى اشتعال معركة سياسية من جديد قد تعيدنا لعهد الثمانينيات!

 

وإن اختارت الراشد فهي ستغضب الأوساط المقاطعة من الحراك والتي شاركت بهذه الانتخابات بعد حكم المحكمة الدستورية، مما سيؤدي إلى التصعيد وستردد الأقوال بأن: “الحكومة لا تحترم الإرادة الشعبية، وتستخف بعقول أبناء الشعب!”. وعن اختيار الغانم ولو كنت أختلف معه في كثير من النقاط، ولكنه الأرجح للاستقرار، فهو رجل قاطع سابقاً وعاد بعد حكم المحكمة الدستورية، ويتمتع بوسطية تستقطب كل الأطراف، أي أنه الأكثر استقراراً للبرلمان إن استلم سدة رئاسته، وهذا لا يعني تزكيته 100 % ولكن هو أفضل المتقدمين باعتقادي؛ لذلك أقول وبالفم المليان وبلا خجل وبلا تبعية كذلك أو تقديس: إن كان هناك استقرار لهذا البرلمان منذ بدايته فـ “الرئاسة مالها إلا مرزوق”.. انتهى

 

**

 

نبرة:

 

ـ المال السياسي لم يجدي في هذه الانتخابات، فأصحابه “سقطوا” في الثالثة والرابعة والخامسة!

 

ـ يبدو بأن القبائل الصغيرة ستتحد على نظام الصوت الواحد ولن تتخلى عنه.

 

ـ بعض النواب سيطالبون بنظام العشر دوائر بصوتين وأخص بذلك “نواب الجهراء”.

 

ـ آمل أن يعود الاستقرار السياسي إلى وطني ونعود لحقبة الإنجازات، وأملي أراه في الشباب؛ لأنهم هم وطن المستقبل.

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى